هزيمة الهلال من النصر وضياع بطولة انفرد بتحقيقها ستة أعوام على التوالي كان لها تأثيرها البليغ جداً في نفوس الهلاليين شكلا وموضوعا وبطريقة لم أكن أتوقعها إطلاقا من محبي نادٍ كبير عملاق له سجل حافل من الإنجازات بما يجعله هو وعشاقه في حالة من(الزهد)او على الأقل يمتلكون قليلا من الروح الرياضية قيتقبلون الخسارة بسعة صدر لاتمنعهم من تقديم التهنئة لمنافسهم التقليدي باسلوب(حضاري) تعود عليه(بنوهلال)صغيرهم وكبيرهم لا ان يحولوا تلك الهزيمة الى حالة(عزاء)مارسوا من خلالها كل ألوان ونواع اللطم والنياح واستجداء عبر لغة تناجي(الماضي) تداعي ذكرياته الجميلة وكأني اسمع صوت الفنان عادل امام في مسرحية(مدرسة المشاغبين)وهو يمثل لنا دور أهل الميت وهم(يولولون)حزنا على ميتهم مسترجعين صفاته الجميلة وهو يقول(معليه اخويا كان حنين وصغير).
ـ ماصدر عقب نهاية المباراة وتتويج النصر بطلا لكأس ولي العهد من تصريحات وآراء متعددة تمثل الصوت الهلالي(اليأس)الحزين بمافيها من(بكائيات)الشجب والاستنكار والتشكيك بدءا من مدربهم (المجروح)سامي الجابر ثم سمو الرئيس وانتهاء بجاري(العزيز)الذي كان يقدم لنا من خلال اهاته وطروحاته الفضائية محاضرات قيمة عن اخطاء قضاة الملاعب والتي عادة تمثل جزءا من جمال لعبة كرة القدم منهيا حديثه(النموذجي)بقسم يهز الجبال وهو يقول(اقسم بالله العظيم بأنني لا اقول ذلك تزلفا او رياء)ويحك يا(اباعمر)فقد وقعت في المحظور الذي أوجب عليك(التكفير)عن يمينك بل ايمانك(الغليظة)وإني لك من الناصحين،حينما لاينفع كورة ولا هلال فهلا اقلعت عن هذا مكتفيا بطرح آراء نقدية قابلة للصواب والخطأ.
ـ حالة العزاء التي خيمت على الهلاليين في ردة فعل أشبه بـ(صدمة)عمر وفي منطق تفاعلهم مع الحدث (المفجع)كان من الممكن قبولها لو ان مستوى فريقهم الكروي أحسن حالا من الغريم التقليدي لقلنا من باب (الانصاف)معاهم حق وألف حق ولو ان ركلة الجزاء التي(يولولون)حولها غير صحيحة كما يصور لهم بعض المحللين لمسنا لهم العذر وحملنا(التحكيم)وزر ظلم حرمهم حق مكتسب ببطولة يستحقونها مستوى ونتيجة ولرددنا مع من يدعمون(العدالة) نعم ومليون نعم الهلال مظلوم، وكان ايضا قبول حالتي الغضب والحزن الصادرتين منهم لو ان الهلال كان بعيدا عن منصات التتويج والبطولات وفريق صغير يحلم بتحقيق مثل هذا الإنجاز لأول مرة في حياته ومشواره الكروي لاعتبرنا حالة(العزاء)طبيعية ومشاعر(القهر)لا يلام عليهامحبوه وعشاقه المحدودون الذين كانوا بترقبون إنجازا وحيدا لن يتكرر ثانية وفرصة وحيدة ضاعت لن تعود ولا بعد مئة عام.
ـ يجب على الهلاليين وفي مقدمتهم رئيسهم ومدربهم ان يستفيدوا من(الدرس)الذي تعلمه بالموسم الماضي رئيس نادي النصر الامير فيصل بن تركي الذي هزت مشاعره(دموع)فلذة كبده ابنه(تركي)بعد خسارة فريقه من الهلال بطولة كأس ولي العهد فهنأ الهلاليين بالبطولة كاتما غيظه في صدره وبعد ذلك استنفر كافة قواه وقواته المادية التي كانت(مخباة)طيلة سنوات اربع(عجاف)فيصرف الملايين بالتعاقد مع افضل النجوم بعدما وضع في رأسه هدفا لن يحول الحول دون تحقيقه لابنه ويحول تلك الدمعة الحزينة الى (افراح)وهذا ما ينبغي على(شبيه الريح)ومحبي الهلال ان يستخرجوا من حالة (العزاء)روحا قابلة للعودة(فمازال للامل بقية)من خلال بطولة دوري قابلة لكل الاحتمالات او بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين و(الزعيم) قادر على العودة والمنافسة لو كانت هناك لغة(عمل)حقيقية بعيدا عن الاعلام واجواء(اكشن)اثبتت فشلها.