|




عدنان جستنية
الوطن والحريةوسكة التائهين‎
2012-12-06

من السلوكيات المشينة التي أزعجت أميرنا الشاب نواف بن فيصل وعبر عنها أثناء مداخلته لبرنامج (في المنصة) وحديثه لزميلنا رجاء الله السلمي وضيوفه ذلك المشهد المزري لبعض الجماهير التي حضرت مباراة منتخبنا الوطني أمام المنتخب الأرجنتيني، وهي بكل وقاحة ترتدي قمصان لاعبي المنتخب الأرجنتيني دون وازع وطني يمنعها من الظهور بتلك الصورة المسيئة جداً لمعنى انتمائها لوطن احتضن أبناءه وله فضل كبير عليها، كان يتوقع من تلك الجماهير غير الواعية تقديم لمسات بسيطة جداً من (الوفاء) كأقل ما يمكن أن يقوموا به تقديراً لمن حرصوا على إمتاعهم كروياً باستقطاب واحد من بين أفضل منتخبات العالم مرصع بنجوم كبار سهلت لهم مهمة مشاهدتها على الطبيعة، إلا أنهم للأسف الشديد خيبوا الظن وأحسب أن أمهاتهم بكين ولسان حالهن يقول: (ليتك ما كنت ولدي). - وبقدر ما آلمني ذلك المشهد وآلم الكثيرين ممن تابعوا تلك المواجهة الودية والذين من المؤكد أنهم متضامنون قلباً وقالباً مع المشاعر الحزينة التي أفصح عنها الرئيس العام لرعاية الشباب إلا أنني أتساءل أين كانت الجهات المعنية التي تملك عادة تعليمات بمنع الجماهير من حمل صور شخصيات ترمز إلى انتمائها للأشخاص وليس للكيانات ولافتات خارجة عن إطار التشجيع المرتبط بكرة ورياضة تنمي الفكر والبدن في الاتجاه السليم، حيث من المفروض على تلك الجهات أن يكون لها موقف حازم وصارم بمنع أولئك الشباب من ارتداء تلك القمصان ولو أدى ذلك إلى إعادة رسوم شرائهم التذاكر ولم يبق في المدرجات إلا نفر قليل من المشجعين.. إذ إنني أرى أن( التهاون) تجاه مثل هذه السلوكيات لها عواقب جسيمة على فكر شباب مراهق أساء فهم الحرية ولم يحسن التعامل معها في موقف كان ينبغي عليه أن يكون أكثر نضجاً ووعياً مدركاً واجبه الوطني متجاوزاً رغباته وأهواءه الشخصية التي لا يمكن لأحد الاعتراض عليها، ولكن في إطار محدد بحواجز فاصلة بينها وبين (وطن) هو العنوان الأكبر في أي مناسبة وأي مكان وخط أحمر لا يمكن الاقتراب منه. - بعض كتاب الرأي في صحافتنا الرياضية ممن يظهرون في البرامج الحوارية (صجونا) بعبارة (الحرية الشخصية) وفي مقدمتهم لاعب سابق في كرة اليد، تاريخه حافل بالمشاكل وسلوكيات اللعب النظيف الخارج عن الروح الرياضية، بات في الغالبية العظمى من مشاركته لا يخلو حديثه عن تنظير لا يمل منه عن الأنظمة والقوانين واستهلاك دائم لعبارة الحرية الشخصية حتى فيما يخص الجانب (الوطني)، وشاركه في نفس الفكر والتوجه زملاء حفظوا لهم كم كلمة ليستخدموها استخداماً ليس له علاقة بحرية الرأي التي أتيحت لهم، وكانوا في يوم من الأيام يتمنونها، حيث إنهم لا يعلمون حجم (الخطر) الذي يأتي من خلال كلمات يستمع إليها شباب يتأثر بآرائهم، وبالتالي ليس غريباً أن شاهدنا تلك النوعية من الجماهير التي كدرت خاطر أميرنا الشاب وغيره. - وليس غريباً أيضاً أن نرى مثل هذه الجماهير مرة أخرى، بل مرات في ظل تبريرات غير منطقية لاعتذار نجم من نجوم الكرة السعودية (ياسر القحطاني) جاءت على لسان المشرف العام على إدارة المنتخبات محمد المسحل حينما يصرح بأنه لا يوجد ما يمنع عودة ياسر للمنتخب واستدعائه للمنتخب، حيث إن هذا التهاون والاستهتار سينتقل تأثيره على لاعبين آخرين مستقبلاً ومادام أن النجم الكبير الناضج غير مهتم بالمشاركة مع منتخب بلاده معتبرها وغيره من محبين له ضمن الحرية الشخصية، فماذا تتوقعون من مشجع مراهق في المدرجات تاه في سكة التائهين.