|




عدنان جستنية
عودة الهارب وقيادة المنتخب
2013-01-04

لا أدري حقيقة من الذي يملك عادة حق اتخاذ قرار منح شارة القيادة لفريق كروي سواء ناديا أو منتخبا وهو تساؤل يفرض طرح سؤال آخر لعل وعسى يفك طلاسم علامات استفهام وتعجب عالقة في ذهني وأذهان الكثير من محبي ومتابعي الأخضر على اعتبار أنه محور دائماً ما يكون محل جدل ونقاش طويل يتم تداوله عبر وسائل الإعلام مع كل مشاركة لمنتخبنا، حيث تباينت الآراء حول من صاحب الصلاحية المطلقة في هذا القرار المدرب أم إدارة المنتخب؟ ـ هذا التباين لم يأت من فراغ، إنما بناء على حالات كتبت عنها مرارا وتكرارا وزملاء آخرين تناولوها من منظور جوانب نفسية أثرت على كثير من اللاعبين لعدم اقتناعهم بـ(الكابتن) الذي يتم اختياره بناء على أهواء شخصية من قبل إدارة المنتخب أو الجهاز الإداري، صحيح إن لم يصرحوا بذلك علناً ولكن للصحافة طرقها في معرفة ماذا يدور خلف الكواليس إلى جانب (فضفضة) لاعبين في لحظة صفاء بعد انتهاء مشاركاتهم في مناسبات تحدث بعد مرور سنة أو عدة سنوات لتكتشف الحقيقة المرة، وحينما نسألهم لماذا لم تصارحوا المسؤول أو المدرب تسمع العجب العجاب، عندها تدرك العلة التي يعاني منها الأخضر والمتمثلة في غياب الروح القتالية إذ باتت مشاركة اللاعب تأدية واجب فقط ليأتي من يلومهم وهو لا يعلم ما في صدورهم. ـ ما دعاني إلى طرح هذا الموضوع وفي هذا التوقيت هو ما علمته بأن شارة القيادة لمنتخبنا في دورة الخليج التي ستقام بعد يومين في البحرين منحت للاعب ياسر القحطاني ولا أعلم حقيقة كيف تمنح للاعب اعتذر عن الانضمام لصفوف المنتخب (هروباً) من المسؤولية خوفاً من النقد الذي قد يتعرض له وخوفاً من نتيجة ثقيلة تحسب على تاريخه الرياضي كـ(كابتن) للمنتخب، أما القول بسب إعطاء الفرصة للدماء الشابة فذلك قرار ليس من حقه اتخاذه إنما تقع مسؤوليته لدى المدرب فقط، بينما واجبه الوطني يفرض عليه تلبية نداء الاستدعاء حتى ولو كان مصاباً، ولو كان كلامه صحيحاً كما يدعي فلماذا لم يتح الفرصة أيضاً لزملائه في نادي الهلال إلا أنه (عذر أقبح من ذنب) فإن انطلى على المدرب وعلى إدارة المنتخب لتمريره على الإعلام والجماهير فإنه من المؤكد لن ينطلي على زملائه وهنا( بيت القصيد) الذي أحذر منه حرصاً ألا يعود منتخبنا إلى مراحل إدارات سابقة دون أن تتعلم الإدارة الحالية من أخطاء المراحل الماضية والضرر الذي دفعت الكرة السعودية ثمنه غالياً. ـ أنا لست ضد لاعب تطور مستواه الفني وأصبح في هذا الموسم تحديدا أفضل بكثير عما كان في المواسم الثلاثة الماضية ويستحق أن ينال (شرف) تمثيل منتخب بلاده في بطولة غير (دولية) إنما موقفي الثابت والواضح أن يمنح شارة القيادة في ظل وجود لاعبين مثل أسامة هوساوي، هو أجدر بحملها بحكم مشاركته في المباريات الودية أمام إسبانيا والأرجنتين، حتى على مستوى المنتخب المشارك في بطولة غرب آسيا لم يعتذر من منطق فيه نوع من الغرور والتعالي، إنما استجاب وأعطى صورة مشرفة جدا للاعب الملتزم وهذا ما ينبغي على إدارة المنتخب ملاحظته وأخذه في الاعتبار. ـ هناك من يحاول التقليل من هذا الطرح وفقاً لرؤية أننا في عصر مختلف واللعب على هذه النغمة الجديدة غير مبالين بالغيرة الوطنية التي يجب أن يهتم بها الجميع وتعطي الأولية حتى لا يصبح عند اللاعب (تبلد) في حسه الوطني وتنتقل هذه العدوى للأجيال الحالية والمقبلة مع قناعتي بأن رؤيتهم ستكون مختلفة لو أن لاعبا آخر من غير ناديهم المفضل هو من بادر بتقديم الاعتذار لقلبوا الدنيا رأساً على عقب، وجردوا اللاعب وإدارة المنتخب من وطنيتهم، ولطالبوا برأس المدرب وإقالته فوراً.