يخطئ نمور الاتحاد الصغار إن تسلل إليهم شعور بأن مباراتهم أمام فريق نادي الفتح ستكون مهمتهم فيها (سهلة) ولن يجدوا صعوبة في كسب النقاط الثلاث وإعلان التأهل من ملعب الشرائع كردة فعل طبيعية بعدما تجاوزوا (عقبة) الهلال ذهابا وإيابا .. وما أدراك ما الهلال .. الذي ربما لم يخطر في بالهم أنه بإمكانهم الفوز عليه وإقصاءه من البطولة وهو شعور لا يخصهم فحسب إنما أيضا الجماهير الاتحادية وغيرها من جماهير وإعلام (مصدوم) لم يتوقع هذا الحدث المبهر ليتعامل مع الخبر الجديد السعيد بمنتهى (المهنية) بعناوين فاخرة وصور تلمع بروح الشباب حيث (صهلل) في الأيام الماضية احتفاء بهم وبـ(اتحاد) كان غائبا خارج التغطية عاد وأعاد للكرة رونقها والإثارة طمعها والتشجيع قيمته الحضارية في أهازيج فرح بصوت عندليبه (صالح القرني). ـ ونتيجة لكل هذه الهيلمة والهيصة والزنبيلطة التي صاحبت هزيمة الهلال فإن النمور الصغيرة التي مازالت في طور(النمو) لابد أنها تتأثر وتعتقد أن تلك البداية التي أعلنت من خلالها قدوم جيل اتحادي (سكر) شباب بمثابة (إنجاز) لها وأن الفتح وأي فريق آخرسوف (يأكلوهم أكل) بعدما تمكنوا من التهام زعيمهم، وهذا ما دعا همس حروفي بأن يأخذ صفة (التحذير) لعل وعسى مختار والغامدي والمولد فهد وقاسم والعسيري أحمد وعبدالفتاح يضعونه نصب أعينهم في مواجهة هذا المساء تحديدا ويدركوا تماما أن هناك (فرق) بين البطل ووصيفه في بطولة الدوري، وأن من أهم مسبباته هو روح الشباب القتالية وطموحات ناد (نموذجي) حريص في هذا الموسم من عن طريق بلوغ لقب ثاني تأكيد أنه بات ضمن معادلة (الكبار) وقبل ذلك ترسيخ نظرية (الفكر أهم من المال) ولهذا فإنني أتوقع فتحاً لن يقبل أن يكون (ألعوبة) يلعب به صغار العميد كما فعل بالموج الأزرق خاصة وأنه يملك مدربا يبدأ حصصه التدريبية بصفته أستاذ (معلم) في علم النفس ويكملها بمحاضرة موجه قبل المبارة وخطة تلعب على (وتر) معنوي وجوانب فنية يركز عليها عبر(القصير المكير) جوزيه إلتون، وحسين المقهوي وحمدان الحمدان هوياتهم المفضلة (الخطف) وللقارئ الكريم تفسير هذه الكلمة من خلال مشاهد تؤكد كم هؤلاء (الثلاثي) بارعون جدا في ممارسة هذه الهواية، ولهذا على مدرب الاتحاد أخذ حذره الشديد من الطيور (الخطافين)، وإلا فإن حلمه في ثوان معدودة سوف يخطف ويتحول إلى كان يا ما كان، وقصة مدرب قتل بلكمة خطافية من (جبال الفتح) عبر درس (اصحى للون) فليس كل (أزرق) يتآكل لحمه. ـ في المقابل يخطئ الفتح بأبطاله الذين (أكلوا الجو) في موسم كانوا هم عنوانه الكبير لو راودتهم ظنون بأنهم يلعبون مع نمور انقرضوا في دوري زين وأن فورة النمور الملتهبة حماسا يمكن القضاء عليها وفق وصفة فتحاوية قتلت في هذا الموسم عنفوان الكبار فهؤلاء الفتية ومدربهم الإسباني (بينات) من الواضح أن لديهم هدفا واحدا وصريحا من خلال ترسيخ نظرية (المستقبل للشباب) وهي نظرية تتجانس مع أهداف وتطلعات النادي (النموذجي) المشار إليها آنفا في مضمونها العام وإن كنت أرى أن الحراسة الفتحاوية نقطة واضحة في منظومة فريق متجانس وغياب اثنين من أبرز وأخطر لاعبيه ستجعل المهمة صعبة للغاية وإن كان الجبال لن يغيب عليه إيجاد البديل المناسب لتعويض هذا الغياب فـ(الداهية) الذي من المؤكد بعدما أصبح خبيرا بالأندية السعودية يعرف من (أين تؤكل الكتف) على الرغم من صرخة شبابية سوف تدوي اليوم في مدرجات الملعب (جاكم الاتحاد وخر عن طريقه). ـ السرعة واللعب على عامل (الوقت) كلا المدربين يجيدان استخدام هاتين الميزتين وإن كانت الحراسة نقطة واضحة في النموذجي بالإمكان استثمارها من أسامة وسعود في حين أن الثعلب الماكر إلتون لن يتوانى في استغلال تقدم الحارس الاتحادي الذي هو واحد من أبرز عيوبه ليفاجئه بأهداف تهز ملعب الشرائع قبل الشباك. ـ فهد المولد موعود اليوم بتحية خاصة من كل الجماهير المتواجدة في لقاء هذه الليلة تقديرا لنجم (متميز) بحبه للكرة وتركيزه في الملعب ليصل في يوم من الأيام كواحد من أبرز مصدري (المتعة) الكروية وإن كان يحتاج إلى (تقنين) في مهارة سرعته.