على مدى أكثر من عشر سنوات والإعلام الرياضي السعودي قديمه وحديثه يطالب في كل مرحلة تعصف بأحلامنا نكسات مفجعة ومؤلمة تمر برياضة بلادنا عموماً وكرة القدم على وجه الخصوص أوجعت قلوب كبارنا وصغارنا بـ(الإصلاح) الذي يساهم في إجراء تغيير مرحلي أو جذري في منظومة لا نلغي بأي حال من الأحوال حجم الخدمات الجليلة التي قدمتها شخصيات نجلها كثيراً أو نقدر تضحياتها، ولكن هناك من يفضل التطنيش على طريقة (أذن من طين وأذن من عجين) يتعامل مع الإعلام من (برج عال) ما يسمع إلا لقناعاته أو قد يكون لمن حوله دور عبر كلمات ترضي غرور هذا وذاك المسؤول، فحواها (اتركك من كلامهم هؤلاء الإعلاميين تراهم فاضيين)، وبموافقته على استمرارية تزمته وإصراره على الرأي أو القرار الذي اتخذه دون التفات إلى من حوله أو الاستجابة لما ينشر في الصحافة ويقدم في البرامج التلفزيونية من أفكار جيدة تستحق الاهتمام بها، وبالتالي ليس (غريباً) تقهقراً عانينا منه على المستوى الإداري معاً والإعلام (برئ) منه. ـ هذه البراءة لا أتبناه دفاعاً من غير وجه حق على اعتبار أنني واحد من المنتمين للكلمة وأصحاب الفكر والرأي إنما من منطلق حقائق سوف استعرض بعضاً منها من خلال الغوص في أعماق أسئلة تبرهن من الجاني ومن المجنى عليه، والبداية سؤال له علاقة بقرار تكوين لجنة التطوير الرياضي من الذي جعل قيادتنا العليا تتدخل بتلك الصورة غير المسبوقة في مسيرة الحركة الرياضية في بلادنا، ألم تكن النتائج هي السبب ومن بينها (ثمانية) ألمانيا بعدما كانت هناك وعود عقب خروج منتخبنا من مونديال فرنسا ببناء منتخب جديد ركيزته الشباب، إلا أن هذه الوعود تبخرت بالإصرار على أسماء (معينة) زادت كرتنا السعودية تراجعاً حتى نتائج تلك اللجنة هل يتحمل الإعلام مسؤولية حفظها في الأدراج؟. رغم الخسائر المادية التي تكبدتها الدولة من خلال الاستعانة بخبرات محلية وأجنبية بما كان لهذه المواقف أثرها بالاستمرار في خطط (وهمية) كنا كإعلام نلمح لها بعد ما أصبحت (لزمة) نبحث عن نهاية منطقية لها من خلال خطط علمية نلمسها على أرض الواقع وليس (إصرار) على الخطأ نفسه والإمعان في تكراره دون أي مبالاة بالرأي العام ومشاعر ناس تحترق في حب هذا الوطن. ـ كثير من البطولات العالمية القارية والخليجية أخفق منتخبنا في تحقيقها والإعلام الرياضي الصادق المخلص يسلط الضوء ويحدد مواطن الخلل في العديد من الأخطاء والقرارات الارتجالية إلا أن هناك من يقحم الإعلام كمتسبب في الإخفاق وإن تم الاعتراف بالأخطاء في لحظة صفاء مع النفس، فهي لا تعدو بمثابة إبر تخديرية تستخدم فيها لغة خطابية تعتمد على (إستراتجيات) لجان شكلت لمرحلة مختلفة لتلتفي كل السلبيات السابقة إلا أن (الطبع يغلب التطبع) فمع كل بطولة نخسرها نلغي عقد مدرب بسيناريوهات مكررة صورة طبق الأصل من سابقاتها. ـ خلال الأعوام الثلاث الماضية ما واجهته الرياضة عامة الكرة السعودية خاصة، إلا أن هناك من يريد الخروج من أزمة (الفشل) ليضع المسؤولية على الإعلام من خلال حملة مركزة بدأت تلوح في الأفق عقب إخفاق الأخضر في خليجي٢١ ولقد ساعد على تصديقها أجواء إعلامية حدثت في هذه الدورة عبر أطروحات غير لائقة بحملة الفكر والقلم تم استغلالها ليصبح الإعلام هو (الشماعة) كعذر ومبرر بأن الجو العام بما فيه من شحن وضغوط إعلامية لا يشجع على العمل ولا الإنتاج والإنجاز.