|




عدنان جستنية
نار الغيرة بين نون الهلال ونون الشباب‎
2013-11-01

ـ في مواجهة هذا المساء بين الهلال والشباب يوجد نجما شباك تتجه كل الأنظار إليهما، الأول هو ناصر الشمراني والثاني نايف هزازي، لأسباب لها علاقة بعوامل مشتركة تجمع بينهما على المستوى الفني حسبما يتميز كل واحد منهما بخصائص قد لاتتوفر في الآخر، وإن التقيا في صفة (هز الشباك) كهدافين منحتهما هذه النجومية، مع الاعتراف بأن الأول (محظوظ) جداً جدا في تسجيل أهداف (بلاطعم) وخالية تماماً من(السكريات)، في حين أن الثاني أهدافه لها صلة بـ(فنان) مبدع رأس ماله في موهبة التهديف بالرأس التي يجيدها ببراعة تذكرنا إلى حد كبير بـ(بيليه العرب). ـ كما أن هناك حالة تجاذب قاربت بينهما وذلك على مستوى(مفارقات) ساوت بينهما في طريقة التفكير والتوجه برؤية احترافية طغت عليها عبر المشهد العام لها لغة المال في تفسيرها، وفي جانب آخر اتجهت إلى مبدأ شاعر قال(اغنم زمانك بعدك صغير السن شيطاني)، ولهذا فإن وجه المقارنة التي ستضعهما هذه الليلة تحت المجهر هي حالة (الطلاق) التي أدت بكليهما إلى البحث بكافة الوسائل عن ورقة (الخلع) الإجباري من ناديين صنعا لهما مجدا وشهرة بأسلوب مارسا فيه المكر والكيد والخداع حتى حصلا على طلاق من الطرف الآخر بـ(التراضي) الذي حفظ على حقوقه المادية قبل أن يطلق سراحهما، بما فرض على هذين النجمين الدخول اليوم في صراع منافسة شديدة وقوية لإثبات أنه هو الصفقة المربحة لناديه التي لن يندم عليها ولن يندم على اختيار كان هو(الأفضل). ـ أغرب المفارقات التي ارتبطت بقصة انتقال نون الهلال ونون الشباب هو ذلك(التناقض) العجيب الذي صادف في منطق توجه اختياراتهما، فالشمراني الذي ساهم في تحقيق بطولات للشباب ورفع رصيده الجماهيري بنسبة لابأس بها والمعروف أنه قليل جداً جداً وجد أن سمات(البطل)التي حققها بذاته في ناد(مغمور) جماهيرا لاتصنع منه نجما كبيرا إنما اسما متداولا يدور حول لقب(هداف) يحبط طموحاته وطموحات أي لاعب يبحث عن الأضواء والشهرة، ولهذا فضل الانتقال بسيناريو(مطبوخ) كتب فصوله الدرامية بنفسه أو ساعده على بلوغ نهايته السعيدة مدرب مغرور ورئيس ناد صدقه إلى نادٍ جماهيري كالهلال، ليكمل قصة نجاح تتوفر فيها كل المقومات التي تتوافق مع موهبته الكروية وأمنيات لاعب(سوبر ستار). ـ نفس الشيء فيما يتعلق باللاعب نايف هزازي، فالمفارقة التي تثير الدهشة هي تلك الرغبة التي بنى عليها كتابة العديد من المسرحيات الغرامية والمأساوية بكل مافيها من (اكشن) وحبكات تراجيدية في سبيل التخلص من اللعب لناد جماهيري من الطراز الأول مثل الاتحاد في مقابل الانتقال لنادي الشباب الذي لم يهتم بضآلة جماهيره في ظل مغريات مالية دعته إلى التخلي عن ناد بات(مفلسا) ماديا، رامياعاطفة الانتماء في ذاكرة النسيان وفقا لقناعة مبنية على نظرية (الجمهوره لوحده لايكفي) لتأمين لقمة العيش و(ثقة) بالنفس وفي قدراته، وأن(كل الأماكن مشتاقة) له ولأهدافه الرأسية. ـ المفارقة الأهم والمنتظرة هي حالة المتعة التي سوف يستشعر بجمالها الجمهور الرياضي وإعلام سيراقب هذه الليلة من من هذين النجمين سيعمل (الفارق) لفريقه، فالزلزال يتمنى اليوم أن يكون(الحظ) إلى جانبه وهو في أمس الحاجة إليه ليعانق الشباك التي كان في يوم من الأيام حنونا بها يكره من يمسها بأي حال من الأحوال، ليحقق (نصرا) للزعيم ولنفس عزيزة، أما(الصقر) ففي هذا المساء يريد أن يؤكد للبلطان بأن القرار الذي اتخذه صحيح ولن (يخذله)عبر أهداف سوف تسحب بساط النجومية من زميل له في الفريق المنافس يشاركه دون شك (نار الغيرة) حول رهان صعب سوف يكسبه الليث بـ(نصر) له معانٍ كبيرة.