|




عدنان جستنية
الزعيم واستقبال تاريخي‎
2013-01-31

الشخصية والمناسبة والمكان كل هذه عوامل مؤثرة جداً هي من تحدد حجم وأهمية الحدث الذي يجعل من هذا وذاك وغيرهما يصرخون في لحظة دهشة غير عادية(واو) يا الله (مو معقول) ،هذا هو الانطباع السريع الذي تكون مباشرة اثناء وبعد استقبال الجماهير الاتحادية للاعب والنجم الكبير احمد الفريدي فقد كان المشهد معبرا لكل من حضر وتابع عبر التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي وخدمة ( اليوتيوب) لمراسيم استقبال لم يسبق للاعب سعودي ان حظي به ولهذا فإنه من خلال هذا الحدث الرياضي (التاريخي ) نستطيع ان نطلق على فريدي الاتحاد لقب( الزعيم) لما وجده من حفاوة وترحاب لاتقل عن زعيم( عالمي)محبوب من شعبه في التاريخ القديم والحديث. -وان دققنا جيدا وتمعنا بأسهاب في العوامل الثلاثة التي أشرت اليها انفا وانطلقنا نبحث حول الاسباب الحقيقية التي جعلت من هذا الحدث يأخذ هذا الحيز من الاهمية عند حشد كبير من جماهير( إتي نمبر ون) فإننا حقيقة امام (ظاهرة)موجودة في جميع أنحاء العالم المهتم بهذه( المجنونة) المدورة كهوس كروي بدأ يجتاح عقول الشباب وحتى الكبار من كلا( الجنسين)ولولا الظروف الاجتماعية التي تفرضها عاداتنا وتقاليدنا لشاهدنا عصر الثلاثاء الماضي (مليونية) تشارك في استقبال الزعيم الاتحادي مجموعة هائلة من مشجعي ومشجعات العميد بما قد تضطر الى طرح أسئلة عميقة جداً اكثر (عمقا) من علامات الاستفهام التي طرحها زميلنا محمد العاصمي في تقريره المنشور يوم امس الأربعاء في تغطيته للحدث والذي حضر قلمه كناقد صحفي في حين ان غيره( نامت) عيونهم عن زحمة جماهير(حاست)مطارات وشوارع العاصمة احتفت بنجوم كرة وان كان العدد اقل بكثير عن ظاهرة الزعيم الاتحادي وكأن(المهنية) في بلاط صاحبة الجلالة لا يكون لها وجود الا مع العميد العالمي وهذا قدره حتى مع تغطية تلفزيونية كانت ( على مضض مشي حالك). -كما انه من بين الاسباب التي شكلت من هذا الحدث مشهد غير عادي عند من ( انبهروا) به هو النادي الكبير المنتقل منه على اعتبار ان هناك (حساسية) لدى طرف مدعوم قادر على تحقيق البطولات من خلال مؤثرات خارجية أوصلته الى رقم تجاوز الخمسين بينما الاتحاديون وجدوا(ضالتهم) في تحقيق بطولات عبر نظام احتراف يسمح لهم الاستثمارفي لاعبين نجوم يستفيد منهم على المدى القريب والبعيد في تحقيق إنجازات آسيوية وعالمية لمس الجميع محليا وخارجيا كيف أذهلت رئيس اعلى سلطة دوليه في كرة القدم (جوزيف بلاتر) حينما قدم شهادته التاريخية تجاه فريق نادي الاتحاد اثناء مشاركته في مونديال اليابان بقوله لم أشاهد ناديا آسيويا مثل الاتحاد وهي شهادة(موثقة) ولم تشترى بـ(حفلة) مقابل الحصول على لقب( جبر خواطر). -هذا التوجه الذي ارى الان ادارة( الفائز) بدأت تلعب على وتر يرضي جماهيرها هو امتداد لفكر يذكرنا برئيس نادي الاتحاد سابقا(منصور البلوي) ومرحلة مهمة في مسيرة هذا الكيان (دوخت) الهلاليين عندما خطف نجمين من ابرز نجوم( الازرق) في تلك الفترة وهما(خميس العويران واحمد الدوخي). كلاهما كان لكل واحد منهما دور في الوصول الى القاب قارية وعالمية واستمتعا بأستقبال فريد للفريق بكامله عقب عودته من طوكيو ظافرا بالمركز الرابع وبعبارة ترحب بجميع اللاعبين(اهلا بالعالمي مرحباً بالمونديالي) وكلمات قالها الامير نواف بن فيصل اثناء استقباله لخير سفير للوطن توج من خلال احتفاء وطن بهذه المناسبة بنادي الوطن كوسام شرف ناله فيما بعد من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله. - فإذا كان الاتحاديون يسترجعون اليوم عبق تلك الذكريات الجميلة ويرغبون السير على خطاها فهل تستطيع ادارة الفائزان تكمل المشهد التاريخي بإسعاد جماهيرها بانتصارات تعيد نادي الوطن الى مكانه الطبيعي منافسا هذا الموسم لنيل واحد من المقاعد الاربعة التي تؤهله لدوري ابطال آسيا وحصد بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين كنقطة انطلاقة تدل على ان لكل مرحلة (رجالاتها) وان الاتحاد الكيان الكبير لا يتوقف عند محطة مرهونة بالأشخاص انما بتكاتف أبناؤه نرى بوادرها الطيبة مع صفقة (الزعيم) واستقبال تاريخي،ام ان كل هذه (الهيلمة والزنبليطة)من تعاقدات سوف تكتشف جماهير العميد بعد حين انها طلعت( فاشوش) والمستفيد منها(عملاء) سماسرة عرفوا ( من اين تؤكل الكتف)، اعتقد ان الأسابيع القليلة المقبلة هي من ستجيب على هذا السؤال العريض المزدوج بـ(واو أو آه) الله اعلم( وان غدا لناظره قريب).