|




عدنان جستنية
ما بعنا بالكوم زي اليوم‎
2012-12-09

رغم تغريدة رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد التي تحمل ضمنياً احتجاجاً على قرارات لجنة الانضباط بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم ضد لاعبي الاتحاد وبما في هذه التغريدة من إيحاءات تعطي انطباعاً بأن الفريق الاتحادي وهو في أضعف وأسوأ حالاته يمثل حالة (رعب) عند منافسيه، إلا أن (المنطق) يفرض نفسه بالعقل وليس بطريقة (خذوهم بالصوت) فالمقارنة بين الفريقين تكاد تكون (معدومة) تماماً مثلها مثل من لا (يخجل) من مقارنة سامي الحابر بماجد عبدالله، وقد تطرقت إلى ذلك كثيراً، فهناك فرق شاسع وكبير بين الاثنين ونفس الشيء ينطبق حالياً على الاتحاد والهلال وذلك على المستوى الفني ومن يغالط هذه الحقيقة أو يحاول المزايدة عليها تحت ذريعة الدفاع عن (حقوق) ناديه، فهو يبحث عن (بطولة) أمام جماهيره ليكسب فريقاً (هزيلاً) يمر بظروف صعبة وضعته خارج (المنافسة) لا تسمح لخصومه استغلال ضعفه الشديد في الوقت الراهن لإضعافه أكثر، وبالتالي استعراض عضلاتهم عليه في الوقت الضائع فـ(شجاعة) الفرسان تظهر عندما يكون المنافس لك نداً قوياً حينذاك حينما تفوز عليه يصبح لتفوقك عليه طعم وقيمة، وهناك من يصفق لك وينظر لك بصفة البطل أما أن حدث العكس كما هو حال الاتحاد اليوم فذلك يزيده (شموخاً) حتى وإن خرج مهزوماً. - ولهذا فإن الأصوات الهلالية الرسمية منها والإعلامية التي ظهرت في المشهد باليومين الماضيين (تولول) مستهجنة القرار الآسيوي الذي سمح لثلاثة من لاعبي الاتحاد بمشاركة الفريق في مباريات الدوري أحسب أنها منحت العميد انتصاراً معنوياً وتاريخياً قبل تبدأ مواجهة هذا المساء، حيث يعتبر الفريق الاتحادي فائزاً وإن خسر مع قناعتي أن الفريق الهلالي سواء بوجود الثلاثي أو بعدم وجوده فالنتيجة معروفة لن تقل عن (أربعة) أهداف لمصلحة الأزرق إلا إن كان الانتصار المعنوي لعب دوراً (مؤثراً) وقلب معادلة يتميز بها فريق متصدر الدوري إلى معادلة (الضعف يولد القوة)، فذلك أمر وارد في عالم كرة القدم ولا يمكن تجاهله، فقد يفعلها الاتحاد بفعل هلالي ساهم في إعادة روح ميتة عند لاعبين (باعوا) النادي الذي كانوا في يوم (يتمنون) ارتداء شعاره واللعب له ولو بـ(بلاش). - المنطق الذي فرض عليّ ترشيح الأزرق لكسب لقائه أمام الأصفر بنتيجة ثقيلة ليس مبنياً على رأي عاطفي أو رؤية تذهب في اتجاه فكر (تخديري)، فالواقع الذي يعيشه الاتحاد في هذا الموسم إدارياً وفنياً وما أفرزته نتائج فريقه الكروي الذي اصبح يخسر من فرق كان إلى عهد قريب يفوز عليها بالخمسات والستات هو ما دعاني إلى تقديم التهنئة مبكراً للهلال على مباراة ستكون من طرف واحد ونسمع معلقها اليوم وأتمنى أن يكون(عدنان حمد) ليذكرنا بصوت المعلق الرياضي سابقاً ومقولته الشهيرة (ما بعنا بالكوم زي اليوم). - ما من شك أن كلماتي (المحبطة) سوف تزعج الاتحاديين و(تغضبهم) مني كثيراً خاصة وأن مدرب الفريق يواجه (تحديات) كبيرة بعدما تعهد باستئصال (السرطان) المزمن المتغلغل في الجسد الاتحادي ويحتاج من الإعلام الذي يهمه تطور الكرة في هذا النادي العملاق إلى من يقف في دعم توجه فني سوف يؤتي ثماره قريباً من خلال إحلال عنصر الشباب لا أن يساهم أيضاً في إحباطهم ومع أنني اتفق مع هذا التوجه إلا أن مهمة تنفيذه يتطلب دعماً من جميع الأطراف وفي جميع المباريات وليس في مباراة واحدة ولعل (التفاؤل) بتولي حامد البلوي مهمة ومسؤولية مدير عام الكرة قد تكون واحدة من أهم (الركائز) التي ستشكل نقلة (نوعية) في مسيرة الفريق، هذا في حالة مساعدة (كانيدا) على استئصال السرطان، أما إن حدث العكس (وعادت حليمة لعادتها القديمة) فإن الهزيمة التي سيتعرض لها الاتحاد هذا المساء (أهون) بكثير من هزايم سوف (تهد) الكيان وتهبط به في الحضيض. - على كل حال أتمنى أن تعود للنمور عافيتهم في لقاء يجعل من الهلال (كبيراً) وهو يلعب مع فريق (كبير) حس لاعبوه بمكانة وقيمة ناديهم واستشعروا حجم المنافسة مع (الكبار) والتي من المفترض ألا تخضع لمقاييس دوري هم بعيدون كل البعد عن تحقيق لقبه، ولكن إن كسبوا هذا اللقاء فسوف يكون لهم دور مهم و(مؤثر) في تحديد من يحصد بطولته أما إن خسروا فليسمح لي محبو الفتح أن هنأت الهلالين من الآن بالبطولة (مقدماً) مع احترامي وتقديري لطموحات فريق مناضل ومكافح سوف يحصل في جميع الأحوال على لقب (نجوم) موسم استثنائي.