اطلعت على الجزئية التي انتشرت عبر صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية الخاصة بمداخلة الدكتور حياة اخضر في برنامج(حراك) الذي يقدمه الزميل عبدالعزيز قاسم عبر قناة فور ياشباب وما طرحته من تساؤلات وجيه وآراء قيمة بخصوص دخول النساء الملاعب ثم ردة الفعل التي جاءت من قبل زميلي الجار في الصفحة المقابلة فهد الروقي بمافيها من حالة تأثر شديدة حول ماورد على لسان الدكتور الأكاديمية جعلته يدعو لها ثم يجهش بالبكاء بما يعطي انطباعا عن ان ابو عمر يحمل قلبا( رقيقا) وهو لايلام في ظل( غيرته)الدينية التي وضعته في ذلك الموقف المؤثر بالنسبة له وربما لغيره من المشاهدين الكرام مماجعلني تلقائيا أتفاعل معه وأدعو له(صادقا)بهذا الدعاء( اللهم قوي إيمانك )يافهد على انني لا استبعد وجود شريحة اخرى من المشاهدين استرجعت ذلك المشهد الدرامي للفنان الممثل سعيد صالح في مسرحية ( مدرسة المشاغبين) وهو يردد نفس الدعاء بطريقة كوميدية تحمل فيها شيئا من السخرية ويقول (اللهم قوي ايمانك ) وذلك من منظور ان ماذكرته الدكتور حياة لايستوجب ذلك المشهد التراجيدي المبالغ فيه وكأن موضوع القضية المطروحة للنقاش دخول النساء بيوت للدعارة وليس ملاعب كرة قدم لن يصل فيها الامر بذلك الحجم الذي يؤدي الى قبول ولاة الامر بالسماح بممارسة الرذيلة فيها وهو رأي مخالف لحالة التفاعل التي صدرت مني مقدرا بالفعل مشاعر (إيمانية )احتوت الزميل في تلك اللحظة. -وبما انني غير( متخصص) في فقه وعلم الفتوى فلن اسمح لنفسي بالدخول في قضايا شرعية لها ناسها من علماء الدين المتخصصين في هذا المجال وفي معمعة متاهات ( مالها اول ولا آخر)ولكن مايحز في نفسي ويثير عندي نوع من الارتباك الفكري الذي ربما يتحول الى مايشبه مرضا مصاب به مجتعنا السعودي جزء منه او معظمه هو( الانفصام في الشخصية) فقبل اكثر من عشرة اعوام كان هناك نفس الموقف المتشدد من دخول المرأة بمفردها او مع أفراد عائلتها استراحات المطاعم والمقاهي خوفا عليها من الفتنة ومن الاختلاط المحرم شرعا وبعد فترة اصبح هذا الامر عاديا، وأتذكر في طفولتي مقالات تنشر في صحفنا المحلية ضد تعليم الفتاة ثم سمح لها بذلك لتأتي بعدها حملات ضد خروج المرأة للعمل حتى وان لم تختلط بالرجال ومع مرور الوقت اصبح للنساء السعوديات المتعلمات دور حيوي ومهم في مجتمعنا لايقل بأي حال من الاحوال عن أشقائهن الرجال. ـ مواقف اخرى مربكة ايضا تنفل لنا صورا من( التناقضات) التي حاولت ان اجد لها تفسيرا اوذلك في كل مايتعلق بهذه المرأة المسلمة (السعودية)حينما تكون في الاسواق وهي تتسوق دون اي عوائق تؤثر على عفتها او تؤدي الى الفتنة وتركب السيارة مع سائق اجنبي بلا( محرم) معها في الوقت الذي ظهرت فتاوى تحرم قيادتها للسيارة . نفس الشئ فيما يخص ركوبها الطائرة مختلطة مع مجتمع ذكوري حتى في سفرها بالخارج نشاهد تواجدها في ندوات علمية ومظاهر اخرى من مسابقات ومشاركات ممنوعة ممارستها في بلدها بمافي ذلك تواجدها في صالات السينما والملاعب الرياضية دون ان نسمع حوادث تخدش حياءها وعفتها وتسيىء اليها كامرأة مسلمة ومواطنة سعودية. ـ انها مجرد استفسارات لا أظنها تخصني فقط ولست الوحيد الذي يبحث عن اجابة لها ولا يذهب ظن البعض انني ضد تلك التساؤلات التي طرحتها امرأة سعودية لها مكانتها المرموقة في هذا المجتمع بدينها وعلمها وتعليمها الأكاديمي او انني من دعاة الفتنة بقدرما ابحث عن( التنوير) الذي يحترم عقلي وآدميتي كإنسان مسلم(سوي)يجد من يخلص مجتمعه من(انفصام) فكري او عقائدي ليست له نهاية ،على انني أرجو من يرى ان(ضعف) الإيمان هو من وضعني في (حيرة) من امري حول هذه الجملة من( المتناقضات) بأن يدعو لي بنفس الدعاء الذي دعوته آنفا لزميلي فهد الروقي (اللهم قوي إيمانك) ياأبوفارس وبالهداية لنا جميعا لما يحبه ويرضاه.