|




عدنان جستنية
عشاء نور ودعاء جمهور‎
2013-03-06

كان يا ما كان قبل خمسة أعوام حفل عشاء (معتبر) يقيمه لاعب الاتحاد الكبير سناً ومقاماً (أسطورته) محمد نور في منزله بمكة المكرمة لزملائه اللاعبين استعدادا يسبق أي مباراة مهمة أو مصيرية لفريقه، حيث كان هذا العشاء مصدر (تفاؤل) غير طبيعي لجماهير العميد معبرة عن إعجابها الشديد بهذه المبادرة واختيار توقيتها ثم التفافها مع هذه الروح العاشقة التي تجعلها في تلك الليلة تنام قريرة العين مطمئنة وكلها ثقة بأن النمور في اليوم التالي سيكونون نمورا في الملعب والفوز حليفهم بإذن الله وتوفيقه خاصة وأن هذه الخطوة يلاحظ أن لها تأثيرها النفسي عند الفريق المنافس إذ تثير (الرعب) في نفوس لاعبيه وحالة من (الذعر) تجتاح صفوفه وذلك على طريقة فيلم مخيف جدا (مش حتغمض عينيك). ـ كل هذا كان زمان والله يرحم زمان الذي لم يتجاوز أصابع اليد الواحدة في عدد أعوامه، بينما عشاء نور بات اليوم (أي كلام) نهايته معروفة أشبه بالمثل العامي الدارج (أكلة وتسريبة)، والأكثر منذ ذلك كله أنه أصبح مصدر (تشاؤم) لهذه الجماهير و(نكبة) تبعث في نفوسهم نذيرا مبكرا بـ(الهزيمة) حتى ولو وجد (أبو نوران) كل وسائل الدعم (اللوجستي) من قبل الزميلين وليد الفراج وعبدالله فلاتة عبر(بهرجة) إعلامية تظهر من خلال عرض لقطات تتميز بها شاشة مجموعة الـ(mbc) وصور تنفرد بها جريدة المدينة في (8 عمود) لهذا لم تعد (تفرق) هذه المشاهد مع جماهير الإتي كما كانت تفعل في السابق إنما تكتفي برفع أكفها إلى السماء قبل خلودها إلى النوم مساء وظهرا وهي تدعو (الله يستر). ـ تعددت أسباب قتل هذه المشاعر لدى جماهير الاتحاد، فهناك من يقول إن مصدر الطاقة ليس في إقامة هذه المناسبة إنما في روح الانتماء الذي كان يتميز به (القوة العاشرة) هو وزملاؤه و(غيرتهم) على سمعة الكيان بينما تغير الوضع في الآونة الأخيرة بعدما أصبح اللاعب الاتحادي غير مهتم ولا (مبال) باسم من احتضنه ومنحه الضوء والشهرة، فالمهم عند الكابتن استلامه راتبا شهريا يصل لـ(50) ألف ريال ونفس الشيء لمعظم اللاعبين وإن لم يصلوا إلى رقم الأسطورة. ـ رأي آخر يقول إن اللاعبين أصابهم (الغرور) الفاحش بما فيهم قائدهم الكبير وهذا ظاهر للعيان بشكل واضح جدا في تصرفات مرئية للجميع فيها من الدلالات التي تؤكد بما لا يدعو للشك بأنهم هم بالفعل من (يحكمون) الاتحاد فهم من يقررون مصير أي مدرب ورحيل أي إدارة دون أي اعتبارات لجماهير تحرق دمها وأعصابها والشواهد على ذلك كثيرة ليست وليدة هذا الموسم، ولعل الخسارة من الوحدة والفتح (فتحت العيون) بعدما أعطت مؤشرات مؤكدة لهذه الهيمنة ورسالة سريعة بليغة المضمون والمعنى سريعة مفاد نصها بالعربي الفصيح أن الدور الآن بعد (كانيدا) سيكون على رئيس النادي محمد الفايز وأعضاء مجلس إدارته وليستمر نفس المسلسل السنوي (عشاء نور ودعاء جمهور) ونهايته مفتوحة حتى إشعار آخر.