لاعبو الاتحاد الذين مثلوه مساء يوم الجمعة الماضي في مباراة الفريق الأول أمام فريق الفيصلي حرام أن يرتدوا شعار هذا النادي العريق أو ينتسبوا إليه لأنهم بمنتهى الصراحة لايعرفون قيمة كيان (لطشوا) سمعته فمن شاهد المستوى الذي قدموه والروح التي لعبوا بها يجزم بأن أي فريق حواري في مدينة جدة وغيرها أفضل منهم وإن استثنيت الكابتن سعود كريري والحارس فواز القرني، ولو كنت أملك حق اتخاذ قرار لما ترددت لحظة واحدة ببيع عقودهم فورا في سوق التشليح أو أقرب حراج خردة فعميد الأندية من المؤكد يعتبرهم وصمة سوداء في تاريخه ومن يسمح لهم بالبقاء فيه يوما واحدا ومنحهم فرصة شرف الانتماء إليه يرتكب (جريمة) في حق هذا الكيان الكبير. ـ بدون أدنى شك أن كافة الجماهير المحبة للاتحاد والمخلصة سيجدون فيما كتبته آنفاً متنفساً لهم يخفف عليهم حالة (القهر) التي شعروا بها في تلك الليلة ويشاطروني الرأي فيما ذهبت إليه بأن تبادر الادارة بطردهم من النادي وشطبهم من كشوفاته كأقل عقوبة يستحقونها مع يقيني أن مثل هذا الإجراء من المستحيل أن يتحقق ومنطقياً غير قابل للتطبيق على اعتبار أن هؤلاء اللاعبين المحترفين يكفلهم نظام لابد من الامتثال له والالتزام بكافة بنوده. ـ هذه المجموعة من اللاعبين المتخاذلين المتهاونين المستهترين لو كانوا في زمن الهواية لنصحت باستخدام (الشلوت) معهم فمن المعروف أن العصا كانت إحدى وسائل التربية المستخدمة في الأجيال الماضية كعلاج ينمي روح المسؤولية عند الأطفال وهم من خلال مارأيت في ذلك المساء ولقاءات سابقة أرى أنهم يحتاجون إلى هذا الأسلوب من أساليب (التربية) وإن كان سنهم والنظام لايسمح بذلك ولكن لو أنهم شاهدوا العطاء السيئ جداً الذي قدموه لحكموا على أنفسهم بالشلوت هذا إن كان لديهم ذرة إحساس بالذنب وبالمسؤولية ومشاعر تقدر جماهير خذلوهم بما هو أمر من الهزيمة، فالخسارة في كرة القدم واردة، فالألم العميق يكمن في أن هؤلاء الأطفال (مرمطوا) سمعة ومكانة العميد. ـ كان بودي أن أتحدث عن خطة أو طريقة لعب لم يوفق فيها مدرب الفريق (بينات) إلا أن ما شاهدته هو تكملة لمشاهد سابقة لمدرب غير موجود إلا في (السكور شيت) وفي شاشة عرض تلفزيوني تائه الخطوة يمشي على عكاز ومن الظلم أن أدافع عنه أو أجرده من تباعات هذه الحالة من(الذل) التي ظهر بها فريق كان قبل هذا الأسماء المتهالكة اسم يشن ويرن محلياً وقاريا وعالميا. وكفى كذبا وخداعا إن قلنا إن هناك بوادر لمدرب يسعى للبناء فما يقوم به ليس له أي صلة بالطوب ولا بناء فما هو مشاهد لنا من مباراة لمباراة فيه (هدم) لكل الآمال والطموحات فالانهيارالذي حدث أمام الفيصلي كان متوقعاً من مدرب (حيص بيص) شخصيته القوية خارج الملعب مفقودة داخل الملعب والذين كانوا (مبسوطين) منه لقفزة لاحظوها على من أطلقنا عليهم النمور الشابة كشفت لنا الأيام ومواجهات كثيرة ماهي إلا حماس شباب وضربات حظ سببها ظروف فرق أخرى كانت سيئة. ـ أعرف أن (الشلوت) لا يمكن استخدامه مع مدرب يجب التعامل معه بأسلوب (جنتلمان)، ولا أظنه سيجديه نفعاً ليصحو من غفوته، ولكن أحسب أن هذه هي أفضل طريقة للخروج من مطب غرامة إنهاء العقد تلجأ إليها إدارة وضعها المادي يدعو إلى الشفقة. ـ لا أصدق أن المنظومة التي حققت كأس الملك ونتائج جيدة أمام الشباب والفتح في بداية الدوري وصل بها الحال من (التردي) المخزي فالمشكلة لا يمكن حصرها في المدرب فحسب وإن كان هو يتحمل نسبة كبيرة من هذا التدهور الفظيع، فاللاعبون الذين احتفى الإعلام بهم ووصلهم السماء نجد أن مستواهم الفني واللياقي في (انحطاط) شديد، وإن استمر الوضع كما هو عليه فإن لم تعالج العلة من كافة أبعادها فإن الإدارة ستجد نفسها في مواجهة قرار أقسى وأعنف من الشلوت.