|




عدنان جستنية
الفتح.. كلك على بعضك حلو
2013-04-17

بحثت عن كلمة مبروك في حجم معانيها المبهجة والمؤثرة جدا جدا في أعماق فرح ليس ككل الأفراح، كيف كان صداها في قلوب الفتحاويين لاعبين ومدرب وإدارة وأعضاء شرف وجماهير عقب إعلان صافرة حكم نهاية اللقاء فوزهم على فريق النادي الأهلي وحصولهم على لقب (بطل) وإنجاز تاريخي غير مسبوق في مسيرة الكرة السعودية وناديهم فلم أستطع حقيقة أتخيل مجرد تخيل وصف مشاعرهم في تلك اللحظات المشحونة بطاقة الأمل وهم يستقبلون تهنئة كانت أشبه بـ(الحلم) انتظروها طويلا، ولعلي لا أبالغ إن قلت رغم كل وسائل الرصد المستخدمة من كاميرات تلفزيونية ومصوري صحافة ومراسلين وبرامج رياضية إلا أنها عجزت تماما عن نقل وتسجيل حالة فرح غامرة لأبناء الأحساء وهم غير مصدقين (الحدث) وسماع كلمة مبروك يا بطل. ـ مع احترامي وتقديري لكل الأندية السعودية وتاريخها المجيد التي حققت بطولة الدوري بنظامها الحالي والقديم فإن الإنجاز الفريد من نوعه الذي حققه نادي الفتح في هذا الموسم يعادل كل البطولات التي حصدتها إن لم يكن يتفوق عليها جميعا لوجود فرق شاسع وكبير بين مقومات وإمكانات بينها وبين هذا النادي (النموذجي) في كل شيء حيث إن أوجه المقارنة مفقودة تماما وبالتالي إن وضعنا الإنجاز الإعجازي الذي نال شرفه في كفة والإنجازات التي نالت الأندية بأكملها شرف تحقيقها لمالت كفة النادي (المكافح) العصامي المحترم. ـ تأملت في كل وصف بليغ منح إهداء صادقاً لفتح (قلب) كل معايير فلسفة كرة القدم في التاريخ المعاصر فإذا بلقب (النموذجي) يعلو ويغطي ويهيمن على جميع الألقاب التي جاءت متزامنة مع حالات (ذهول) لناد يعد من أندية الظل (جاء يطل غلب الكل) ذلك أنه حمل في مضمونه بلاغة غير مبالغ فيها، إنما يعبر في الواقع عن دقة متناهية لوصف يحاكي (الانتماء) الحقيقي المتمثل في حب شمولي لا يبحث عن الـ(أنا) وإغراءات تلاحق الأضواء والشهرة وعضلات تستعرض لغة التعالي والكبرياء ليتلاحم هذا الحب للكيان مع فكر تميز به (الفتحاويون) على كافة المستويات الإدارية والفنية والمادية والإعلامية (عمليا) على أرض الواقع ليقدم لنا هذا النادي العملاق عملا (مؤسساتيا) ليس له شبيه في أنديتنا إطلاقاً وبالتالي نال الإعجاب والتقدير في كل معطياته والتي نقلت لعشاق الرياضة والكرة صورة مشرفة جداً لصرح رياضي تبلورت في كل منسوبيه صفات (النموذجية) والتي شكلت كما رأينا فتحاً (متكاملا) في منظومة نجوم وحدة (عمل) متحدة متضامنة (على قلب رجل واحد) لن تتكرر (لحست دماغي) كما لحست دماغ الزميل العزيز تركي العجمة مقدم برنامج (كورة) لأشاركها اليوم فرح بطولة ليست ككل البطولات، ولقب تحقق بجدارة واستحقاق ليس ككل الألقاب بأغنية بلا صوت ولا صورة مهداة بصوت الفنان كاظم الساهر: (كلك على بعضك حلو والأحلى الخجل يلي بعيونك تزعل أو ترضى حلو شوكة بعين يلي يحسدونك). ـ من شدة فرحتي وسعادتي بهذا الإنجاز ومنظومة (متكاملة) متجانسة (قلباً وقالباً) تمنيت أن أكون في مكان ابني (أحمد) الذي يدرس حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية ولطالبت الملحقية الثقافية بالموافقة على تغيير مجال دراستي الجامعية إلى المجال الرياضي وتحديدا في (الخصخصة) إن كان علماً يدرس في جامعاتها ومن ثم حضرت رسالتي الماجستير والدكتوارة في مشروع (خصخصة الأندية السعودية) واخترت نادي الفتح نموذجاً جيدا لناد تتوفر فيه كل مقومات نجاح مشروع كان حلماً فأصبح حقيقة. ـ مازال للفرح مع حروفي وهمسي بقية حتى موعد الجولة الأخيرة للبطل (الاستثنائي) في موسم استثنائي أصافح من خلالهما حقائق في غاية الأهمية مع من صنعوا الإنجاز وساهموا في تحقيقه بأسماء خلدت بحروف من ذهب بصماتها في تاريخنا الرياضي وأرقام لا تكذب.