|




عدنان جستنية
اتحاد عيد أم الهلال ؟
2013-04-09

من المؤكد أن الانطباع العام الذي تكون عند البعض من الجماهير الرياضية ومنسوبي الإعلام عقب إعلان الاتحاد السعودي لكرة القدم أسماء معظم لجانه في الاجتماع الذي عقده أول أمس الأحد وكذلك اسم الأمين العام، أن هذا الاتحاد الذي كان لمدة قصيرة لم تتجاوز موسمين يعرف بلقب اتحاد (أحمد عيد) لم يستطع التخلص من تبعيته لنادي الهلال، وعادت (الهيمنة) له ولرجالاته من جديد ليصبح اليوم (اتحاد الهلال)، وذلك من منطلق أن أهم اللجان سيطرت عليها شخصيات كانت تعمل فيه ناهيك عن منصب الأمين العام (وما أدراك ما الأمين العام)، وبالتالي تأكد للشارع الرياضي أن اللوبي الهلالي مازال له نفوذه القوي و(الخفي) في صناعة القرار. ـ من الممكن أن أتبنى هذا الانطباع مثلما تبنى الاتحاديون مسمى اتحاد (أحمد عيد) في فترة رئاسته للاتحاد المؤقت، بعدما أعطى رئيسه هذا الشعور من خلال البيان الشهير (الذات العام) الذي دعم فيه موقف ناديه الأهلي بتأجيل مباراته أمام الاتحاد عقب تدخل منه شخصيا في عمل لجنة المسابقات بـ(تهميش) واضح، اضطر رئيسها (قليل الكلام) فهد المصيبيح إلى الخروج عن مبادئه المعروفة مع وسائل الإعلام ليصرح برفضه للقرار وغضب أدى به إلى تقديم استقالة لم تقبل، وكذلك بمقدوري الآن أيضا أن أذكر الهلاليين بأطروحاتهم الأخيرة خلال الشهرين الماضيين والتي كانت تغني (ليل نهار) على مسمى (اتحاد عيد) ضمن ضغط إعلامي لايوجد له أي مبرر، ولكن أحسب أنني لو ذهبت إلى هذا التوجه الذي يعزز مقولة (اتحاد الهلال) وفقا لمعطيات انطباعية ركيزتها الميول، أكون بذلك (ظالما) لأسماء لم تبدأ عملها بعد ولم تقدم ما يدعو إلى اعتبارها جزءاً لايتجزأ من تركيبة هلالية سابقة مازالت تعمل في مصلحة (الأزرق)، ولهذا فإنني ضد هذا الفكر تماما، وبالذات في هذه المرحلة التي تتطلب دعم الكفاءات السعودية طالما الإعلام الرياضي طالب قيادتنا الرياضية أن تتاح لها فرصة خدمة قطاع الكرة على مستوى لجانه والاستفادة من خبراتهم، خاصة والحق يقال إنهم حققوا نجاحات في أنديتهم تفرض على كل(غيور) مهتم بمصلحة الكرة السعودية دعمهم وتشجيعهم لرهان كان الإعلام هو أول من تبناه. - رب قائل يقول اترك عنك هذه (المثالية) فالتاريخ ملئ بالشواهد المثبتة التي لاتعطي أي (تفاؤل) نحو أسماء صحيح إنها جاءت في مرحلة مختلفة، إلا أنها في جميع الأحوال لن تخرج عن ضغوط هلالية سواء من داخل (البيت الأزرق) أو إعلام ينتمي إليه تحتم عليها الاستجابة لرغباتها وبالتالي (تعود حليمة لعادتها القديمة) في قرارات تطبخ بعناية فائقة لمصلحة فريق واحد، لتصبح المحصلة من التغيير الجديد والتفاؤل الذي تدعو إليه ينطبق عليه المثل القائل(كأنك يابوزيد ماغزيت). ـ هذه الرؤية (المتشائمة) لا أتفق معها جملة وتفصيلا، وذلك بسبب بسيط إن من وضعت فيهم الثقة سواء كانوا هلاليين أونصراويين أو أهلاويين أو شابيين أو اتحاديين كلهم كفاءات (متعلمة) وتحمل ثقافة كروية متطورة مع عصر يفرض عليها أن تتواكب معه وفق لوائح وأنظمة سوف تسعى إلى ترسيخها كمنهج لايسمح بالاجتهادات الشخصية ولا لأي تأويلات تضعها في دائرة الاتهام، كما أن هذه الكفاءات لها مع أنديتها تاريخ ناصع البياض من (النجاح) الذي حققته لا يمكن تجاهله أو التنكر له، ولهذا فإنها ستكون حريصة على أن تسجل نجاحاً (أكبر) وأفضل يضيف لـ(سمعتها) رصيدا تكسب به شريحة مجتمع بكامله، وإنجازات يحصدها الوطن ليذكرها التاريخ في سجلاته، وهذا ما أتوقعه منها، ويقيني إنها ستخرجنا من (تبعية) أندية وهيمنة (هلالية) انتهى زمنها، سائلا المولى القدير التوفيق لها، وأن تكون بالفعل عند حسن الظن بها.. والله المستعان.