أبدؤها بتهنئة من القلب ومن أعماق الفرح الذي لايقبل التزيف أو التضليل أوالتجميل أو أي وجه من أوجه المجاملة لكل هلالي شعر بسعادة حقيقية وفخر يتباهى به شموخا، بعدما طرح فريقا عادت له روح النصر شعارا شكلا ومضمونا، يحمل صفات البطل في مساء رياضي جميل، كان سماته الكروية الظاهرة أرضا وفضاءً منافسة شريفة بين فريقين كبيرين متقاربين فنيا وعناصريا، أمتعونا بكرة قدم كانت الساعة على الشاشة والحائط واليد مهملة، كنا نتمنى من الوقت في حديث مع النفس القلقة أن يمنحنا المزيد من الدقائق لنثور وننفعل ونغضب مع كل هجمة واعدة وهدف يزلزل المدرجات حتى الثواني الأخيرة من زمن الشوط الثاني، أحسب أن كل مشاهد كان يناجي ويتوسل لصافرة الحكم أن تترك عنها المثالية لتتجاوب مع منطق عشاق هذه المجنونة، ولتتحلى بصفات الصبر من خلال عدالة منضبطة غير مرتبطة بذلك العنوان العريض (قتلوهم في الوقت القاتل). ـ لست مبالغا إن قلت إن كل من كان متعاطفا مع ركلة جزاء صحيحة لنواف العابد ومع نهاية قاصمة قاضية توجت الهلال بالبطولة كان في تلك اللحظات الحرجة من يمني النفس ويدعو يارب مزيداً من المتعة والإثارة بهدف نصراوي يمدد زمن المباراة إلى أشواط إضافية، وهذا ما حدث في دقائق مجنونة وضرب من الخيال وكأن أبواب السماء كانت مفتوحة، فإذا بحسن الراهب يلبي تلك الأمنية بإحراز هدف يرد فيه على كل المتعاطفين ابشروا (على راسي). ـ لن أذهب مع من يقول إن (الحظ) قد خذل (العالمي) في ركلات الترجيح بقدر ما أنني سأكون صريحا وأقول إن عدم توفيق مدرب في إشراك لاعب يوناني(كثر عليه الكلام) لم يرضع حب النصر أخطأ بالزج به وأخطأ أكثر في توجيهه بتنفيذ ركلة ترجيح أخفق في تسديدها، ولعل من شاهد طريقة تنفيذه لها حتما سوف يصادق على كلامي، وليس ذلك فحسب إنما سيتجه إلى كلمة (يا ريت) الاتحاد الدولي لكرة القدم رفض فكرة استبداله بلاعب مصاب بموجب (قانون) لايسمح للنصراويين بذلك، ولكن ياريت ستبقى كلمة عالقة في الذاكرة مؤلمة في الصدر عند محبي النصر، مفرحا وأي فرحة لكل هلالي كان (مصدوما) بقرار ضمه، وضد اتحاد عيد واتحاد بلاتر. ـ أكاد أجزم أن كلمة مبروك صداها عقب التتويج أول أمس وبعده بات عند كل هلالي له قيمة مختلفة عن كل المباركات السابقة لانتصارات كانت الفرحة تمر كلحظة عابرة ممزوجة بالشفقة دون إحساس بمعاني النصر، ذلك لأن مقارعة الخصم يجب أن تتوفر فيها شروط الندية التي تجعل من النصر على النصر له مذاق خاص، وتدعو كل من هو ضد ناد(مدلل) إلى أن يصبح اليوم رغم أنف ميوله الكروي ومواقفه الشخصية وأنا الذاتية، منصفا لمشاعره، مشاركا في تهنئة خالصة صادقة، على اعتبار أن هلال (شبيك لبيك) بدأ يؤسس لمرحلة حرص مسيروه بأن تظهر قوته في ميدان الكرة، (مودعا) إنجازات وألقاب نال البعض منها بـ(الذراع)، وبالتالي فإن الكل بلا(استثناء) يبارك فوزاً ولقباً حصدهما (الملكي) بكل جدارة واستحقاق. ـ أخيرا وليس آخراً.. إن خصصت تهنئتي للهلاليين بفرحة صادقة فلن أنسى بطبيعة (المتفائل) الأمير عبد الرحمن بن مساعد وأعضاء مجلس إدارته ونجوماً يقودهم العبقري(الموهوب) محمد الشلهوب، وكذلك الأمير بندر بن محمد الذي هو الآخر يستحق المباركة الأولى له في (أول) بطولة حقيقية يفرح بها وهو يتقلد منصب رئاسة هيئة أعضاء شرف نادي الهلال، أما النصر فإنني أضم صوتي لصوت مدربه وأقول: (لاتحزن) يابطل فقد كنت أنت في ذلك المساء أمام كل الأشهاد (بطلا) غير متوج ونمت قرير العين.. و(آه) لا أظنها سوف تتكرر.