لمجرد ظهور موهبة كروية يمنية إماراتية في دورة الخليج الأخيرة تم تجنيسها وكانت بداية انطلاقتها في دوري حواري الرياض ارتفعت أصوات إعلامية تطالب مسيري الكرة السعودية بتبني نفس الفكرة وتطبيقها في أنديتنا وبالتالي يظهر نتاجها على منتخباتنا الوطنية وبطولات قد تساهم وتساعد في تحقيقها مثلما حدث للمنتخب الإماراتي ومنتخبات أخرى استفادت من مواهب أجنبية من خلال توطينها وهي فكرة ليست بجديدة فكلما واجهت منتخبنا الأول إخفاقات وتقدمت على منتخباتنا بعدما خاضت تجربة التجنيس نسمع ونقرأ من يردد نغمة مستهلكة مبنية على روح (انهزامية) وحالة تأثر تدعو أصحابها إلى أن يهرف بما لا يعرف بآراء غريبة وفتاوى تحاكي فكرا ضيقاً لرؤية قاصرة جداً جداً. ـ هؤلاء المنغلقون البعيدون تماماً عن واقع مجتمعهم وما يدور في كافة أجزائه يتعللون بندرة المواهب الكروية في أنديتنا وفي المدارس والحواري مما يفرض على اتحادنا الموقر إدراك هذه الحقيقة الخطيرة بانتهاج البديل الذي (يعوض) غياباً يستدعي (سعودة) لاعبين موهوبين تكتظ بهم ساحات الحواري والملاعب في مملكتنا، بينما كلامهم هذا يفتقد إلى المنطق ومصداقية عقل يتقبله فمثلما يوجد مواهب أجنبية كروية في بلادنا تنتظر هبة الجنسية والفرصة لتغير هويتها ومن ثم تحظى بالمشاركة في مهمة وطنية فإنه من المؤكد أن في بلادي الحبيبة كم هائل من المواهب السعودية التي تفوق بمراحل لاعبين مقيمين حتى وإن كانت قريبة لعموري الإمارات ولكن عدم استقطاب الأندية للمواهب المبدعة يعود لأسباب عديدة منها غياب (الكشاف) الذي كان يقوم بدور مهم في هذا الجانب. ـ كما أن القائمين على أنديتنا تجاهلوا مهمة تفعيل هذا الدور لعوامل مرتبطة بإنجازات يرغب في تحقيقها لذاته بأسرع وأقصر وقت ممكن في فترة رئاسته إلى جانب أن اللاعب (الجاهز) أصبح مطلبا ملحا لتحقيق مكاسب مادية بصرف النظر عن القيمة المالية التي يستحقها ولعل الذي يدعم هذا التوجه الواضح في مسيرة معظم أنديتنا ابحثوا عن الموهبة النادرة ثم ابحثوا أيضا بين أسماء اللاعبين السعوديين والأجانب الذين تم التعاقد معهم بشراء العقد أو بنظام الإعارة عن موهبة (فلتة) يشار لها ويحتفي الإعلام بها سوف تجدون أن المحصلة النهائية تكمن في أن شعور الانتماء والإخلاص قد ولى زمنه ورجالاته وحل مكانه المصلحة الخاصة التي ساهمت في رفع ثمن اللاعب السعودي وغير السعودي (ويلي ما يسوى) أصبحت قيمته (زي يلي يسوي) لم تعد هناك فوارق والسبب أطماع مادية تشترك فيها أطراف عديدة منها ما هو بات (مكشوفا) وأخرى (محترفة) تسويق واستثمار مطبقة حكمة (هنا حفرنا وهنا دفنا). ـ هذا جزء يسير من الحقيقة التي ينبغي على اتحادنا الموقر أن ينتبه لها وألا ينقاد إلى إعلام (مستنفع) ومعه طابور آخر من المستفدين الذين يروجون لتجربة الإمارات التي لا تقارن أراضيها بمساحة أرض المملكة ونفس الشيء عدد سكانها من المواطنين بعدد سكاننا ولهذا فإن فكرة (المقارنة) غير صحيحة ومرفوضة شكلا ومضمونا، ثم إن التجربة التي أقدمت عليها دولة قطر أثبتت (فشلها) الذريع ومن كانوا بالأمس يصفقون لها باتوا اليوم يطالبون بإلغائها وكلا هاتين الدولتين نلتمس لهما العذر لقلة مواهب كروية لديهما نتيجة للتركيبة السكانية التي حتمت عليهما اللجوء إلى نظام التجنيس. ـ كان يوجد بيننا بالأمس من ينادي بالاحتراف وبعدما طبقناه أصبح أولئك المنادون به وغيرهم ناقمين على تلك اللحظة التي صدرت الموافقة على إقراره وتطبيقه، وكنا قريباً من أشد المؤيدين لرفع سقف عقد اللاعب السعودي وراتبه الشهري بينما الآن هناك من أصبح (يجرم) هذه الخطوة من منظور أنها هي السبب الرئيسي في (نكسة) الكرة السعودية، ولهذا فإن فكر مسيرو الكرة السعودية بتجنيس اللاعبين المقيمين فإنني على يقين أنهم (سيندمون) يوماً ما ولا تستغربوا إن ظهرت أصوات في مجالات غير الكرة تدعو إلى فتح الباب على مصراعيه ليستفيد الوطن من المغتربين المبدعين والعباقرة في علوم تهتم بالعقل لا بالقدم.