|




عدنان جستنية
صدق أو لا تصدق(سامي) مدرب عالمي
2013-05-23

كنت الوحيد من بين حملة القلم الذي احتفى بلقب الشاطر الذي أطلق على كابتن فريق نادي الهلال سامي الجابر إلا أن هناك من محبي الهلال وهذا النجم معاً فسروا أن لي مآرب لغوية أخرى وظفتها في مقالاتي من خلال استخدامي لمعنى كلمة (الشاطر) بقصد الإساءة للاعب الكبير، وهو تفسير لا أساس له من الصحة إطلاقاً، ولهذا لم أحرص بالرد على من لم يحسنوا الظن ومن بينهم زملاء حرف ذهبت بهم شكوكهم بعيداً مثل الزميل فهد المطيويع الكاتب الصحفي مع أنهم في يوم من الأيام وهم في مقاعد الدراسة كانوا يتمنون من معلم الفصل أن يطلق عليهم صفة التلميذ الشاطر وهو وصف دارج ومحبوب. - وهذا هو اليوم وفق شواهد حاضرة يؤكد سامي الجابر القادم لعالم التدريب أنه بالفعل يتمتع بفكر يتسم بالذكاء الخارق والذي يكشف في الواقع ما يتميز به من (شطارة) وفهلوة تعتبر من أهم الروافد الضرورية المكتسبة في شخصية الإنسان متى ما أحسن توظيفها في أي مجال من مجالات الحياة ولعل اختياره لمهنة التدريب لا تكفي للحكم عليه الحكم المطلق بالنجاح، فكم من لاعب سعودي اتجه لهذه المهنة فمنهم من لم يوفق وآخرون ظلوا (مكانك سر) رضوا على أنفسهم بأن يكونوا مدربين (طوارئ) تستعين بهم الأندية لفترة قصيرة ثم تستغني عنهم، ذلك أن بداياتهم كانت من وجهة نظري (روتينية) في شكلها العام من ناحية، ومن ناحية أخرى لم يستفيدوا من (شهرتهم) كلاعبين باستغلالها (إعلامياً) كما فعل سامي الجابر الذي عرف بطريقة وأخرى كيف (يجذب) الإعلام معه بأسلوب (ذكي) مستثمراً أولاً الشعبية الجماهيرية التي يحظى بها ناديه و(الكرزما) الإعلامية التي شكلت منذ بداياته الأولى محوراً مهماً وداعماً قوياً له في مشواره الطويل في الملاعب كلاعب ونجم. - حقيقة أشرت إليها وأكدتها في أكثر من مقال وحديث تلفزيوني بأنه (ظاهرة إعلامية) والفضل يعود في ذلك للزميل عبدالعزيز الشرقي حينما كان رئيس تحرير لهذه الصحيفة الذي خدمه خدمة كبيرة ليس حباً وإعجاباً إنما لإثارة صحفية (تسويقية) في محاولة لها علاقة بالتنافس الكروي الكبير بين العملاقين (النصر والهلال) ونجومية خارقة يحظى بها (ماجد عبدالله).. لعل سامي الجابر يقترب ولو بجزء بسيط منها وذلك على طريقة المثال القائل (اقرب من السعيد تسعد) وهذا ما تحقق، ولكن بنسبة قليلة لا تقارن بنسبة نجومية وشعبية (الأسطورة) الحقيقية ماجد عبدالله. - أعود لفهلوة وشطارة سامي الجابر الذي وقف معه (الحظ) بوجوده في إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد وتقارب واضح بين الشخصيتين ساهمت بشكل كبير في تكوين شخصيته كـ(مدرب) بعدما أسندت إليه مهمة تدريب الفريق الهلالي في مواجهتين في نصف نهائي كأس الملك أمام الاتحاد و(ثلاثية) ذهب ضحيتها في مواجهة الذهاب بين الفريقين المدرب (كالدرون) بسيناريو محبوك وصف آنذاك بـ(الخائن) وهي نقطة التحول التي حولت سامي من إداري إلى مدرب عقب نجاحه في أول مهمة له بقيادة الهلال تدريباً كمغامرة وفق فيها كثيراً وهذا النجاح قلب تفكيره وقناعاته الإدارية رأساً على عقب ليبدأ في الموسم الذي يليه بالتخطيط الجاد ليصبح مدرباً وبخطة الدورات التدربية بعنوان عريض (كن مع الإعلام تكسب)، حيث تم الترويج لها بعناية فائقة مثل الترويج الإعلامي الذي حظي به بعد اختياره لنادي (أوكسير) الفرنسي كمحطة انتقالية مهمة تمنحه الخبرة ناهيك عن (سمعة) حققها كشفت مدى اهتمامه بتطوير نفسه وأكسبته نوع من (الثقة) التي جعلته الآن الخيار الأول عند الهلاليين لتدريبه في الموسم المقبل بعدما كان مرفوضاً في فترة سابقة. - الكرزما الإعلامية لسامي الجابر (اللاعب) لا تعني أنها سترافقه كـ(مدرب) ولهذا فإن مهمته ستكون صعبة ولكن الحكم عليه (مبكراً) بالنجاح والفشل غير مقبولة وإن كانت كل المؤشرات تدل عبر الصلاحيات المفتوحة التي أعطيت له والدعم المادي الذي وفر له إلى (التفاؤل) بأن الهلال في الموسم المقبل سيكون مختلفاً مع مدرب وطني ليصل بالزعيم إلى (العالمية) وتحقيق الحلم الأمنية لنادية الذي لم يستطع بلوغه وهو لاعب وليحصل على لقب المدرب (العالمي).