|




عدنان جستنية
إما(المهنا) وإما يا (ويله)
2013-10-08

حسناً ما قام به رئيس لجنة الحكام عمر المهنا برفع خطاب شكوى للجنة الانضباط ضد رئيس النادي الأهلي الأمير فهد بن خالد بناء على تصريحه الأخير حينما اتهم الحكام بأنهم يقومون بعمل أخطاء ضد فريقه بـ(قصد)، وحسناً كان رد الرئيس الأهلاوي حينما سئل عن موقفه من هذه الشكوى اكتفى بالقول ـ لا تعليق ـ بمعنى أن (لكل حادث حديث)، هذا في حالة اتخاذ لجنة الانضباط عقوبة ضده حينذاك سيعبر عن رأيه حول موقف المهنا ثم قرار الهيئة القضائية. ـ بين حسناً ما فعله المهنا وحسناً ما صرح به فهد بن خالد توقفت عند (محاسن) هذين الموقفين طويلا بعدما نبشت في رأسي مجموعة من الاستنتاجات التي جعلت خيالي الواسع يسبح ثم يغوص في أعماق العديد من الاستفسارات البريئة جدا التي تحتاج إلى من يفك شفرة غموضها نحو لجنة سبق لي أن تقدمت في مقال سابق عنوانه (عظم الله أجركم في لجنة الانضباط) بخالص العزاء لرئيس اتحاد القدم والوسط الرياضي العزاء بوفاتها ونحو لجنة كثر الكلام حول من يلقبون بـ(قضاة الملاعب) وأخيرا نحو أصوات أندية (انفلت) لسان منسوبيها. ـ أول هذه الاستنتاجات يخص الدوافع التي أدت برئيس لجنة الحكام إلى إقدامه على هذه الخطوة الآن تحديدا مع أن هناك من (شكك) في القدرات التحكيمية للحكم السعودي في مباريات سابقة، ولا أريد استعراض تلك الأسماء سواء إدارية أو فنية التي عبرت عن استيائها الشديد من بعض الحكام الذين تسببوا في ظلم فرقهم (حدث ولا حرج) من خلال قرارات خاطئة وقعوا فيها أو لتجاهلهم تطبيق القانون. ـ التفسير الذي من الممكن أن أفهمه على قدر فهمي المتواضع جدا أن تلك التصريحات إما أنها أصابت (كبد الحقيقة) وبالتالي التزم المهنا الصمت، وإما أن التصريح الأخير للرئيس الأهلاوي تجاوز ما يمكن السكوت عليه، وإما أنه في الحالات الماضية كان ينتظر من اللجنة الميتة أن تقوم بمسؤوليتها إلا أنه بعدما نفد صبره لم يكن أمامه خيار إلا التقدم بتلك الشكوى. ـ بين الإماءات الثلاث المشار إليها آنفاً بحثت عن مادة نظامية وقانونية تسمح لرئيس لجنة الحكام بتقديم شكوى للجنة الانضباط فوجدت أنه سلك الطريق الصحيح وذلك حسب المادة رقم 2/116 من الباب الثاني: لجنة الانضباط القسم الأول: بدء الإجراءات القضائية والتحري والتي تنص (يجوز لأي لجنة أو شخص تقديم شكوى أو تقرير عن السلوك الذي لايتفق مع لوائح الاتحاد إلى الهيئات القضائية على أن يكون ذلك مكتوباً، أما لماذا تقدم اليوم في حين أنه لم يتقدم في المرات السابقة فذلك أمر أترك للقارئ الكريم حرية التفكير في مسبباته ومبرراته. ـ أما ثاني الاستنتاجات فله علاقة بالمسببات التي أجبرت رئيس النادي الأهلي على تصريح فضائي يؤكد من خلاله تعمد قيام الحكام بأخطاء مقصودة ضد فريقه دون اللجوء إلى الطرق النظامية عن طريق تقديم شكوى للجنة الانضباط وفقاً للمادة المذكورة آنفاً، فإما أنه فقد الأمل في هذه اللجنة الميتة، وإما أنه يعلم أن مثل هذه الحالات لايمكن للجنة القضائية البت في شكاوى ضد التحكيم إلا إذا كان مزاجها (رائق) عبر قرارات (مفصلة) لأندية معينة مقتدية بنهج لجان سابقة، وإما أنه رغب في إحراج اللجنتين معاً أمام الرأي العام لقناعته بصحة موقفه وأنهما سوف يعجزان عن مقاضاته حول كلمة يدرك أبعادها لا تقل في أهدافها وليس معانيها عن كلمات قيلت حول حكام آخرين لم يتخذ أي إجراء نحو من صرحوا بها، وإما أنه يتمنى أن تتخذ اللجنة الميتة عقوبة ضده ليؤكد صحة اتهام عبر عنه ليأخذ مساحة أكبر من حكام (مستقصدين) النادي الأهلي إلى لجان ناوين يوضعوا رؤوسهم في مواجهة علنية أمام رؤوس النادي الأهلي لنسمع حينذاك أهزوجة المجانين (يا ويله) يا مين يتحداك. ـ أمام كل هذه الاستنتاجات وما تضمنته من إماءات أجدني على موعد مع الأيام وما سيخبئه القدر من أحكام لا أدري من سيكون هو بطلها.