|




عدنان جستنية
ليه هذا الدلال ولماذا الهلال؟
2013-02-15

لم يكن الاتحاد السعودي لكرة القدم في حاجة لإصدار بيان صحفي يعلن من خلاله اتخاذ قرار إسناد حكام أجانب لمواجهة نهائي لكأس ولي العهد المعظم التي ستجمع الهلال والنصر يوم الجمعة المقبل، وتوضيح مبرراته في عدم تكليف طاقم سعودي لتولي قيادة المباراة والتأكيد على التزامه في صيغة (وعد) بأن النهائيات المقبلة سيقودها حكام محليين بما في ذلك لغة (مواساة) لهم وليس تعزيز الثقة فيهم، حيث إنه عبر هذا البيان رسخ ودعم (المحظور) الممنوع من كشفه للرأي العام بأن القرار اتخذ بناءً على (ضغوط) هلالية تم فرضها وليس لـ(قناعات) حتمت على هذا الاتحاد القيام بمهام مسؤولياته وفق منهجية واضحة تتسم بـ(العدالة) التي تطبق على الجميع دون أي (استثناءات) تعيدنا إلى اتحادات ولجان سابقة، كانت تخضع ملبية لرغبة نادٍ باسط نفوذه على طريقة (شبيك لبيك يا هلال). - أكاد أجزم أن كافة الهلاليين وغيرهم من خلال هذا الطرح وبالذات عندما يتوقفون عند العبارة الأخيرة التي أصبحت (لازمة) في معظم كتاباتي لحالات مشابهة أنني متحامل على النادي (الملكي) وهو اتهام باطل، حيث لا يمكن لي أن أوجه لإدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد وما حولها من محبين الملامة أن تميز ناديهم (بحظوة) دلال متعارف عليها ليست جديدة تؤكد (سطوتهم) الدائمة التي لا يمكن أن تهتز حتى لو تم تغير الأشخاص ومناصبهم.. فالذي يزعجني كثيراً أنه كلما تفاءلنا بإن سلطة القانون والنظام ستكون هي (السائدة) وملزم الجميع الامتثال والتقيد بها بلا (تفرقة) تحدث ربكة عند الرأي العام والشارع الرياضي وسؤال بسيط (يلك) في الألسن (ليه هذا الدلال ولماذا الهلال؟). - علامات الاستفهام هذه ما كانت ستحضر هذه المرة لو جاء البيان بدون نهائيات مقبلة في هذا الموسم سيكون الحكم السعودي متواجداً فيها ولن تتم الاستعانة بالحكم الأجنبي، حيث كان من الطبيعي تمرير القرار من منظور مرتبط بحجم مواجهة كروية طرفها (هلال ونصر) وأن اتحاد كرة القدم مازال قابعاً تحت مؤثرات مرحلة من الصعب التخلص منها في الوقت الحاضر لتأتي مثل الخطوة منسجمة مع (وعد) قطعه الرئيس المنتخب على نفسه في حملته الانتخابية بدءاً من الموسم المقبل عندها سيكون المجتمع الرياضي في حالة من (الرضا) التي تجعله يتقبل القرار ولن تدور في رأسه (ليه ولماذا) المكتومة في صدره منذ زمن بعيد. - لكم أن تتصوروا لو أن نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين المقبل جاء بين الاتحاد والأهلي وطلبت إدارة النادي الأهلي حكماً أجنبياً لإدارة المباراة فماذا سيكون موقف اتحاد الكرة في هذه الحالة إن قام بإبلاغ الأهلاويين أن الحكم السعودي سبق أن أشرنا ونبهنا هو من سيتولى قيادة أي نهائي.. فلا أظن بأي حال من الأحوال أن وعد حبيبنا أحمد عيد سينفذ إنما سيضطر إلى إصدار بيان جديد يحتوي مضمونه على مبررات تدل على أنه لم يستفد من درس (الذات العام) وما نتج عنه من تأويلات لم يسلم منها ومن اتهامات لها علاقة بالنادي الذي تربى في أحضانه وأكسبه الشهرة وبالتالي سيضع نفسه في موقف حرج جداً وتصبح سمعته على المحك. - حرصاً على ألا يدخل رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ومجلس إدارته في (دوامة) تفقدهم ثقة الأندية والجماهير والإعلام ولهذا فمن الأفضل لهم الآن القيام مبادرة بتصحيح ذلك البيان ببيان آخر يؤكد بأن هناك آلية جديدة سيتم العمل بها من الموسم المقبل بعون الله وتوفيقه، وفقاً لما تقتضيه مصلحة الكرة السعودية وذلك بعد التنسيق مع لجنة الحكام ورابطة المحترفين سواء بالاعتماد على الحكم السعودي في إدارة النهائيات أو الأجانب مع قناعتي أن الحكم الأجنبي سوف يريح عيد والمهنا من(صداع) لن ينتهي وربما يطال تأثيره عليهما سلباً.