لم أجد عنواناً مناسباً يحاكي وضع لجنة تغيب عن أداء مهامها فترة ثم تعود بسبب أن تعاطيها مع واجبها الوطني مبني مقوماته الأساسية على منظور (مادي) بحت، حيث امتنعت لفترات متفاوتة عن أدائه ما لم يكن هناك دعم (مالي) حددت قيمته بمبلغ معين إلا العنوان المشار إليه أعلاه وفقاً لتصريح صحفي أطلقه رئيسها، وكأن هذا المبلغ الذي استلمته هو الذي شكل الحافز (المنشط) لممارسة أعضائها عملهم، وفي ذلك ما يتنافى تماماً مع شعارها (التوعية التدريب الرقابة)، وأهدافها الوطنية التي من أجلها أنشئت لجنة الرقابة على المنشطات، والذي يتلخص حسبما موضح في موقعها الإلكتروني في تحقيق هدف رئيس وهو (الحفاظ على الرياضة في المملكة العربية السعودية ميدانياً للتأقلم والوصول للعالمية، وهي خالية من آفة استخدام المواد المنشطة التي تقوض القيم الأصيلة للرياضة ممثلة في الأخلاق واللعب النزيه والأمانة والصحة والامتياز في الأداء والشخصية والثقافة والتسلية والبهجة والتفاني واحترام الأنظمة والقوانين واحترام الذات والمشاركين بروح الجماعة والتضامن). ـ هذا ما ينبغي علينا كأعلام التركيز عليه ومناقشته تفصيلاً لكي نعرف بالضبط من المتسبب الحقيقي الذي ساهم بطريقة مباشرة وغير مباشرة ودفع لاعب نادي النصر أحمد عباس بأن يصبح (ضحية) آفة المنشطات و(عقوبة) قد تحرمه من مزاولة الكرة مع ناديه سنتين هذا إن ثبت أن المادة الدوائية التي اكتشفت في التحليل الذي أجري له ليس لها علاقة بدواء الصلع الذي كان يتعاطاه كعلاج دون علم بأن في مكوناته مادة (منشطة) ممنوع استخدامها من قبل جميع اللاعبين، حيث إنني أرى أن حضورها وغيابها يندرج من وجهة نظري تحت مفهوم (المزاجية) فمن غير المعقول القبول بحجة عدم توفر السيولة المادية لكي تقوم اللجنة بمهام عملها خاصة إن علمنا أنها معتمدة من نائب رئيس اللجنة الأولمبية السعودية آنذاك الأمير نواف بن فيصل عام 2005م، وما دام حظيت بهذا الدعم وأصبح لها هيكل تنظيمي فلابد أن تتوفر (الإمكانات) التي تسهل لها أداء عملها دون أي معوقات. ـ ومن غير المعقول أيضاً لجنة تدعو إلى النزاهة والأمانة والتفاني واحترام الأنظمة والقوانين وهي بـ(مزاجية) أعضاء لا تحافظ على هذه القيم والمبادئ وتريد تطبيقها بين حين وآخر وقت ما تريد بعدما تزود بمنشط (مادي) دون تفعيل يقبل العقل والمنطق، فلماذا تواجدت اللجنة بعد مرور أربعة أشهر من عمر الدوري وأين (النزاهة والأمانة) التي تبحث عنها من خلال فترة سابقة أقيمت فيها عدة جولات لا أدري ولا ندري معها كم لاعب بسبب (غيابها) كان يلعب وهو متعاط للمنشطات..؟. ـ لست بخبيرٍ لديه معرفة طبية بالفترة الزمنية التي يحتفظ الجسم بالمادة المنشطة وقدرته على طردها، ولكن حينما يصبح الاهتمام مبنياً على المزاجية، ألا يساهم ذلك في مزاجية لاعب (يتأقلم) مع الأنظمة والتعليمات ومحاذير تمنعه من استخدام المنشطات ثم يعود لأن اللجنة لم (تتأقلم) هي الأخرى مع مسؤولية سمح لها بالتخلي عنها والتخاذل في عدم أداء واجباتها الوظيفية قبل الوطنية..؟. ـ سؤال أخير موجه لمن اعتمد تأسيس هذه اللجنة إن كان الهدف الرئيس للجنة يرتكز على الحفاظ على الرياضة في بلادنا ميدانياً للتأقلم، وأضع مئة خط على كلمة (التأقلم) والوصول إلى العالمية وهي خالية من آفة استخدام المواد المنشطة التي تقوضها القيم الأصيلة للرياضة، فكيف للنادي واللاعب التأقلم لتحقيق هذا الهدف في ظل لجنة يتحكم في حضورها وغيابها (المنشط) المادي حسب زعم القائمين عليها؟.. ولعل ذكري للعذر والمبرر وتكريسه أكثر من مرة، فذلك من باب (السخرية) لعدم الاقتناع به.