|




عدنان جستنية
لولا (الإعلام) لما (فاز) المنتخب‎
2013-02-09

في نفس الليلة التي تفوق فيه منتخبنا على المنتخب الصيني بهدفين مقابل هدف واحد هناك من الرياضيين والإعلاميين من بدأ يروج بأن التهدئة الإعلامية التي سبقت هذه المواجهة كان لها أثرها الإيجابي في الفوز الذي تحقق للأخضر وبما يدعم مقولة إن سبب النكسات التي تعرضت لها الكرة السعودية هو الإعلام، ولعلني ألتمس العذر لأولئك الرياضيين ممن لهم علاقة بالمنتخب أو متعاطفين معهم أيا كانت مواقعهم صغيرة أو كبيرة إن وجدوا المبرر الذي إن جاء على (طبطابهم) يصهللون ويجلجلون لتستر على (خيبة) العمل الإداري والفني والتنظيمي كانت تقوم به فئات أوصلت الكرة السعودية إلى الحال السيئ الذي وصلت إليه مؤخرا إلا أنني لا أستطيع فهم واستيعاب أولئك (المحسوبين) على إعلامنا الرياضي والذين للأسف الشديد ساروا على نفس الخط وعلى طريقة (مع القوم ياشقرا) وتزعموا هذا الموقف (العدائي) ليصادقوا على تلك الآراء (المضللة) للحقيقة وأنا هنا لست معارضاً لما طرحوه لمجرد المعارضة إنما سوف أستند على أدلة وبراهين مدعمة بالحقائق أن إعلامنا لعب دوراً حيوياً و(مؤثراً) جداً في الانتصار الذي تحقق للأخضر، ويعد اللاعب (الرئيسي) الذي يعود له الفضل بعد الله عز وجل في هذا (التحول) الإيجابي الذي ظهر به مساء الأربعاء الماضي، ولا أقول (النقلة) فمازال الطريق أمامه شاقاً جداً ويحتاج إلى جهد إداري وفني أكبر لنملك منتخباً قويا يقود الكرة السعودية إلى الإنجازات والأمجاد وتتلخص هذه الأدلة والبراهين فيما يلي: ـ أولاً.. تعيين جهازين إداري وفني عقب إقالة المدرب الهولندي (ريكارد) وإعفاء مساعده المدرب السعودي عبداللطيف الحسيني ومدير المنتخب خالد المعجل، ألم تكن هذه القرارت (انتصارا) لما كان يطالب به قبل وبعد بطولة دورة الخليج وقبل التصفيات التي أخرجت منتخبنا من بطولة كأس العالم أم أنها جاءت بناء على مرحلة (مخطط) لها من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم والدليل على وجود هذا الفكر (المدروس) مسبقاً هو تأكيدات من قبل رئيسه مهما كانت النتائج بأن المدرب (باق) إضافة على الشرط الجزائي الذي كان هناك من (يلحن) عليه طويلا، كيف دفعه مؤخراً في الوقت الذي كان يعتبر (عائقاً) يفرض استمرارية المدرب العبقري إلى حين انتهاء عقده. ـ ثانياً.. إبعاد الكابتن السابق اللاعب (ياسر القحطاني) عن المنتخب ألم يكن للإعلام دور (فعال) ومهم في (شيلة) لاعب أصبح فكره خارج الملعب ويموت في (الشو) الإعلامي الذي بات أكبر همه وطموحاته، حيث نبه الإعلام (الصادق) قبل وبعد ضمه ضمن صفوف المنتخب المشارك في خليجي٢١ إلى أن هذه الخطوة سيكون لها أبعادها في نفوس اللاعبين حيث إنه من غير المعقول لاعب لم يشارك في مباراتين وديتين أمام إسبانيا والأرجنتين تلبية لرغبته بالاعتزال الدولي رغم استدعائه بمكالمات هاتفية كحالة غير مسبوقة ويسمح له بالعودة وليس ذلك فحسب إنما يقلد شارة (القيادة) لقد كانت معادلة (ظالمة) ضغط عليها الإعلام كثيرا فوجد أخيرا من يصغي ويستمع إلى (عقلانية) أوصافه. ـ ثالثاً.. شارة (الكابتنية) التي استلمها اللاعب (سعود كريري) في مواجهة الصين لا أظن أن هذا التغير والتحول انطلق كإجراء وقرار تم حسمه لولا أن الإعلام السعودي كثيرا ما نبه وحذر من اختيارات (خاطئة) تحكمها الأهواء الشخصية وأهداف ليس لها علاقة بمصلحة المنتخب وآخرها المهزلة التي حدثت في دورة الخليخ والتي (فتحت العيون) لمن كان يحاول (يتملص) من مشكلة كبيرة كان لها عواقبها الوخيمة على مسيرة الأخضر رافضاً الاعتراف بها لتضع إدارة المنتخب حداً فاصلا لها وفق رؤية شاهدنا تأثيرها الإيجابي في روح (قتالية) ظهرت على اللاعبين في تلك الليلة (الخضراء). ـ أخيراً وليس آخراً.. التنظيم الإعلامي الذي لمسنا كيف أن فريق العمل (المختص) قد استفاد من الانتقادات التي وجهت من الإعلام لمنظومة سابقة لم توفق في أداء مهام عملها، ولاحظنا جهوداً متواضعة للمتحدث الرسمي ومدير عام المنتخب (زكي الصالح) ولمسات تدعو للتفاؤل أدت بالإعلام إلى الإشادة بها. ـ أكتفي بهذا القدر من الحقائق التي تثبت أن الإعلام الرياضي كان أحد العوامل المؤثرة في تفوق الأخضر وسبباً (جوهرياً) في اتخاذ قرارات مفصلية ظهر جزء من نتاج ثمرها أمام المنتخب الصيني، وهذا ما أدى إلى التزامه الصمت بعدما تحققت مطالبه، أما من لهم رأي مخالف ومضاد فسوف أكاشفهم غداً بإذن الله وأصارحهم لماذا حولوا (فشلهم) نحو الإعلام.