|




عدنان جستنية
رها النعمي (وقمة) أفريست
2013-05-26

البنت الجداوية (رها محرق النعمي) إحدى بنات وطننا الغالي المعطاء ذات (25) عاماً من يصدق خبراً تم نشره وتداول عالمياً أنها استطاعت أن تقهر المستحيل من خلال (إرادة وعزيمة) قوية لتتسلق أعلى قمة جبل في العالم (أفريست) والبالغ ارتفاعها 8850 متراً بعدما وجدت أن لديها الرغبة الشديدة منذ ما يقارب العامين بممارسة هذه الهواية (مصممة) على أن تتسلق أعلى سبعة جبال في العالم، حيث نجحت حتى الآن في قطع أكثر من ثلاثة أرباع الهدف الذي أصرت على تحقيقه برياضة تسلق خمسة جبال وبقي لها جبلان لتكمل بقية حلم تحول إلى حقيقة. - هذه الفتاة السعودية التي نالت الإعجاب والفخر من كل من فرح بالإنجاز الشخصي الذي حققته لذاتها ومن بينهم الزميل القدير (مشعل السديري) الكاتب المرموق في جريدة الشرق الأوسط والذي تربطه علاقة بوالدها ومعرفة أسرية طبعت في ذاكرته اسمها وهي طفلة صغيرة حضرت مع زميلاتها لتشاركن ابنته حفل عيد ميلادها وهن -حسب ما كتبه أمس في عموده اليومي- يغنين أغنية سعاد حسني (البنت زي الولد ما هيش كمالة عدد) إذ يبوء لي أنها رسمت شخصيتها مند طفولتها، حيث تقول رها ضمن أحد تصريحاتها الصحفية (إنها كانت تحلم بتحقيق ذاتها وإثبات قدرتها على تحمل المصاعب بالعزم والإصرار وأنها قادرة على التحمل والصبر لأنها تعتقد أن الإنسان يستطيع الانتصار على نفسه)، ولم يقتصر حلمها على تسلق الجبال إنما تفوقت أيضاً في دراستها الجامعية وقد تخرجت من الجامعة الأمريكية بالشارقة. - إنها العزيمة والإرادة التي شكلت روح (التحدي) لدى رها متجاوزة عقبات اجتماعية لم تمنعها أنوثتها من ممارسة هواية لها أبعاد من وجهة نظري ليس لها علاقة بالجانب الرياضي، كما قد يعتقد البعض إنما هي تتجه إلى ما هو أبعد بكثير من ذلك كحالة إثبات لعصر أصبح للفتاة السعودية على مستوى كافة المجالات وعلى مختلف الميادين والتخصصات مشاركة بحضورها القوي وتفوق واضح لها في سباق منافسة مع الجنس الآخر المكمل لها لعلها تتمكن من إيصال رسالة لم تنجح على عقود في إقناع فئات من المجتمع السعودي بأن الزمن تغير وأنه بالإمكان محاصرة (نون النسوة) بلغة خطاب (ذكوري) وفق سلطة لا تسطيع مواجهتها لظروف اختلفت الآن حتى فيما يخص (حقوق) حرمت منها في سنوات ماضية تحت ذرائع باتت اليوم لا وجود لها وما كان في تلك الفترة مرفوضاً على مستوى العادات والتقاليد تحول مع التطور التعليمي والثقافي للمجتمع عامة وهي جزء من تركيبته مقبولاً وألغيت كل تلك المحاذير التي أدخلتها وأدخلتنا في (متاهات) غيبت الحقيقة أرضاءاً لأطراف معينة. - استخدمت رها النعمي كنموذج لحالة لو رجعنا إلى ما قبل السماح للمرأة بالمشاركة في كثير المجالات التي كانت مغيبة عنها وقبل نرى أسماء سعوديات وصلن إلى محافل دولية وعالمية حققن فيها إنجازات علمية وتبوأن مناصب شكلت يوماً بعد يوم ضرورة اندماجها مع متغيرات العصر ومجتمعات غربية أتاحت لها فرص لم تجد في بلادها ليأتي الوقت ويفرض رغم كل الاعتراضات التي كانت تواجهها الأمر الواقع المشهود اليوم حيث أصبح لها وجود مؤثر في منحها مناصب قيادية واقتحمت مجلس الشورى بقرار (ملكي) دعماً لحقوق لابد أن يكون لها صوت بالدفاع عنها مثلها مثل الرجل.