|




عدنان جستنية
قاعدة (اقعد) الناصرية
2013-06-05

ملايين من مشاهدي نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين بين الاتحاد والشباب شاهدوا تلك اللقطات التي ظهر فيها نجم نادي الشباب وأسطورته التاريخية (ناصر الشمراني) بعد كل هدف من الهدفين اللذين أحرزهما في شباك الاتحاد يلوح بإحدى يديه للمدرب البلجيكي برودوم بـ(اجلس) والتي تقال باللهجة العامية (اقعد) وبالمصطلح البلدي المتداول لمن يعرف لغة الإشارات وتلميحات تضرب في العظم (خليك مكانك)، وقد نجح بدون أدنى شك اللاعب في لفت الانتباه والأنظار إلى الرسالة التي كان يعني بها مدربا (فشل) فشلا ذريعا في تحقيق أي بطولة لناديه الذي تعاقد معه لتسخير الإماكانات المتوفرة لديه من لاعبين لتحقيق هذا الهدف ولا حتى جزءا من أجزاء (ربعه). ـ طبعاً اختلفت آراء المحللين والنقاد حول تلك (الإشارة) بكل ما كانت تحمل في مضمون معانيها من حالة (قهر) وظلم شعر به ناصر تجاه مدرب (جمده) مرات ومرات في دكة الاحتياط حيث كان هناك شبه إجماع على أنه سلوك أدانوا فيه اللاعب إدانة شديدة، ولو أنني أرى وفق قناعة شخصية لو أن الفريق الشبابي في تلك الليلة قلب النتيجة وفاز بالمباراة وبالكأس بسبب هداف يعرف لغة الشباك قدم الدليل القاطع بأن رؤيته صحيحة بأن مثل (برودوم) مكانهم الجلوس في (مكانك سر) وخير من بقائهم تسريحهم لتغيرت كل تلك الانتقادات إلى مدح وثناء ولتحول ناصر الشمراني إلى (بطل) الأبطال ولأصبحت حركته الاستفزازية نظرية تدرس في مدارس التدريب تحت مسمى (قاعدة اقعد الناصرية)، ولسمعنا في ذلك المساء هجوما كاسحا ضد مدرب (عنيد) فضحه انتصار لا فضل له فيه، ومن المؤيدين لما أقدم عليه من سلوك كنتيجة (عكسية) لشعور الكبت النفسي الذي عانى منه حيث لم يكن قادرا على كتم ما كان يعاني منه في هذا الموسم من حالة (غبن) فانفجر في الوقت المناسب ليكسب معركة خسرها المدرب ومعه إدارة النادي. ـ مشكلة ناصر الشمراني أنه ليس نجم شباك تلفزيوني، وبالتالي لم يجد من يتعاطف معه ويسانده وهي مشكلة في الواقع لا يعود سببها له شخصيا إنما قدره وحظه وضعاه في ناد ليس من الأندية (الكبار) التي تحظى بشعبية جماهيرية عريضة مثل الاتحاد والهلال والنصر والأهلي ولو كان ضمن صفوفها لتحولت لغة الشجب والاستنكار إلى المدرب وإلى من يوجه له الملامة لأنه لم يعرف كيف يتعامل مع هذه النوعية من النجوم (المنتجة) التي تحتاج إلى معاملة ورعاية خاصة ولأصبح الموقف مختلفاً مع إدارة وقفت (مكتوفة اليدين) منذ نشوب المشكلة بين الطرفين وهي التي ساعدت بسكوتها في توسعة رقعة الخلاف الواضح للجميع بينهما، وهي من (سمحت) للمدرب بالتمادي في غرور دفع ثمنه الليث غاليا بخروجه هذا الموسم خالي الوفاض وبـ(خفي حنين). ـ ليعذرني رئيس نادي الشباب الأخ خالد البلطان الذي خانته حنكته الإدارية في طريقة التعامل مع نجم كبير يساوي وزنه (ذهب)، يملك من سيرة ذاتية من الإنجازات هي من ساهمت في بقائه (رئيساً) ورفعت أسهم نادي الشباب وهذه ليست المرة الأولى التي يخفق البلطان إنما أيضا فشل في التعامل مع مشكلة اللاعب (عبده عطيف)، فبعدما تهاون معه فترة طويلة في مواقف تستدعي معاقبته جاء في الوقت الضائع ليطبق عليه النظام ولكن (بعد فوات الأوان) وهذا هو الآن يسير في نفس الاتجاه والتوجه مع مدرب بسبب عقليته (التعبانة) فقد الفريق إلى جانب البطولات أحد صناعها، حيث أدى (عناده) إلى (معاقبة) النادي والإضرار بمصلحته وحرمانه من نجم فاقه وتفوق عليه نجومية ببراهين (رقمية) فرضت علي أن أتعاطف مع سلوكه الأخير وأدعم موقفه بقوة بتبني همه ومعاناته من خلال نظرية أطلقت عليها قاعدة (اجلس الناصرية) إيماناً بها ونصرة له، وهي قاعدة جديرة بأن تطبق عملياً في أنديتنا ومنتخباتنا حول من لهم علاقة بالكرة إدارياً وفنياً يحتاجون إلى من يقول لهم (اقعدوا) في بيوتكم.