اليوم مواجهة بين الهلال صاحب المركز الثاني والأهلي صاحب المركز التاسع وهذا الفارق في المراكز معروف سببه من خلال مباريات أربع مؤجلة للراقي، وما من شك أن جماهير الفريقين وغيرهم من جماهير وإعلام يترقبون مثل هذه المواجهات التي لها علاقة بالتاريخ وتنافس كروي يجمعهما منذ عقود، ولكن حينما نبحث منطقياً ونفسياً عن (الحافز) المعنوي لدى اللاعبين على وجه الخصوص ثم على صعيد التجهيز التحضيري لهذه المباراة من قبل الجهازين الفني والإداري، هل سيكون في نفس المستوى لو أن الفريق لم تكن له مباريات مؤجلة ولا يوجد فارق في النقاط بينه وبين الهلال وإن وجد نقطة أو نقطتين أو ثلاثاً أعتقد أن الإجابة أيضاً معروفة بما يعني أن المحفزات المنخفضة بسبب دوري (حيص بيص) تنعكس إثارها بطبيعة الحال (سلباً) على أداء أحد الفريقين وربما كلاهما وعلى الحضور الجماهيري وحجم الإثارة الإعلامية وعلى نجاح دوري وسمعته بين دوريات أخرى في دول الجوار أو في العالم كله والذي أصبحنا جزءاً من منظومة كروية تحظى بالاهتمام البالغ في عالم التسويق والإحصاء والتقييم قد يساهم برفع مكانة كرتنا السعودية وأنديتها ومنتخباتها مراكز متقدمة أو يهبط بها في ترتيب لا يمكن تجاهل مؤثراته في الوقت الحاضر أو مستقبلاً قارياً وعالمياً. ـ كنت أتمنى أن أبدأ مقالي اليوم بمقدمة تتناسب مع عبارة (مواجهة مهمة) للفريقين إلا أنني لم أشعر بهذا الإحساس وأغلب ظني أن كثيراً من القراء يشاركونني نفس الشعور (المحبط)، متمنياً أن يحدث العكس هذا المساء على المستطيل الأخضر ونشاهد الفريقين في قمة عطاء وأداء كروي (ممتع) بلمسات فنية وأهداف تهز الشباك وحضور جماهيري يتوافق مع حجم شعبية الناديين وتتلاءم مع حوافز تقود الفريق المستضيف إلى زيادة جراح ضيفه (المجروح) آسيوياً ومحلياً بهزيمتين مؤلمتين يحاول هذه الليلة جاهداً تجاوز آثارها وآثار (كوبري) مباريات مؤجله تعطي تيسر الجاسم وزملاءه أملاً يسمح لهم ممارسة هواية (القفز) عن طريق (خطف) النقاط في المباريات المتبقية بنفس الفن الاحترافي الذي استخدم في عملية (اختطاف) أسامة هوساوي و(خابور) كوبرياكد صحته كاتب صحفي (قانوني) في أحد البرامج الرياضية حينما كشف (سر) لمسؤول أهلاوي قال له إن الاتفاق مع اللاعب تم وهو لاعب هلالي وطلب منه في ذلك الوقت عدم الإفصاح عن ذلك السر. ـ إنني على قناعة بأن لاعبي الفريقين لن تشغلهم مثل هذه الأمور التي تهتم بها الصحافة والجماهير، ولكن من المؤكد أن فوز الأزرق يعد بمثابة رد اعتبار سوف يتغنى به جمهور كاتم غضبه في صدره وعناوين صحفية مغرية تحفز على كتابة مانشيت عريض يصافح عيون القراء صباح الغد (الهلال ينتقم من كوبري الأهلي) خاصة إن جاءت النتيجة ثقيلة، أما إن حدث العكس وفاز الأهلي، فالموقف في هذه الحالة يصبح عند بني هلال ولسان حالهم يقول: (ضربتين في الرأس توجع). ـ أحاول أن أضفي على هذه المواجهة جوّاً من الإثارة الإعلامية لعلها تساعد في تفاعل إيجابي في مشاهدة لقاء نستمتع به في دوري كان يطلق أقوى دوري عربي.