|




عدنان جستنية
معقولة (قلبا وقالبا)كلنا سامي
2014-01-08

الوسام الذي أطلقته بعض من جماهير نادي النصر (كلنا سامي) اعتراضا ورفضا لواحد من جماهير (العالمي) قام بوضع تصميم يظهر مدرب الفريق الهلالي سامي الجابر وهو في حالة خضوع لمدرب الفريق النصراوي الارغواني كارينهو يعطي هذا الوسام في محتواه انطباعا مختلفا اختلافا جذريا عن السنوات الماضية وحالات من (الشحن) والاحتقان النفسي الذي كان قائما بين جماهير الناديين لتوطيد مفاهيم جديدة في علاقة التنافس الرياضي بينهما والذي ارى من الواجب ان لا يمر على إعلامنا الرياضي مرور الكرام انما التوقف عنده طويلا في دعم هذه المبادرة الرائعة جدا من جماهير تقدم نموذجا (مشرفا) للروح الرياضية ولمعاني التنافس الحقيقي الذي من المفروض ان يكون موجودا بين جميع الرياضيين عموما.

ـ صورة مغايرة تماما لجماهير كانت من كلا الطرفين تشعل نار الغيرة والشحناء في الملعب وخارجه لتأتي هذه المبادرة النصراوية معلنة وجها مشرقا لجيل من الشباب يقدم نفسه من خلال (تويتر) محتجا ورافضا (شكلا ومضمونا) لتلك الإساءة مؤكدين في ذات الوقت بلغة (حضارية) ان الود والإخاء قائم بين ناديهم وبين مدرب (غريمهم) التقليدي نادي الهلال وان الاختلاف الرياضي لن يفسد اجواء العلاقة الجيدة بين الناديين وبين كافة المواطنين السعوديين،بما يدعوني إلى الإشادة بهذه الخطوة (السامية) فكرا وتعاملا وتهنئة لجمهور نصراوي يفتخر به وبعقليته وأخلاقه الرياضية و(إنسانية) على وجه الخصوص.

ـ أعلم هناك من ستكون له رؤية (تشكك) في المشاعر الحقيقية لمن أطلقوا ذلك الوسام من منظور ان هذه الجماهير النصراوية لا تعبر عن الشريحة الأكبر من جمهور (العالمي) وان ذلك الوسام (المغرد) به لا يمكن (تصديقه) فمن غير المعقول الذي يعرف حجم التنافس القائم بين الناديين بما فيه من ترسبات سابقة مضى عليها اكثر من (50) سنة سوف يقبل ويصدق مقولة (كلنا سامي) خاصة في هذه المرحلة المهمة من مسيرة (متصدر لا تكلمني) والذي لا يوجد منافس للنصر سوى الغريم التقليدي نادي الهلال، وليكن مثل هذا الكلام بما فيه من رؤية (سطحية) صحيحا الا ان مبدأ الإقدام على هذه المبادرة بحد ذاتها اعتبرها نقطة تحول (تاريخية) في لغة الخطاب الجماهيري بين الناديين وان جاءت من طرف واحد الا انها من المؤكد ستشجع نسبة كبيرة من جماهيرهما بأن يحذو إلى نفس التوجه الأخلاقي الذي يدعو إلى احترام ودعم المفهوم الحقيقي للتنافس الرياضي ونبذ (التعصب) بكافة ألوانه وأشكاله.

ـ وصلتني عبر صفحتي بتويتر تغريدة من احد الجماهير الاتحادية يطالب بعمل (رتويت) على تغريدة يدعو من خلالها جماهير العميد بأن ترد في لقاء الغد الذي سيجمع الاتحاد والهلال على الإساءة التي صدرت من قلة قليلة من جماهير الهلال على لاعبي الفريق الاتحادي في مباراة الدور الأول وكان ردي بالرفض القاطع لهذا السلوك متأملا ان يكون التعامل بأسلوب (حضاري) من خلال الاكتفاء بترديد النشيد الاتحادي (وطن وطن نادي الوطن إتي) اذ انه من الخطأ رد الإساءة بمثلها اضافة إلى انني ارى ان جماهير نادي الهلال في ملعب نادي الاتحاد تعتبر (ضيفا) على العميد وجماهيره ويجب ان تقدم جماهير (نادي الوطن) صورة مشرفة جدا لأصول (الضيافة) المعروفة بين العرب والتي حثنا عليها في المقام الأول ديننا الحنيف، وكم هو جميل جدا لوشاهدنا من كلا جماهير الناديين الهلال والاتحاد لافتات مكتوب عليها (الاتحاد والهلال واحد،وكلنا أبناء وطن واحد) فمثل هذه المبادرة لو حدثت كفيلة بأن تقضي تماما على سلوكيات (العنصرية) المرفوضة تماما بين أبناء الوطن الواحد واحسب ان هذه الخطوة مثل الخطوة التي أقدمت عليها بعض من جماهير نادي النصر ستلقى قبولا في الوسط الرياضي وتحولا في العلاقة التي تربط الاتحاديين بالهلاليين والعكس ايضا إدارة واعضاء شرف وجماهير، فهل نشاهد غداً في ملعب الملك عبدالعزيز بمكة المكرمة لافتات هلالية اتحادية تزينها عبارة (الاتحاد والهلال واحد، وكلنا أبناء وطن واحد) أتمنى أراها، فمن ياترى (يتبنى) هذه الفكرة ويقدم عليها مساهما في تطبيقها على أرض الواقع غداً.