|




عدنان جستنية
كلام الناس
2013-07-12

كلام الناس عمل درامي في قالب يميل إلى الكوميديا الساخرة يعرض يوميا من القناة الاولى بالتلفزيون السعودي قدم لنا أبطاله في الحلقة الاولى التي عرضت يوم الأربعاء الماضي اول أيام الصيام صورة ساخرة لواقع مجتمع سعودي اصبح يعاني كثيرا من ألوان الفساد الحكومي الذي وصل إلى مرحلة بات كبار المسؤولين بمافيهم (معالي الوزير) في معظم المجالات الحيوية متهمين بضلوعهم في دعم ونشر عددة أنواع لهذا الفساد حيث لامست حلقة (الكرسي في الصيانة) جزء من كلام الناس المتداول في مجالسهم والحقيقة الغائبة التي تمكنت شخصية (يوسف الجراح) من كشف الجوانب المهمة التي تجعل من المسؤول الأول قادرا على العمل في اجواء نقية ونظيفة وذلك بعد قيامه بنفسه بعملية تمشيط تمكنه كـ(وزير) من معرفة ما يقال عنه وما يدبر ويحاك في الخفاء ضده وبالتالي استطاع القضاء على الزمرة الفاسدة المحيطة كأفراد عصابة بوزارته. ـ فكرة قصة الوزير الذي يعاني من الام مبرحة ومؤلمة جدا في (الدسك) تحمل من خلال قراءتي النقدية للنص في طيات الهدف الذي يريد الكاتب تحقيقه وإيصاله جملة من الرسائل (الرمزية) التي من المؤكد انها وصلت بفكر مؤلف اهتم ببساطة الطرح العفوي التلقائي المباشر ليحقق (الابداع) الذي جعلني احاكي نفسي واحسب ان المشاهدين شاركوني المحاكاة ذاتها وانا اقول في لحظة انبهار (والله هذا المؤلف مصيبة) متسائلا في ذات الوقت، كيف طرأت على رأسه هذه الفكرة المجنونة والتي صاد فيها بحجر واحد اكثر من عصفور، وهذه العصافير في حقيقتها على مستوى المناصب القيادية تعتبر هي رأس الهرم الذي يجب ان يكون منتبها ويقظا لمن حوله من مجموعة (حرامية) بلغ عددهم في وزارة واحدة (20) لصا وفي مقدمتهم مدير مكتب او سكرتير (معالي الوزير). ـ بحثت في أعماق المؤلف اثناء غوصي في شخصية (معالي الوزير) والدور الذي قام بأدائه بإتقان الفنان الممثل يوسف الجراح الذي نجح بروحه الحجازية المرحة في تقمص الدور فوجدت ان عملية (الفحص) التي تتطلب من المسؤول الكبير في جهاز حكومي الذي يتولى مهمة قيادته من الممكن ان تكون سهلة اثناء كتابة النص بينما على ارض الواقع القدرة على اكتشافهم بحيث يكونون بنفس سذاحة المعقب ابوفواز والذي لم يمانع في تلبية طلب معالي الوزيرالذي تقمص شخصية رجل اعمال بمنتهى السهولة في تقديم اسماء عشرين حراميا وهنا ارى (قصورا) في النص حيث بالغ المؤلف في تلك الثقة التي تجعل من أبي فواز يغامر بفضح عناصر مهمة تحقق له الكسب المادي، على انني اثني بشدة على الفنان (حسن عسيري) الذي وفق بدرجة امتياز في إتقان الدور واحسب ان شخصية ابو فواز ستلازمه كثيرا في أعماله الفنية المقبلة إذ انه من المفترض عليه (المحافظة) على (الكركتر) الذي ظهرت به هذه الشخصية التي ارى انها ستنال إعجاب المشاهدين وتبقى راسخة في أذهانهم. ـ هناك ايضا ضعف في البناء الدرامي للنص حدث في المشهدين الأخيرين فيما يخص ردة الفعل عند استلام مدير مكتب معالي الوزير وسكرتيره قائمة العشرين موظفا الذين يعملون في الوزارة فلم يلحظ المشاهد تفاعلا من الاثنين من الطبيعي ان يحدث لمعرفة من هي هذه الاسماء حتى في الاجتماع الذي طالب الوزير بحضور ذلك العدد لم يحضر سوى عدد لايتجاوز عدد اليد الواحدة، كما ان يوسف الجراح لم يستبدل ملابسه في كافة المشاهد خاصة في المشهد الذي كان يتجسس على قسم الصيانة. ـ كلام الناس كما أشرت سابقا في حلقة الأربعاء احتوت مادته الدرامية على الرمزية عبر نص ساخر حقق اهدافه في إمتاع المشاهد وإيصال الرسالة للمعنيين بها في اكثر من مكان وجهة, فهل ياترى وصلت؟ ـ اما حلقة امس فقد سقط الفنان حسن عسيري في (فوضى) أسوأ من الفوضى التي واجهها اللاعب الأرجنتيني ميسي سواء على مستوى كتابة النص والسيناريو والتمثيل والاخراج حيث الدراما السعودية إلى بداياتها.