|




عدنان جستنية
ليلة "هروب" بتال "كنج"
2013-03-30

في العام الماضي طلب مني الزميل العزيز تركي العجمة ان أخوض تجربة تقديم برنامجه الناجح (كورة) ضمن سلسلة محاولات سبقني إليها زملاء آخرين كنت أتوقع أنني سأتفوق عليهم و(آكل الجو) لوحدي وربما ايضا على (ابوجود) مستفيدا من خبرتي الإذاعية قبل (20) عاما ومن مشاركتي في برامج حوارية كسرت حاجز الخوف عندي و(رهبة) الميكروفون وأضواء استديو وكاميرا تطاردني واطاردها بعين واحدة افتش من خلالها عن صورتي لعلني أصف مقدم البرنامج على جنب واضعه في رف الذكريات القديمة لقناة (روتانا الخليجية) وحينما جاء الجد أحسست بعدها مباشرة كأنني طفل في سنة أولى ابتدائي يدخل صالة الامتحان وقد انتابني شعور خوف ظل يلاحقني وأنا في مواجهة حقيقية داخل استديو ومخرج أدخلني في حالة (رعب) شديد عبر تجربة مقدمة الحلقة كررتها لا يقل عن (10) مرات لأقع في المطب وأنا على الهواء مباشرة ومن شدة الارتباك النفسي الذي كنت فيه نسيت جزءا من تلك المقدمة وأنا في حالة توهان ابحث عن نهاية لتلك المقدمة أو (صافرة) نهاية البرنامج ولعله من حسن حظي أن ضيفي الحلقة ادركا حجم الحرج الذي وضعت نفسي فيه وهما الزميل العزيز توفيق خليفة والكابتن القدير سعود الحماد وكانت ليلة (سوداء) لاتنسى وأخذت عهدا بعدها بعدم تكرار هذه التجربة نهائيا. -تذكرت هذا الموقف عقب مشاركتي في برنامج (هاشتاق) المسجل الذي يبث من قناة أبو ظبي الإماراتية ويقدمه الزميل المتابع ذو الحس الصحفي الرفيع إبراهيم الفرحان حينما اتصل بي طالبا مني توجيه ثلاثة أسئلة لضيف الحلقة الزميل العزيز بتال القوس لالعب (الدور) الذي يقوم به ووجدتها (فرصة) لاتعوض لـ (افش غلي) في احد مقدمي البرامج الرياضية مع أنني كنت اتمنى تركي العجمة بـ (بشحمه ولحمه) لاقتص منه ذلك (المقلب) الذي اكلته في تلك الليلة ولسان حالي يقول عبارة الفنان عادل امام في مسرحية (مدرسة المشاغبين) حينما استخدم وصف بليغ لحالته في اول موعد غرامي بقوله (وأنا أعدت اعيط يابوحميد) وبالفعل واجهت حبيبنا بتال بأسئلتي (الملغمة) عبر اتصال هاتفي وأنا لا أرى صورته لا هو ولا مقدم البرنامج على اعتبار انها حلقة (مسجلة) وتفاجأت ان مقدم برنامج في المرمي (الخطير) جدا والبعبع (يهرب) من كل سؤال اطرحه حتى في جوانب تخص ملامح سخصيته الإعلامية (المحببة) لي ولجماهيره العريضة تجاهلها تماما لكيلا يعترف بها امام المشاهدين إلا أنني لم أتوقع ان يكون في حالة (ارتباك) إلا عقب مشاهدتي له أثناء عرض البرنامج فقد لاحظت ان وجهه (شاحب) والخوف ظاهرفي عينيه حتى ابتسامته الساخرة كانت تخفي رعبا احسسني بـ(تأنيب ضمير) لكن سرعان ما تراجعت عن (حنيتي) عندما تذكرت إعلامي مهمته ان يبحث عن الحقيقة من أفواه ضيوفه وعندما وضع في نفس الاختبار حاول استخدام حيلة (الهروب) لادرك بعدها بيومين ابعاده الايجابية على اثر ظهوره في حلقتين متتاليتين من برنامجه الشيق (في المرمي) ليعود بتال القوس الذي اعرفه في حوارين مثيرين إلى حد ما مع رئيس اتحاد ألعاب القوى الأمير نواف بن محمد ثم مع المرشح السعودي حافظ المدلج قدم أسئلته المحرجة بذكاء وابتسامة (خبث) إعلامي معروفة لكل من لهم علاقة بـ(تركيبة) البرامج التلفزيونية ومقدمين (كبار) في مستوى (بتال كنج). ـ وعلى إثر شعور السعادة الذي انتابني أدركت الفرق الشاسع بين ان تكون مقدم برنامج وضيفه ،فالمحاور المتمكن الجيد هو من يصنع النجاح لنفسه حتى وان كان ضيفه ثقيل دم أو (باردا) في اجاباته على أسئلة جمد قدرته على التفاعل معها ولهذا لم استغرب لماذا حقق بتال القوس (نجاحا) نال إعجابي وإعجاب كثير من مشاهدي برنامجه الحالي أو السابق (المواجهة) الذي كان بداية انطلاقته تلفزيونيا ولماذا أخفقت في برنامج كورة فالمقدمة هي السبب أما كمحاور يوجه الأسئلة فقد منحني (بتال كنج) الثقة لخوض التجربة من جديد ولكن بدون نص مكتوب إنما تلقائية وعفوية تخترق قلوب المشاهدين مباشرة.