كشفت القرارات الإدارية الأخيرة التي اتخذتها إدارة نادي الاتحاد بخصوص اللاعبين ( الستة) وحالات اخرى (عقم) فكر القائمين على البرامج الرياضية في كافة القنوات الفضائية بدون ( استثناء) وأنا أعني هنا تحديدا (مقدمين ومعدين) على اعتبار ان مقدم البرنامج اصبح اليوم يأخذ صفة ( رئيس التحرير) الذي يحدد نوعية الأخبار والقضايا التي يتم طرحها وتناولها وهوية المادة التلفزيونية من ناحية إخراجية مكملة لتغطية شاملة لتحقق النجاح المطلوب الذي يرضي رغبات المشاهد الكريم بينما دور ( المعد) يتلخص في مهمة (بلورة) افكار تتناغم مع توجيهات رئيس التحرير وهذا ما ظهر لي واضحا من خلال الحدث المشار إليه انفا وأحداث سابقة تدور في نفس (الفلك) الذي يقدم لنا إعلاما مرئيا ( كسولا) لا يريد ان يتعب نفسه بالتفكير لكيلا يضطر إلى عمل (جهد) شاق يتطلب منه البحث والتنقيب واستنفار لادوات وعناصر لابد ان يكون لها حضور قوي في (تجهيز) كل فقرة من فقرات البرنامج انما يفضل تقديم عمل ( تقليدي) خال تماماً من الحس الصحفي ومن (الابداع). - رأيي هذا لم يأت من فراغ إنما بنيته على حالات باتت تمثل من وجهة نظري ( ظاهرة) حقيقية موجودة في برامج رياضية تقدم لنا الكوميديا السوداء ولعل المشاهد المتابع لتغطية هذه البرامج لخبر أبعاد لاعبي الاتحاد الستة وبالذات اللاعب الكبير محمد نور يلاحظ سيناريو مكرر (صورة طبق الأصل) من تقارير احتوت مادتها الكلامية ومضمونها صورا انتقائية وموسيقى تصويرية على ( بكائيات) تدغدغ مشاعر شباب (مراهقين) ليس إلا دون أي حس ( وطني) لفوضى جماهيرية تقتحم نادي الاتحاد وتعتدي على منشآته وعلى سيارة لاعب من اللاعبين تحت ذريعة احتجاج شعاره (نور يرجع وإلا نموت) علما بأن هذه الفوضى الجماهيرية سبق ان تكررت في عهد إدارتي (المرزوقي وعلوان) ولم نشاهدها في عهد ادارة (ابن داخل) رغم القرارات المفصلية التي اتخذت ومن بينها الطريقة التي تمت فيها اقالة المدربين ( حمزة ادريس وحسن خليفة) واركز على الأول الذي يعد هو اول من اوصل الاتحاد لـ ( العالمية) من خلال حصوله على لقب (ثالث) هدافي العالم ناهيكم عن التعاقدات (المشبوهة) والمستويات السيئة للفريق وإعلان محمد نور رغبته بالانتقال والتخلي عن ناديه لحصوله على عرض ( مغر) من ناد قطري رغم انه مرتبط بعقد لم ينته بعد. ـ مثل هذه المفارقات التي لم تحرك ساكنا عند مقدمي ومعدي برامج (عظم الله أجركم) الحزينة على أوضاع نادي الاتحاد في شكلها العام اما في باطنها ( سلق بيض) ام ان استمرارهم في (تأليب) الرأي العام يضعهم ضمن ( المشاركين) الداعمين لهذه الفوضى ( الخلاقة). ـ معظم مواد هذه البرامج مستوحاة او مأخودة مما ينشر في الصحافة الورقية والإلكترونية ولا ادري لماذا تقوم البرامج بمناقشة اعتداء الجماهير على المنشأة الرياضية كـ( مخربين) مثلما فعلت هذه الجريدة في عدد الامس وما قدمته من حقائق من المفروض ان تتناولها كظاهزة لا ينبغي السكوت عليها ام ان مثل هذا العمل الاعلامي لا (يروق) لها ولا يتوافق مع توجهات القائمين على هذه البرامج لعدم وجود موسيقى تصويرية تبرز حجم ( إبداع) مهني محصور في بكائيات لقطات تلفزيونية واغاني ( عظم الله آجركم). ـ ومن منظور حس اعلامي ومهني من حقي أتساءل هل شاهدتم تقريرا ( متعوبا عليه) للاعب محمد نور وهو يرمي شارة الكابتنية بعد تغييره في إحدى المباريات وضحاياه من المدربين سبق لمقدمي هذه البرامج (الاعتراف) بهذه الحقيقة ليقدموا للمشاهد كـ ( طرف محايد) الوجه الآخر لمسببات اتخاذ الادارة الاتحادية القرار ام ان ( تهيج) الشارع الرياضي هذا هو الذي تعلموه فقط في مسيرتهم الإعلامية؟ ـ سؤال لن انتظر الإجابة عليه من مقدمي ومعدي برامج ( عظم الله أجركم) إنما اتمنى منهم في المقام الأول ان يتقبلوا رأيي هذا برحابة صدر وثانيا ان يضعوا حدا لتقارير بكائية كانت مقبولة في فترات معينة ويبقى لها مشاهدوها في حالات بالفعل تستدعي الاستعانة بها لكن تكرارها مع كل إخفاق كروي للأندية الكبيرة او قرارات تتخذ لها علاقة بمدربين ونجوم فتلك قمة ( الضحك) على متلقٍ سيأتي اليوم الذي سيعلن عن هجره ومقاطعته لهذه البرامج موجها رسالة (من تحت الماء) عظم الله أجركم في برامجكم.