تعمدت في مقال الأمس أن أفرد مساحة هذا الهمس لرد الدكتور عمر الخولي المستشار القانوني وعضو إدارة نادي الاتحاد سابقا، قناعة مني بأن هذا حق أدبي ليس من اللائق أن أحشرأنفي واستعرض عضلاتي و(أنانيتي) بتعقيب سريع وفي نفس اليوم ولو بكلمة واحدة أعكر فرحته وأحرمه من فرصة الاستمتاع بما نشر وتفاعل مع رأي ربما هناك من يتفق أو يختلف معه حول ما جاء فيه، على أنني أرى في رده من ناحية (الشكل) مقبولاً في ظاهره بينما (مضمونا) أعتقد منطقيا أن حجته (ضعيفة) جداً، وليسمح لي رجل القانون أن أوضح له الأسباب التي جعلتني أصدر حكمي هذا وهي على النحو التالي: ـ أولا: إن كنت تعلم مسبقا كما أشرت في ردك بأن الرئاسة العامة لرعاية الشباب لن يكون لها أي موقف لو بلغت المسؤولين فيها عن الرشوة التي عرضت عليك وعلى زملاء آخرين في مجلس الإدارة ولهذا فضلت التزام الصمت، فإن السؤال الذي يطرح نفسه بديهيا: مادمت أنك تعرف هذه النتيجة (المحبطة) فماالذي دفعك إلى البوح بتلك المعلومة للإعلام عقب أربعة أشهر من وقوع الحادثة؟ لابد من وجود (سر) خفي قادك وشجعك بالإقدام على خطوة متأخرة لن تحقق أهدافها لما فيه المصلحة العامة درءاً للفساد، ولعل عدم تفاعلك السريع مع ماكتبته أناهنا وتحدثت به في بعض القنوات الفضائية في حينه واسترخائك لشهرين لترد بعد ذلك يدل أن في الأمر(إن وكان وأخواتهما) وليس الغاية كماهو ظاهر في ردك هو دعم واستنصار لاستنتاجاتك الخاصة، حيث كان بمقدورك آنذاك الاعتماد على نفس الحجة والتأكيد على (شجاعتك) بأن الجهات ذات العلاقة سوف تستمر في منهجها (أذن من طين وأذن من عجين) وأيضا تتحداها إن اتخذت أي خطوة بعد جرأة طرحك. ـ ثانيا: هناك تشابه كبير بين موقف صمتك الأول الذي استغرق أربعة أشهروصمتك الثاني الذي استغرق شهرين، حيث إن ظهورك التلفزيوني في ذلك الوقت ثم ماجاء في ردك بالأمس تزامن مع حدثين، الحدث الأول كان من خلال خطوة إدارة النادي الحالية بإصدارها بياناً صحفياص توضح موقفها من ثلاثة خطابات تقدمت بها للرئيس العام لرعاية الشباب تشكو من عدم التحقيق في الجوانب المالية التي تخص مجلس الإدارة الذي كنت أحد أعضائه، بينما الحدث الثاني هو حضور لجنة من رعاية الشباب الأسبوع الماضي وبدأها في إجراءات التحقيق وكأنك في كلتا الحالتين تستخدم أسلوب (الضغط) عبر مناورة إعلامية وذلك على طريقة (سيب وأنا أسيب)، هكذا فهمت وربما غيري يشاركني نفس الفهم. ـ ثالثا: ألا تتفق معي من خلال مسؤوليتك كرجل قانون إنه كان من الواجب عليك أن تقوم بإجراء (الإبلاغ) في حينه بصرف النظر عن توقعاتك الخاصة بمافيها من (تشاؤم) بأن الجهات المعنية والرقابية لن تتفاعل مع شكواك؟ ثم إن موقفك المتشدد بكل مافيه من (شجاعة) مزعومة ألا ينطبق عليه مفهوم (الشكوى الكيدية) التي أحسب أنها تضعف حجتك وبالتالي عدم الاهتمام بها والنظر إليها من قبل المسؤولين بالرئاسة العامة لرعاية الشباب أو أي جهة رقابية؟ ـ رابعا: أما موقفك من عقود الاستثمار وغيرها من عقود لاعبين فأعتقد أنه كان لك موقف صريح وأنت عضو في إدارة بن داخل من خلال تصريح صحفي أعلنت من خلاله تقديم استقالتك لعدم اطلاعك على هذه العقود، إلا أنك في نفس اليوم تراجعت عن هذه الاستقالة وعن (شجاعة) كنا نتوقع أنها تكشف المستور، ولو فعلت ذلك في حينه لما كان هناك بالجمعية العمومية تشكيك في الجوانب المالية وشكوى أدت إلى تواجد لجنة التحقيق التي زارت النادي قبل أيام. ـ على كل حال أتمنى من المستشار القانوني الدكتور عمر خولي الذي يعرف كم له عندي من المحبة والتقدير أن يتقبل وجهة نظري هذه برحابة صدر، وإنني على استعداد تام بنشر أي رد أو تعقيب منه بشرط أن لايتأخر في إرساله لشهرين أو أكثر.