الزميل عبدالعزيز العصيمي صحفي من رأسه حتى قدميه، بزغ اسمه في الصحافة الإلكترونية بسرعة الصاروخ لتميزه الواضح في الحصول على (السبق) الصحفي على مستوى الخبر والحوار، وهذا ما جعله من أبرز الصحافيين في صحيفة (سبق) وغيرها، اطلعت على خبر نشر في صحيفته والذي جاء على لسان لاعب اتهم رئيس ناد معروف ومشهور بأنه حاول قبل (موسمين) رشوته في مقابل منح فريقه ركلة جزاء، إلا أنه لم يستجب لطلبه ومع ذلك دعاه رئيس النادي المتهم لزيارته في منزله ولبى اللاعب رغبته وكرر عليه نفس الطلب ولكن هذه المرة زادت كميته فبدلاً من ركلة واحدة أصبحت ركلتي جزاء، ورغم الإغراء المادي إلا أنه بقي على موقفه السابق. ـ ما من شك أن الرشوة مرفوضة شكلاً وموضوعاً في كل المجتمعات ديناً وقانوناً ولس في مجتمعنا السعودي فحسب، ونعلم أنها في المجال الرياضي تعد جريمة يعاقب فاعلها عقوبات صارمة تابعنا حالات كثيرة لأندية كبيرة في إيطاليا وغيرها ما اتخذ في حق مرتكبيها عقوبات وصل البعض منها للشطب، ومنها من صدر قرار بهبوطها لدرجة أقل ولهذا فإنني أشد يدي وبيد من حديد مع كل يد محاربة لهذا الوباء الخطير حتى لا يغزو الفساد وسطنا الرياضي الذي ولله الحمد كان نقياً تماماً منه وسيظل كذلك.. ولكن. ـ لكن هذه لابد أنها استوقفت كل من اطلع على الخبر وقرأ مضمونه، حيث كان من المفترض على كاتبه المحرر العصيمي من خلال ما يتمتع به من حاسة صحفية مشهود له بها أن يبادر بتوجيه سؤال (بديهي) هذا إن كان بالفعل يريد تقديم معلومة متكاملة، وحريص جدا على معرفة الحقيقة بكل تفاصيلها وهو: لماذا (سكت) على رئيس النادي الذي حاول رشوته لـ(عامين) متتاليين إن كان حقاً جاداً في عدم تفشي هذه الظاهرة في الكرة السعودية ـ كما يزعم وفقاً للتصريح المنقول في طي الخبر ـ إذ كان ينبغي عليه إبلاغ الجهات المعنية في حينه عن هذا (الراشي) خاصة أنه قام بزيارته في بيته بما يعطيه فرصة نصب كمين له لكي يدعم موقفه بأقوال موثقة. ـ ولعل الذي يدعو إلى الدهشة والاستغراب تلك الزيارة وتلبية اللاعب للقيام بها عقب معرفته بالتوجه غير الأخلاقي لرئيس النادي حينما رفض الانصياع لطلبه الأول، فالمنطق في هذه الحالة يقتضي منه أن (لا يشبر عتبة بيته) نهائياً ويقطع أي صلة به، إلا أن تلبيته للدعوة أراها من وجهة نظري تثير(علامات استفهام) حائرة أحسب أن غيري سوف تثيرهم مسبباتها أيضا، ومن المؤكد أنها ستكون واحدة من الأسئلة التي سوف تطرح من الجهة المختصة التي سوف تتولى مهمة التحقيق والذي أخشى أن زميلنا الصحفي سيتضرر منه لو استدعي هو الآخر للاستجواب بحكم أن طرحه لقضية حساسة مثل هذه فيها تشويه لسمعة من ينتمون للوسط الرياضي دون استيفاء كافة الجوانب المتعلقة بها يضعه في موقع (شبهة) محتملة ـ لا قدر الله. ـ أنا هنا لا أدافع عن رئيس النادي أو أبحث له عن عذر ومبرر إنما الذي أرغب فيه من خلال طرح هذا الرأي هو الوصول إلى إجابة مقنعة للرأي العام لذلك السؤال (الغائب)على أنني لا أخفي إعجابي الشديد بردة فعل الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل عبر مداخلته الذكية ببرنامج (المنصة) عندما وعد بإجراء تحقيق حول هذه القضية لكشف المتورط فيها والذي ليس بالضروري أن يكون المتهم فيها طرفاً واحدا، فلربما تفتح أبوابا أخرى لأطراف مطلوب منها أن تقدم براهين دامغة تثبت صحة الاتهامات، وهذا ما أميل إليه كثيرا، وللحديث بقية بإذن الله، وسامحونا.