حينما تعرض أبناء جمعية إنسان الخيرية إلى منع من دخول ملعب الملك فهد لمشاهدة مباراة النصر والأهلي كان الموقف الرسمي للقيادة الرياضية ورئيس اتحاد كرة القدم استنكاراً ورفضاً قاطعاً لمن ارتكبوا لهذه الجريمة الإنسانية، وشجب للجهة التي قامت بهذا الفعل ووعود بإجراء التحقيق لمعرفة المتسبب ومعاقبته، والتأكيد بعدم تكرار ذلك، وهنا لابد لنا كإعلام مراقب أن نضرب تحية تعظيم سلام ونرفع الغترة والعقال لهذا التفاعل السريع مع حالة تقتضي اتخاذ موقف حاد وصارم وعاجل لا يقل عن فظاعة الحدث المشين وحجم مؤثراته الإنسانية، حيث قوبلت تصريحات الرفض وما تبعها من إجراءات (نظامية).. وعد المسؤولون باتخاذها بارتياح تام واستحسان الشارع العام الرياضي وغير الرياضي (خفف) كثيراً من احتقان وانفجار إعلامي تجاه الجهة المتسببة أولاً ثم الجهات الأخرى ذات العلاقة المسؤولة عن المنشأة الرياضية التي لو مارست (الصمت) فإنها حتماً ستكون في موقف صعب لا تحسد عليه إطلاقاً. ـ بعد هذه الحادثة بيوم واحد فقط وفي مباراة الهلال والاتحاد وفي نفس الملعب واجهت إدارة نادي الاتحاد قبل بداية المباراة تصرفاً أحمق غير مسؤول من إدارة الملعب، لم نقرأ بعدها أي اعتذار لما حدث، إنما (تبرير) غير صحيح لنائب مدير ملعب الملك فهد سليمان اليوسف على اعتبار أن مدير العلاقات العامة بنادي الاتحاد يوسف نجار كان متواجداً مع الإدارة الاتحادية وسبق له مع إدارات سابقة دخول هذا الملعب ولديه (خبرة) كافية بالأماكن المخصصة ولعل ما (يدين) اليوسف بما يدل على أنه غير صادق بأن رئيس نادي الاتحاد وأعضاء مجلس إدارته جلسوا في أماكن مخصصة للجماهير أنهم قبل شهرين وفي نفس الملعب ومباراة أمام الهلال لم يتعرضوا لنفس هذا الموقف إنما وجودوا كل الترحاب وحسن الضيافة إلا أن كان لحضور عضو الشرف (منصور البلوي) بصحبة الإدارة دور (إنساني) في توجيه إدارة الملعب لهم في المقاعد المخصصة بحكم العلاقة (المتينة) التي تربطهم بـ(أبو ثامر) فذلك أمر آخر يستدعي من إدارة الفائز الاستفادة من خبرته في أسلوب (التعامل) حتى لا يواجهوا الموقف السيئ الذي تعرضوا له. ـ بحثت في الأيام الماضية عن تصريح لمسؤول في رعاية الشباب أو في اتحاد كرة القدم يعبر عن اعتذاره ورفضه لما حدث لكن للأسف الشديد كما توقعت في همسي المنشور يوم السبت الماضي (لا حياة لمن تنادي) وكأن الأمر لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد ومرت هذه الحالة (طناش) مع أنها ليست الحالة الأولى فقد تعرض أربعة إدارات أندية (الاتفاق والشباب والأهلي والاتحاد) لنفس الموقف، والغريب الذي يدعو للدهشة أن هذه التصرفات (غير المسؤولة) حدثت (جميعها) في مباريات طرفها (الهلال) وبما يكفي إلى أن تقوم الجهتان المعنيتان والمشار إليهما آنفا باتخاذ إجراءات نظامية تجاه (المتسببين) في هذا العبث أو على الأقل تصريحات قريبة إلى حد ما من التصريحات التي أشدت بها في بداية المقال ولو بكلمة (جبر خاطر) مع إدراكي أن هناك فرقاً بين الحالات الإنسانية وحالات (الفايز والمرزوقي أحمد والبلطان وأبو عمارة).. وقناعتي أن هذا (الفرق) كان سببه (إنساني) بحت يخص تلك الفئة وليس لأسباب أخرى فرضت اتخاذ إجراءات سريعة وعاجلة قبل أن يتفاقم الأمر إلى ما لا يحمد عقباه من قرارات (إعفاء) تطير رؤوس كبيرة كعقوبة لها، لأنها لم تحسن اختيار الكفاءات المناسبة التي تتحمل مسؤولياتها وتقدر (الثقة) التي وضعت فيها.. والله المستعان. ـ ليس من عادتي الاستسلام لأدوية (مسكنة)، فواجبي ككاتب صحفي وإعلامي المتابعة التي تضمن وجود (الحل والعلاج) حتى نساعد المسؤول في أن يكون على (علم وبينة) حول جوانب غائبة عليه، مهمة الصحافة كشفها له، ولكيلا نسمح لـ(الضعفاء) الاستمرار في (عبث) وفوضى تسيء لمجتمع بكامله وتشوه صورة جهات تسعى جاهدة للبناء والتطوير والإصلاح.