من شاهد الفريق الاتحادي أمام القادسية وما قبلها من مباريات سواء كان اتحادياً أو مشجعاً لنادٍ آخر لابد أنه أدرك حجم مأساة الفكر المتخبط الذي أوصل العميد إلى ما وصل إليه من سوء (لا بارك الله فيمن كان سببه)، وأنا هنا لا أعني فترة محصورة بإدارة الفائز تحديداً إنما كل من ساهم في هذا الحضيض بدءاً من أعضاء شرفه وأسماء تولت مسؤولية إدارة هذا النادي ولم تراع أمانة فرطت فيها لمغريات شهرة كانت وما تزال تلهث وراءها ومال أصبح هذا النادي مغنماً لها ولزمرة مستنفعين (سماسرة) قد وجدوا ضالتهم فيه وإعلام مخرب. ـ لست من تبنى هذا الكلمات الملتهبة الثائرة (هباءً منثوراً) إنما أصوات اخترقت سمعي وأتعبت فؤادي بها في تلك الليلة الحزينة الكئيبة وأخرى كانت بقلب محروق تصرخ ألماً وهي تقول: (حسبنا الله ونعم الوكيل على من كان السبب) في تدهور هذا الكيان العملاق وساهم في ضياع هيبته، وشارك بوضعه في أكثر من صورة تشوه نادياً عريقاً له اسمه ومكانته وشعبية محبة له، لا مثيل لهم ليس فحسب على مستوى الميول والانتماء الكروي إنما الاتحاد يعني لهم الشيء الكثير الذي إن افتقدوه في غيره فأنهم يجدونه فيه، وأصبح متنفساً لهم، وفي روح أبنائه المخلصين، وفي وفاء وغيرة وروح جمهوره، الذي يعد ظاهرة من الظواهر التي من المستحيل أن تتكرر بحكم أنه جمهور بات له جمهور يتابعه ويحبه حباً جماً ويستمتع بتشجيعه وأهازيجه ويطرب جداً بتقليده. ـ حسبي الله ونعم الوكيل على المحسوبين على نادي الاتحاد من مدعي محبته والولاء له وهم أكثر حباً لذاتهم رغبة تجسد هوس مجد شخصي يرضي غرورهم بأنهم أصحاب الكلمة الأولى والأخيرة بتحديد هوية رئيسه وإداراته وهم في الواقع أول من (جنى) على كيان عملاق رفع من شأنهم وعمل لهم اسم في قائمة كبار الشخصيات ورجال الأعمال وفي الوقت الذي هو من حقق لهم كل ما يتمنونه ويحملون به وكان ينتظر منهم رد الجميل حتى وإن تنكروا له فذلك أخف وأهون من (أناس) يعبثون فيه من خلال أوجه كثيرة وأساليب ملتوية. ـ حسبي الله ونعم الوكيل على كل من (أوكلت) إليهم خدمة نادي الاتحاد، فبدلاً من أن يكون هدفهم تحقيق (بطولات) وإنجازات له بات همهم الأكبر تحقيق (عمولات) لهم ولمن حولهم ممن يوافقونهم بأن ينالوا نصيبهم من عمولة يحصلون عليها في الخفاء عن طريق التعاقد مع مدربين (صكة) ولاعبين (خردة) محليين وأجانب وكذلك كل من يحاول (تدمير) جيل من الشباب ساهم بشكل مباشر أو غير مباشر سعياً لهدم مرحلة بناء تعيد العميد إلى جيل الخذلان والجشع والمعاناة كحالة لاعبين اتجهوا إلى رحلة خارجية عقب مباراة الفريق أمام الاتفاق بالأسبوع الماضي وقبل مواجهتهم المهمة أمام القادسية والتي انتهت بهزيمة (مذلة). ـ وحسبي الله ونعم الوكيل على كل لاعب محترف غير مخلص لعمل يؤجر عليه آجلاً أو عاجلاً بأجر شهري ومقدم عقد بالملايين متخاذل غير مقدر لسمعة ومكانة ناد كان في يوم من الأيام (يحلم) بارتداء شعاره متواطئ مع أطماعه الشخصية والمادية متجاوباً مع من (يلوثون) عقله فيصبح بإرادته وموافقته أداة سهلة لـ(مخربين) مندسين، مساهماً ومشاركاً معهم في بلوغ مآربهم الخاصة وأهدافهم الدنيئة. ـ حسبي الله ونعم الوكيل على كل (مسؤول) -أين كان موقعه- تخاذل في أداء مسؤوليته بعدما علم بمن يعبثون بهذا النادي دون أن يحركه ضميره على أقل تقدير باتخاذ إجراء يحمي الكيان الاتحادي بحد وبشكل نهائي من عبثهم قاطع دابرهم من كبيرهم لصغيرهم، وكذلك أي (إعلامي) مرتبط بالشأن الاتحادي وغيرهم يسكت عن ذكر كلمة الحق ويخفي (الحقيقة) دون مراعاة لرسالته نحو مجتمعه قبل النادي الذي وضعه هو الآخر في قائمة المشاهير متآمراً على الكيان ورجالاته المخلصين مساعداً من خلال عمله وعلاقته في دعم أي فكر موجه يستجيب له عبر إثارة البلبلة بهمز وعزم بقصد الإساءة لمن يخدمونه بتفانٍ وإخلاص. ـ أخيراً وليس آخراً حسبي الله ونعم الوكيل على كل من يتلاعب بمشاعر جماهير عاشقة حملتني نقل رسالتها لكل من عنيتهم في السطور السابقة وهي تئن ألماً وقهراً لما وصل إليه حال ناديهم الكبير بكبريائه وشموخه رغماً عن أنوف (الطامعين) الطامحين في تحطيمه وتدميره.