يبدو والله أعلم أن مقولة الأديب الدكتور عبدالله الغذامي (يموت المؤلف ويبقى النص) والقريبة جداً من مقولة (مات المريض ونجحت العملية) والتي استخدمتها هنا في همسي اليومي مرتين قبل أن تعلن نتائج الانتخابات بما فيها من (تلميح) بأن أحمد عيد هو من سيفوز بمنصب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم من خلال عبارة تذيلت مقالي المنشور في نفس يوم الانتخابات وكان نصها (هذا زمن أحمد عيد) لم يدرك البعض فهم معناها يستوعب مغزاها، حيث وجدت من يطالبني بتفسيرها وآخرون نالت إعجابهم كتوظيف بليغ كان كافياً لمعرفة كيف (وجهت) اللعبة الانتخابية لصالح من وبما يكفل نجاحها شكليا أمام الرأي العام وفق التخطيط المرسوم لها بـ(فعل فاعل). ـ هناك من زملاء الحرف ومتابعين من اعترض على تلك المقولة واستهزأ بموقفي المشكك لانتخابات ناجحة لأول مرة تتم بهذا المستوى من (الشفافية) على حد تعبيرهم، وأنا هنا بدوري من خلال اقتناعي بأن (ثقافة) اختلاف الآراء وتنوعها أمر مهم وضروري، فإنني لن (أتجاهل) بأي حال من الأحوال الرأي (المخالف) لي حتى وان كان يمثل النسبة الأكبر الطاغية جداً والتي ستجعل من رأيي لا قيمة له إنما سأكون على قدر قسط كبير من الشفافية وذلك من خلال طرح ملاحظات أرجو ممن هم مختلفون معي في الرأي مناقشتها عبر الغوص في أعماقها برؤية تتصل بالمستقبل وتهتم بمجتمع رياضي وغير رياضي يجب أن يندمج مع متغيرات ومتحولات يتفاعل معها بصدق حسب مدلولات يراها أمامه على أرض الواقع، وبالتالي من الممكن أن يتقبلها ويتعايش معها كتجربة تضعه على المحك مشاركاً فيها ومساهماً في نجاحها أو يكون من قوم (هز الروس وأبشر ولا يهمك). ـ مثل هذه المدلولات التي أطرحها على طاولة (المعارضين) لفكرة أسوق لها بأن الانتخابات (موجهة) تخص الاسمين اللذين رشحا أنفسهما لمنصب رئيس الاتحاد كرة القدم بودي أن أسأل ألا يوجد في مجتمعنا الرياضي من هو أكفأ منهما ويملك خبرة وتجربة أفضل، حيث إن حصرها في (أحمد عيد وابن معمر) إن تجاوزنا رواية أنها (مطبوخة) حسب قناعتي فالمدلول الأسوأ الذي يكون انطباعاً عاماً غير مرضٍ للحركة الرياضية السعودية، وتحديداً للعبة كرة القدم بأنها على مدى هذه الحقبة الزمنية الطويلة لم تستطع أن تقدم لنا خبرات وكفاءة رياضية إدارية سوى هذين الاثنين فتلك لعمري (طامة كبرى) تؤكد فعلاً مقولة (مات المريض ونجحت العملية)، والعملية التي أعنيها في هذا المقام ليست محصورة في مشروع إقامة الانتخابات إنما في كل (التنظيمات) التي سبقتها وتبعتها والتي كان همها الأول والأخير للأسف الشديد (نجاح العميلة) بناء على نص تم تنفيذه بحذافيره حسب توجيهات مؤلف كان خارج الصورة. ـ مدلول آخر له علاقة بتجربة كانت هي (الأم) ممثلة في انتخابات (صورية) للأندية انتقلت شكلاً ومضمونا لاتحاد كرة القدم لتكشف لكل المخدوعين بأننا أمام حقيقة نص موروث مكتوب طبق حرفياً ولعلنا عندما نبحث جدياً في آلية اختيار الأندية لعضو يمثل النادي في الجمعية العمومية للاتحاد السعودي لكرة القدم، نلحظ أن الاختيار تم بناء على رأي رئيس النادي وربما أعضاء مجلس الإدارة دون أن يكون لأعضاء الجمعية العمومية للنادي أي رأي أو مشورة في هذا الاختيار، فماذا تعني هذه الآلية من منهج فوضي، بدليل أننا لم نجد اسماً واحداً من منسوبي أعضاء الجمعية العمومية للأندية يعترض على هذا التجاوز والتجاهل بما يدل أن ممثلي الأندية في الجمعية العمومية للاتحاد السعودي كان جل اهتمامهم وفرحتهم أن الاختيار وقع عليهم وبالتالي ليس مهما صوتهم يذهب لمن. ـ إلى هذا الحد سوف اكتفي بتفسير نص مقولة (يموت المؤلف ويبقى النص) على أن بقية الأدلة قابلة للظهور في الأيام والأشهر المقبلة عبر فعالية مجلس إدارة نراه كما كان في كل المراحل السابقة تابعاً لا متبوعاً؛ (وإن غداً لناظره لقريب).