لا أدري هل نحن أمام إفرازات جيل جديد وقناعات مختلفة فرضت واقعاً يجب علينا أن نتقبله ونتعايش معه أم أن العيب في ماض مازلنا متمسكين بتراثه العقيم وعقد فكر تربى وعشعش في رؤوسنا نرفض التخلي عنه وذلك من منظور له علاقة بـ(بمبادئ) أخلاقية مرتبطة بالدين والوطن والتربية؟ ـ سؤال تشكل أمامي بعد قراءتي لخبر المكالمة التي جرت بين مدرب منتخبنا الوطني ريكارد ولاعب نادي الهلال ياسر القحطاني لم تحدد حسب تغريدة الثاني من الذي بادر بالاتصال، حيث إن محتوى المعلومة (عائم) في هذا الجانب، إذ إنني لم أستطع استيعاب قرار اعتزال اللاعب اللعب دولياً على مستوى منتخب بلاده، بينما في ناديه يبقى الوضع ساري المفعول كما هو عليه سابقاً وغير قادر على فهم لروح إنكار الذات التي (هبطت) عليه فجاءت مقدماً اعتذاره لإدارة المنتخب والمدرب (تطوعاً) منه في سبيل إتاحة الفرصة للدماء الشابة بالتمثيل الدولي واكتساب الخبرة. ـ ازدواجية المواقف هي من دفعت السيد ريكارد القيام بمبادرة طلب (ود) الكابتن وفقاً لمذكرات نقلت له عن تاريخ الحركة الرياضية السعودية وأجوائها المتقلبة وبناء أيضاً على رؤية فنية يبحث من خلالها عن واحدة من عناصر التفوق التي تحقق له النجاح محققاً له رغبته بالاعتزال دولياً بينما توقيت مطالبته بالعودة جاءت في بطولة خليجية لا يعترف بها الاتحاد الدولي لكرة القدم ولا تعتبر من البطولات الدولية، وهو بهذا القرار بقي محافظاً على (تضحية) تخص اللاعبين الشباب لا أظن أن (يسوري) سوف يتراجع عنها مهما كانت مغريات العودة ولا أعتقد في المقابل أن الهولندي المدرب العالمي إصراره على موقفه جاء استعباطاً وهو يعلم تماما أنه قد يواجه إحراجاً للمرة الثالثة بكلمة (سوري) إلا أنه أحسن اختيار التوقيت من باب (حفظ ماء الوجه) وقد نجح بامتياز بعدما حصل على موافقة النجم الكبير. ـ قد تكون هذه الازدواجية لها أبعاد أخرى ليس لها علاقة بأي حال من الأحوال بإنكار الذات والتضحية، إنما مرتبطة بنجومية لاعب تسقط في المواجهات الدولية الرسمية وظهر ذلك جلياً في أكثر من مناسبة قريبة أبعدت الأخضر أكثر من مرة عن اللقب الآسيوي والمشاركة عالمياً ولعل قرار عودته في البطولة الخليجية تحديدا يؤكد حجم النجومية التي وصل إليها اللاعب القدير ياسر القحطاني وطموحات إقليمية لا يريد تجاوزها لمسناها في احتراف خارجي لم يشكل له أي إضافة جديدة في مسيرته الكروية، بينما شباب في البرتغال قلبوا الطاولة في نوعية الاختيار وتوقيته وأمنيتهم التي عبروا عنها هو انتظار مكالمة هاتفية من المدرب العالمي ريكارد يستدعيهم لتمثيل منتخب بلادهم وليس بحثاً عن عقد احتراف يترقبونه من أحد الأندية الكبيرة بالسعودية أو ناد خليجي مثل (العين) الإماراتي. ـ شكراً ريكارد بقصد أو عن غير قصد على (تربية) جيل لا يعرف ماذا يريد و(درس) يمثل لجيل (معقد) أنتمي إليه يعد كافياً ووافياً لرسالة أحسب أنها وصلت للجمهور السعودي والمعنيين بها بما فيها ابن الساحل الشرقي الوفي جداً لأبنائه وسكانه محمد المسحل المشرف العام على إدارة المنتخبات الوطنية.