كان من الممكن أن تمر المباراة الكروية المقامة هذا اليوم في دور الثمانية لبطولة كأس ولي العهد بين الفتح والهلال مروراً عادياً جداً، مثلها مثل أي مباراة لعبها الفريقان بالمواسم السابقة والتي كانت الكرة الهلالية يعلو كعبها على كرة الفتح بمراحل بناءً على فوارق كبيرة لا تقل في كل جوانبها عن المقارنة بين (أستاذ وتلميذه) وبالتالي لا تدعو إلى قلق الهلالين والذين كانوا لمثل النوعية من المواجهات يضعون في بطونهم (بطيخ صيفي)، ويذهبون لتنزه والتسوق أو التوجه بالريموت كنترول إلى مشاهدة مباراة أخرى، وذلك من شدة ثقتهم بأن الفوز حسب التعبير الدارج (مضمون) في الجيب وبعدد وافر من الأهداف التي لا ترحم. فريق (غلبان) يسعد لاعبوه بأنهم سيلعبون أمام الهلال وبمعنويات مرتفعة رغم علمهم المسبق بالخسارة الثقيلة ولسان حالهم يقول: (أني أغرق أني أغرق). - في هذا الموسم تحديداً تغير الحال تماماً وأصبح التلميذ أفضل من أستاذه متفوقاً عليه، ونتيجة لهذا التغير الواضح والملوس عبر (حصتين) فقط استلم الفتح مهمته الجديدة كـ(معلم) نموذجي يشرح للنادي الملقب بالملكي إدارة ومدرباً ولاعبين على سبورة ملعبين (دروساً) قاسية؛ عنوان الدرس الأول كان (إن الكرة ما لها كبير)، أما الثاني فكان عنوانه الصريح والبليغ جداً فهو (كيف تحترم خصمك المنافس؟). - وإننا أمام هذه الحقيقة التي فسرت بأنها ظاهرة كروية تستحق التأمل والبحث، لا ندري حقيقة إن كانت ثورة الفتح النادي المغمور جداً الذي قبع في دوري المظاليم والظل أعواماً وأعواماً، وجاء (يطلّ غلب الكل)، سوف يستمر في تلقين دروسه وتقديم عروضه الفنية الرائعة ويتألق متمخطراً هذا المساء على ملعبه وبين جماهيره بانتصار مؤلم يسقط الملكي من عرش بطولة هو كبيرها وسيدها حتى أشعار آخر، مؤكداً لو فعلها أنه بات (عقدة) من الصعب حلها أم أن الفوزين اللذين تحققا بالدوري الأول والثاني (رايح جاي)، ما هي إلا (ضربة حظ) ليس إلا إذ أنه من سابع المستحيلات أن يسمح (بنو هلال) بتكرارهما بهزيمة ثالث إنما ستكون للكابتن القدير ياسر القحطاني وزملائه في مدينة الأحساء كلمة موجعة جداً جداً لها علاقة بمرجعية كتاب مخطوط غلافه (أدب الكبار) تأتي عن طريق مهمة الإقصاء السريع من بطولة تعني في مضمون وحجم أهدافها بمثابة ضربة قاصمة قاضية تفتح جراح الفتح المخفية، وبالتالي تدخله في دوامة تؤثر على مسيرته في دوري (زين) تقصيه من القمة ومن محولة اللعب مع الكبار. - هناك من يتمناها فتحاوية تقديراً لطموحات فريق نادي (مكافح) ومن أجل أيضاً كسر رقم بطولة من حق فرق أخرى عندهم بصيص أمل بنيل وحصد لقبها، بينما أمنيات الهلاليين بطبيعة الحال الفوز، ولن تقبل بأيّ حال من الأحوال إلا بفوز ساحق كرد اعتبار بتأهل مستحق يعيد هيبته الملكي الحقيقي في محاضرة كروية عنوانها الرئيس: (انتهى الدرس يا فتح).