كنت قد كتبت مقالا في همسي اليومي بتاريخ 17ـ12ـ2013تحت عنوان(لو كنت مكان سعود كريري)، أشرت تلميحا إلى أن النادي الذي أنصحه بالانتقال إليه هو الهلال، موضحا الأسباب (الجوهرية) التي دفعتني إلى تقديم هذه النصيحة، وأحسب أن الهلاليين قبل الاتحاديين وهم يحللون سطور ذلك المقال إن حالة من (الذهول) والدهشة قد إصابتهم، غير(مصدقين) أن أقدم على هذه المبادرة (مضحيا) بالنادي الذي تربطني علاقة قوية لايخفى على الجميع حجمها، وإنه من غير المعقول التخلي عن مبادئي وقناعاتي في سبيل أن أظهر أمام الرأي العام بأنني كاتب وناقد رياضي (محايد) فلابد أن(في الأكمة ماوراءها).
-وفي الواقع إن مثل هذه الهواجس لابد أنها كانت تدور في رؤوس الهلاليين والاتحاديين معا، و(منطقيا) إنه مهما وصلت عندي قمة(المثالية) فمن المستحيل أن أقدم على طرح ذلك المقال الواضحة أهدافه وبشكل علني لولا وجود سبب قوي دفعني إلى ذلك، وحتى أكون (صادقا) مع نفسي والمتلقي معا فإن إسدائي للاعب القدير سعود كريري تلك النصيحة هي (استقرائي) لمستقبل أعلم مسبقا بوقوعه في القريب العاجل وفقا لسيناريو كنت قريبا من أبطاله الحقيقيين قبل كتابة ذلك الهمس،و(مكشوفة) لي كافة تفاصيله الدقيقة، وما منعني التصريح به هو إنه من غير اللائق (أدبيا) أن أفشي معلومات اجتماع هناك أطراف هي الأحق مني بنشرها في الوقت المناسب إلا في حالة حصولي على موافقة من جميع الأطراف تجيز لي الإقدام على هذه الخطوة (الاستباقية).
-لقد علمت(يقينا) بتوجه اللاعب سعود كريري قبل التاريخ المشار إليه بيومين في اجتماع حضرته داخل نادي الاتحاد في قاعة الاجتماعات بحضور وكيل أعمال اللاعب ناصر النعيمي وعضو مجلس الإدارة المهندس سمير باجنيد، وفي اليوم الثاني من تواجد وكيل اللاعب، وكانت بداية حديثه (حاسمة) غير قابلة للتفاوض، مؤكد أن اللاعب لايرغب البقاء ومن الأفضل السماح له بالانتقال إلى ناد آخر، معللا السبب إلى ثلاثة جوانب من أبرزها نظام الاحتراف ثم إن أوضاع الفريق لاتسر ولا تشجع على أن يغامر بسمعته بالاستمرار ضمن صفوفه وهو الذي يريد إنهاء مشوار حياته الكروية التي لم يتبق منها سوى(عامين) مع فريق ناد معد ومجهز لتحقيق البطولات، وإنه مهما قدم له من مغريات (مادية) فإن اللاعب لن يكون باستطاعته تقديم شيء جديد للاتحاد، وبالتالي فقد حسم أمره ولديه عروض من أندية أخرى سيبحث عن أفضلها متمنيا حسب قول النعيمي نصا(أن لاتقفوا في طريقه وتتعبوا أنفسكم يا(جماعة) في مفاوضات لن تجدي نفعا). ثم عرفت بطريقتي الخاصة أن انتقاله سيكون للهلال ولاغير الهلال وفق معلومات مؤكدة أن النعيمي أعطى قبل قدومه جدة وهو في قطر عبر مكالمة هاتفية عضو شرف هلالياً كلمة موافقة بأن اللاعب لامحالة سيكون هلاليا.
-ولعل الذي أرغمني حاليا إلى إظهار ماتحدث به وكيل اللاعبين ناصر النعيمي هو ذلك الشريط الذي تم (تسريب) أجزاء كبيرة منه ثم ورد في تعليقه عليه عبر برنامج كورة حول الاجتماع الثالث الذي حدث خارج أسوار النادي وقد سبقه اجتماعان داخل النادي حضرتهما، حيث لمست من خلال كلام الأخ النعيمي أن اللاعب كانت لديه الرغبة بالبقاء في ناديه لو وجد عرضا مناسبا وهو كلام عار من الصحة تماما، فقد قدم (سورة ألم نشرح) وبصورة مباشرة في الاجتماع الثاني، حيث كان(واضحا) في حديثه و(نية) مبيتة وهدف مرتب له بأن سعود لن يغير رأيه وموقفه ومستعد للتعاون في إنهاء هذه العلاقة بطريقة سلسة، مقدرا الظروف الحالية التي يمر بها النادي، أما مسألة (المخالصة) التي حصل عليها اللاعب فلم يتم الموافقة عليها إلا بعدما تم عرض الموقف على أعضاء الشرف بمن فيهم (إبراهيم البلوي) إن كان بمقدورهم إقناع سعود وتقديم العرض المادي الذي يؤدي إلى تغيير رأيه وموقفه، وكانت الإجابة الجميع (سلبية) وعلى طريقة (ملنش دعوى)، وهنا كانت النية (مبيتة) لكشف أعضاء الشرف أمام الاتحاديين والرأي العام بصرف النظر عن رغبة اللاعب من عدمه.
-عموما مبروك للهلال صفقة (ناجحة) بكل المعايير ولسعود كريري الذي أحسن الاختيار كما كان يأمل وحسبما خطط له وكيل أعماله، لينتقل إلى الزعيم وسط فرحة غامرة من رئيسه السابق الأمير(محمد بن فيصل) وجماهيره.