في الحوار الذي أجراه الزميل سلطان رديف مع وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة ونشر هنا في هذه المطبوعة يوم الإثنين الماضي رحب معاليه بفكرة إنشاء اتحاد الإعلام الرياضي التي تبناها الرئيس العام لرعاية الشباب قبل أعوام إلا أنها وئدت في حينها لأسباب لم يكشف النقاب عنها بقدر ما أن هناك معلومات تسربت بأن وزارة الثقافة والإعلام هي من حالت دون ولادة هذا الاتحاد وذلك في عهد وزير سابق وذلك بناء على موقف من هيئة الصحافيين الرافض للفكرة لكيلا يكون هناك (ازدواجية) بين مهام ومسؤولية جهتين تقومان بنفس الدور والتخصص لما في ذلك من تضارب لن يكون في مصلحة من ينتمون وينتسبون للصحافة بكافة مسمياتها وفروعها وتخصص مجالاتها. ـ اليوم صحيفة "الرياضية" أعادت الروح لذلك الاتحاد بعدما أبدى المسؤول الأول عن الإعلام تبنيه لهذا المشروع واستعداده بالإعلان عنه إن كان جاهزاً، حيث قال معاليه بالحرف الواحد نصاً "ليس لي علاقة في هيئة الصحفيين، أنا أقول لك الآن إن كان اتحاد الإعلام الرياضي جاهز فأنا مستعد للإعلان عنه في مؤتمر صحفي سواء مع الأمير نواف بن فيصل أو أنا لوحدي، ليس لدي أي مانع في ذلك، ولك أن تعلن عن ذلك". ـ هذا التصريح المهم جداً إن اعتبرناه يحمل خبراً مبهجاً لكل من له علاقة بالإعلام الرياضي، إلا أنه لم يجد في الواقع أي ردة فعل من أي وسيلة إعلامية ترحب بموقف الوزير، وتأييدها للمبادرة التي أعلن عنها، حتى فكرة مناقشته كمحور في البرامج الرياضية لم أرَ له أي حيز من الاهتمام، فماذا يعني ذلك وعلى ماذا يدل؟ سؤال لا بد أن يتبادر إلى أذهان أولئك الذين كانوا (متحمسين) جداً لولادة هذا الاتحاد، وأحسب أن معالي الوزير سوف يشاركني نفس الدهشة التي تكونت عندي وعلامات استفهام قد تدور في رأسه باحثاً عن إجابة تقدم له حلاً لغموض تجاهل ربما لم يكن يتوقعه. ـ وقبل أن أقوم بمهمة الإيضاح والإجابة على ذلك السؤال أرى أنه من المناسب أن أحدد موقفي الحالي والسابق من هذا المشروع، حيث سبق لي أن عبرت هنا وفي هذه المساحة عن أن اتحاد الإعلام الرياضي لن يرى النور، وإنني غير (مؤيد) بأي حال من الأحوال بأن تكون الرئاسة العامة هي الجهة الراعية له وبالتالي بعد إقرار نظامه يصبح الإعلام الرياضي تحت سلطتها وأتذكر بعد نشر ذلك المقال وفي نفس اليوم اتصل بي هاتفياً الأمير سلطان بن فهد وكان في تلك الفترة رئيساً لرعاية الشباب طالباً مني أن أكون (متفائلاً) وداعماً لهذا المشروع، فأجبته في حينها ستنبئك الأيام بصحة رؤيتي وقدمت له أمثلة تدعم صحة موقفي من اتحاد سيبقى (حبراً على ورق) مثل لجان إعلامية وغيرها في المجال الرياضي (قتلت) لأن هناك من رغب أن يكون (وصياً) على الإعلام ثم على المنظومة الرياضية فكان (الفشل) مصيرهم. ـ إنني يامعالي الوزير أقدر حماسك ورغبتك في تبني هذا المشروع والإعلان عنه اليوم قبل الغد ولكن اسمح لي أن يتم إقراره دون أن يكون للرئاسة العامة لرعاية الشباب أي علاقة به، مع جل احترامي وتقديري للقائمين على هذا الصرح الرياضي الشبابي حيث إن مرجعية أي صحفي وإعلامي رياضي هو وزارة الثقافة والإعلام، ثم إن المشروع حتى وإن كان (جاهزاً) إلا أنه يحتاج إلى (تعديل) في كثير من بنوده التي من المؤكد أن صيغته (كيفت) وفق مرحلة لا تتناسب مع إعلام من المفترض أن يحظى بـ(استقلاليته) ولا حتى المرحلة الحالية أيضاً بما طرأ عليها من مستجدات يجب مراعاتها، ولهذا فإنني أقترح على معاليكم تشكيل لجنة تأسيسية تضم نخبة من الإعلاميين ذوي الخبرة ومن الكفاءات الشابة لتضع نظام لاتحاد الإعلام الرياضي بعد إقراره من الجمعية العمومية، وبالتالي لابد من إقامة انتخابات لها ثم تجري بعد ذلك انتخاب رئيس وأعضاء مجلس هذا الاتحاد. ـ ختاماً.. أشكر معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة على اهتمامه بالإعلام الرياضي الذي بدأ مؤخراً يأخذ جل وقته الشخصي واهتمامه العميق، وتلك خطوة تبشر بالخير الكثير الذي سينعكس إيجاباً على منسوبيه في دعم يحافظ في المقام الأول على حقوقهم الأدبية والمادية، ويعزز من الرسالة الإعلامية التي يؤدونها نحو مجتمع إسلامي له قيمه الدينية وعاداته وتقاليده التي لا يمكن تجاوزها أو التنازل عنها بأي حال من الأحوال.