سألت نفسي قبل شروعي في كتابة مقال هذا اليوم ما الفرق بين احتجاج الإدارة الهلالية على اتحاد كرة القدم على إعادة جدولة الدوري الذي أصدرته لجنة المسابقات قبل خمسة أيام ورأي لي سأردد من خلال هذا الهمس شعار الاتحاد السعودي لكرة القدم الذي يتكرر سنوياً (شبيك لبيك يا هلال)، فوجدت أنه في الواقع لا يوجد جديد (فكلنا في الهوى سوى) نمارس نفس العادة السنوية وإن اختلفت توجهاتنا حول قناعات باتت مكشوفة للجميع. ـ وبناء على هذا التكرار الموسمي لا أخفيكم شعرت أن القارئ الكريم في هذه الحالة سيمل مللاً شديداً على اعتبار أنني لم أقدر (ذائقته) حول موضوع أصبحت نهايته معروفة لمجتمعنا الرياضي عامته وخاصته خاصة وأن كل الآراء التي سبق لي أن طرحتها والمتبوعة بذلك الشعار لم تغير شيئاً حول قرارات تستجيب للمطالب الهلالية (حالا بالا) وبما يعطي انطباعاً بأن مثل هذا التكرار مني بمثابة (استهداف) مقصود ومتعمد من قبل كاتب هذه السطور للنادي (الملكي) وهو انطباع على الرغم من عدم صحته إطلاقاً إلا أنني بنفس الروح الرياضية التي يتمتع بها رئيس الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد وعلى مستوى أفق الصراحة التي يتميز بها في آرائه فإنني سوف أتقبل هذا الانطباع (الظالم)، بل وأزيد على ذلك نحو مستوى أفق يتساوى مع (الخلق العالي) الذي ظهر به الأهلاويون من خلال تصريح تلفزيوني لرئيس ناديهم الأمير فهد بن خالد حينما أعلن عن دعمه القوي لطلب إدارة نادي الهلال بموافقته على تأجيل موعد مباراة الفريقين (إنقاذا) منه لحالة (الحساسية) التي أصبح وسطنا الرياضي يعاني منها حسب وصفه وحسب فهمي له ولـ(امتيازات) حصل عليها (الراقي) من اتحاد القدم في هذا الموسم كشف النقاب عنها (أبو فيصل) في أول تصريح له عقب قرار إعادة جدولة الدوري وبالتالي لن تكون عندي أي (حساسية) نهائياً بالاحتفاء بكل هذه الانطباعات التي تدين موقفي (الثابت) باعتبارها (وساماً) يستحق أن أعلقه على صدري ليظل (محفوظاً) في مسيرة حياتي الصحفية. ـ نعم بكل فخر واعتزاز إنها وسام يعبر في الحقيقة عن (شجاعة) أدبية بتقبل الرأي الآخر حتى وإن كان مخالفاً لي ومعارضاً بشدة لشعار (شبيك لبيك ياهلال)، وكان بودي اليوم في الحقيقة أن أدعم كل كلمة تضمنت الخطاب الموجه من الإدارة الهلالية لرئيس اتحاد كرة القدم أحمد عيد من منظور (تعاطفي) مع لغة (شاعرية) هزت مشاعري وأنا أرى تلك (اللفتة) الرائعة من رئيس نادي الهلال وهو يتحدث باسم أندية أخرى مثل (الاتفاق) بما فيها من ربط، مقنناً أبعاده مع ذلك المثل القائل (سهود مهود) الذي أطلقه (شبيه الريح) في رده البليغ جدا على عدنان المعبيد المتحدث الرسمي لاتحاد كرة القدم، ولكن كما يقولون (الطبع غلب التطبع) فمازلت متمسكاً بذلك الشعار الذي من خلاله أتوقع أن (حكمة) أحمد عيد سترغمه على الأخذ به مثل سابقيه حتى وإن جاء هذه المرة (مختلفاً) من منظور أكبر من منافسات الأندية وصراعات المعني بها اليوم (الفتح) تحديدا عبر شعار جديد سوف يستجيب له (أبورضا) عنوانه (التضحية للهلال واجب وللمنتخب مستحب)، إذ إن راحة لاعبي الملكي أهم بكثير من راحة لاعبي الأخضر بحكم أن طموحات الأزرق في هذه المرحلة فيها (تصميم) للوصول لـ(العالمية)، بينما هذا الطموح للمنتخب سبق أن تحقق وأمل تكراره للمرة الرابعة بات (مستحيلاً) وهذا هو الفرق بين الواجب والمستحب الذي ينبغي على (عيد) أن يكون أكثر (حكمة) في فهمه واستيعابه.