|




عدنان جستنية
ليلة الانتقام من الذ‎ات العام
2013-02-14

حاولت أن أجد لمواجهة هذا المساء التي تجمع قطبي المنطقة الغربية الجارين اللدودين الاتحاد والأهلي سمة الندية والإثارة خارج إطار تنافس (ديربي) تترقبه عادة جماهيرهما، وبما يتناسب مع طموحاتهما في بطولة دوري تكاد تكون حوافز بلوغ لقبه ضعيفة جداً بالنسبة للفريق الأهلاوي في حين تعتبر من سابع المستحيلات تحقيقه لدى الفريق الاتحادي الذي فقد (أمل) وحماس وأخواتهما بمجرد التفكير فيه واللحاق بقطار فاته تماماً، فإذا بي أعود ذهنياً ونفسياً من حيث لا أدري إلى مواجهة (أجلت) إرضاءً لسعادة البيه (الذات العام) والتي كانت بمثابة نقطة تحول (عكسية) في مسيرة العميد سببت له (إحباطاً) شديداً، لاحظنا تأثيره السيئ على نتائجه في بطولة خارجية ثم في بطولتين محليتين، رغم وجود عوامل إدارية وفنية أخرى لا نستطيع تجاهلها، ولكن قرار تأجيل مباراة الدور الأول ما من شك لمن كان يتابع المستويات التي كان يقدمها (إتي لحاله) يدرك أنه عند هذه المحطة توقف ثم تراجع كثيراً وزادت جراحه كردة فعل قلبت كل الموازين (الطبيعية) التي كان من الممكن جداً أن تكون في صالحه لو لم (تتدخل) أصابع (خارجية) غيرت مساره في اتجاه يتوافق مع من يدعون الآن (الشفقة) عليه ويتألمون بأن الكرة السعودية فقدت في هذا الموسم أهم وأبرز (رموزها) وهم أشبه بالمثل القائل (يقتلوا القتيل ويمشوا في جنازته). - ذلك القرار (الفوضى) كان تلبية لرغبة أهلاوية تقديراً لتواجد معظم لاعبيه في المنتخب ومشاركة آسيوية تنتظره، وهذه (الآسيوية) هي في الواقع التي عملت (فرش) تنشيط لذاكرتي ولمباراة مهمة تجمع الفريقين هذه الليلة، حيث إن فوز أحدهما على الآخر يقربه إلى المقاعد (الأربعة) وفرق تمثل الكرة السعودية في المحفل القاري وإن كان (الراقي) أراه الأقرب (منطقياً) لرباعي مازال مجهول الهوية البعض منه بدءاً بفارق النقاط (6) وانتهاءً بتصاعد مستواه الفني على العكس تماماً بالنسبة لغريمه التقليدي الاتحاد الذي قد تكون هذه المواجهة (فرصة) ذهبية لا تعوض لمصالحة جماهير تردد شعار (إنما للصبر حدود) ثم الانتقام من (الذات العام)، وبالتالي الثأر من هزيمتين الأولى لها علاقة بلقب آسيوي لم يفلح الأهلاويون في تحقيقه والثانية بقرار (تأجيل) لم يقتصر تأثيره فقط على تحويل مسار النمور إلى انحدار مخيف إنما أيضاً على مباراة خطط بأن تلعب بملعب الشرائع ولو لم يتدخل (الذات العام) لأقيمت في ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة حسب برمجة جدول دوري تم (العبث) به دون أي اعتبار للرأي العام الرياضي ولا لموافقة لجنة المصيبيح، ناهيكم أن فوز العميد لو حدث هذا اليوم لا يكتفي بتعطيل رفيق دربه إنما يمنحه بصيصاً من الأمل في تحسن مركز قد يضعه في قائمة الأربعة (الكبار) للموسم الحالي ويعود إلى محبوبته الآسيوية. - أما وما دراك ما (أما) لو خسر الاتحاد (رايح جاي) وهزيمة ثالثة له من جاره اللدود فلا أعلم كيف سيكون موقف الإدارة الاتحادية في هذه الحالة التي حتماً ستجد نفسها في موقف (صعب) للغاية أمام جماهيرها، ولابد لها من (التضحية) بالمدرب كانيدا في قرار سوف يصدر عقب نهاية المباراة مباشرة إلا في حالة تمسك (الجمجوم) وأعضاء مجلس الإدارة يتقدمهم رئيس النادي بـ(قناعاتهم) حول مدرب يجب أن يأخذ فرصة أكبر، حيث لا يمكن الحكم عليه في أول مباراة يلعب (مكتمل الصفوف) وبقوة عناصر لم تنسجم بعد.. أما إن خسر الأهلي فلن تكون عواقب هذه الهزيمة وخيمة عليه إلا إن كان لها نفس التأثير الذي حدث للاتحاد في الدور الأول أو النكسة التي تعرض لها الراقي عقب إهداره للقب القاري. - كل هذه الجوانب (النفسية) بما لها من انعكاسات قد يكون لها حضورها على أجواء اللقاء أتمنى بصرف النظر عمن يكسب نتيجته أن نشاهد مباراة (ممتعة) فنياً، خاصة وأن كلا الفريقين يملكان من النجوم الذين من المؤكد سترتفع أسهم من يكون له دور رئيس في تفوق فريقه وفرحة جماهير ناديه.