مدرب المنتخب السعودي لوبيز طل مساء يوم الإثنين الماضي على شاشة قناة (العربية) عبر برنامج (في المرمى) وقال كلاماً كثيراً عن الكرة السعودية وتطلعاته ليصبح عند السعودية منتخب قوي قادرعلى المنافسة واستعادة هيبته في آسيا، وقد تمكن مقدم البرنامج من خلال أسئلته كشف جوانب عديدة من شخصية هذا المدرب ولعل من أهمها أنه رجل عملي ويتميز بالجدية وحرصه على النجاح في أجواء تتسم بالروح (الجماعية) عطاء وأداء تشترك في إيجاده والعمل على تحقيقه كل من لهم علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالأخضر. ـ كل ما جاء في ذلك الحوار الممتع والمفيد (كوم) وما وجه به اللاعبين عقب استلامه المهمة وقبل مباراتنا أمام المنتخب الصيني كوم آخر حينما قال لهم (يجب أن نموت من أجل المنتخب)، هذه العبارة استوقفت الزميل بتال القوس أكثر من مرة، مبدياً إعجابه الشديد، ولم يكتف بذلك إنما طالب بترسيخها في عقول اللاعبين أولاً وأخيراً كشعار يلتزمون به، ليرد المدرب: ذلك لن يأتي إلا إن كان هناك رغبة حقيقية لتطبيق قاعدة (التضحية والانضباط)، بما يعني أنه لا يريد تلك العبارة (شعاراً) يردد دون الالتزام بتفعيل وتنفيذ عملي لتلك القاعدة من قبل اللاعبين. ـ رغم تحفظي السابق على سيرة المدرب إلا أنني شعرت بشخصيته القوية، وأن لديه مشروعا كبيرا يرتكز على طموح سقفه عال جداً، وهذا السقف لن يستطيع الوصول إليه إلا عن طريق جوانب نفسية يتناغم ذهنياً وعملياً معها اللاعب من خلال غيرة (وطنية) ملموسة بتطبيقه لقاعدة (التضحية والانضباط)، وهذه أول درجات سلم التفوق الذي يقوده للنجاح بمفهومه الشامل، وأنا هنا بدوري أجدني (متضامناً) مع شعار (نموت من أجل المنتخب) الذي طارت عيون زميلنا بتال القوس فرحاً وإعجاباً به وإن كنت أرى أن فكرة تطبيقه لا تقتصر قبل أي مباراة لمنتخبنا إنما يتطلب من الأندية الاهتمام به (مضحية) بمصالحها متجاوبة مع إدارة المنتخب ولجان أخرى في كل ما تتخذه من قرارات تلتزم بتنفيذها حرفياً في ظل أنظمة لا (استثناءات) فيها مهما كانت المبررات، إضافة إلى متابعة دقيقة من إدارة المنتخب لتقارير شهرية حول كل لاعب ملتزم بتلك القاعدة سواء من اللاعبين الذين تم اختيارهم مؤخراً أو من تقع عليه عيون المدرب من خلال مشاهداته لمواجهات الأندية في البطولات المحلية خاصة وأنه صرح أنه لن يبقى على نفس الأسماء التي انضمت للمنتخب في مواجهة الصين إنما ستكون الفرصة متاحة لكل من يرغب تمثيل منتخب بلاده عبر مستويات فنية يقدمها مع ناديه تؤهله لهذه المهمة الوطنية وكأنه بهذه المنهجية يسعى إلى ترسيخ شعار (نموت من أجل المنتخب) عند كل لاعب حريص بالفعل أن يكون ضمن صفوفه. ـ من وجهة نظري أن الشعار الذي أطلقه لوبيز لا تقتصر مهمة التفاعل معه على اللاعبين وإدارات الأندية فحسب إنما أيضاً إدارة المنتخب ولجان المسابقات والاحتراف والانضباط والحكام كمنظومة واحدة متماسكة مترابطة عن طريق أداء مسؤولياتها على أكمل وجه بتفان وإخلاص لتصبح (نموذجاً) يقتدى به تفرض على اللاعب والنادي وكل الجهات التي يهمها نجاح المنتخب بما فيها (الإعلام) المشاركة في دعم شعار (نموت من أجل المنتخب). ـ ابتسامة زميلنا بتال التي لم تفارقه بعد استماعه لتلك العبارة قد تحمل في طياتها (تفاؤلاً) بفكر مدرب وبمرحلة سوف تتحقق على يده إنجازات للأخضر السعودي أو أن إيحاءات تلك الابتسامة كانت بمثابة (شفقة) وكأنه يريد أن يقول للوبيز (قلبك طيب).