كان من المفترض أن أنهي اليوم سلسلة مقالات صحفية كتبتها هنا في هذا الهمس اليومي تحت عنوان (محتسب حان وقت التغير)، إلا أن وجود النجم العالمي ميسي ومباراة منتخبنا الوطني أمام المنتخب الأرجنتيني حتماً عليّ ضرورة مواكبة حدث (تاريخي) لا يمكن لي تجاهله مهما كان السبب والمبرر، وذلك من منظور ليس له أي علاقة بجوانب فنية تجرني إلى مقارنة غير متكافئة من الغباء جداً الخوض فيها، على اعتبار أن الفوارق من جميع النواحي لا تسمح لي مجرد التفكير بطرح آراء تحليلية وأنا أعلم تماماً أنني سأغوص في أعماق تجربة تتجاوز أهدافها الحقيقية إلى اهتمام جماهيري محصور في اسم منتخب (عالمي) مرصّع بنجوم عمالقة من المؤكد أنه في هذا المساء سيقدم لكافة المتفرجين المتواجدين في مدرجات ملعب الملك فهد ومن خلف الشاشة دروس في متعة كرة القدم حتى وإن كانت من طرف واحد كفيلة بتقديم خالص الشكر والتقدير لـ(ريكارد) ومن وافقوه بالإقدام على تجربة جريئة حذّر منها إعلام (محبط) جداً مغلف بفكر (فوقي) ينطبق عليه المثل القائل (ما يعجبه العجب ولا الصيام في رجب).. احتار اتحاد كرة القدم ولجنة المنتخبات والمدربون كيف (يرضونه) ومتى يصلون إلى مستوى ذكائه الخارق؟. ـ حاولت من جانبي أن أصل إلى مستوى هؤلاء (العباقرة) من محللين ونقاد، ولكن ليس على طريقة (خالف تعرف) التي يجيدون ببراعة فائقة استخدامها التي تعرف وفق أجندة خاصة متى ترفع من قيمة المنجز ومتى تهبط به إلى القاع إنما من خلال سؤال أتمنى أن يتحلوا بميزة (تواضع) الكبار، ويشاركوني بالإجابة عليه، فقد التقي معهم أو يلتقون معي عند نقطة (الخطأ وارد) وكلمة من أول السطر.. صيغة هذا السؤال: من الذي كان سبباً في إقناع المنتخب الأرجنتيني وقبله أفضل منتخب في العالم المنتخب الإسباني على قبول إقامة مباراة (ودية) لن تحقق له أي فوائد فنية بالاحتكاك مع منتخب حصل ترتيب ما بين (114 و112) مثل من يرون نفس الشيء على مستوى الفائدة التي ستجنيها الكرة السعودية من هذه التجارب التي وصفوها بـ(الفاشلة) هكذا كان حكمهم المسبق عليها؟. ـ أعلم سلفاً أن إجابتهم على هذا السؤال لن تخرج عن إطار (فوقية) تحاكي الإغراء المادي ليس إلا.. مؤكدين أنه السبب المحفز لإقامة كلتا المواجهتين دون أخذ في الاعتبار أن هناك دولاً أخرى قريبة جداً في الجوار تملك ما نملك مادياً إلا أنها لم تنجح في استقطاب هذه الأسماء الكبيرة من المنتخبات العالمية، وهذا ما يدعوني إلى المطالبة بفكفكة السؤال برؤية أكثر عمقاً دون مبالغة، كمن يقول إن سمعة ومكانة الكرة السعودية كانت هي الحافز لهذين المنتخبين بقبول الاحتكاك بنا. ـ لن أذهب بعيداً وأسترسل أكثر، فأغلب ظني أن التعاقد مع المدرب العالمي (ريكارد) شكّل جزءاً رئيساً من معادلة فرضت عند الطرف الآخر الموافقة على خوض تجربة مع منتخب هو من يتولى مهمة قيادته تدريباً ناهيكم عن علاقة (متميزة) تربط بلادنا ولله الحمد مع دولتين (صديقتين) ساهمت بدون أدني شك في إقامة هاتين المواجهتين.. ولعلنا حينما نبحث بـ(عمق) في النتائج على المدى القريب والبعيد بفكر يحمل بعداً يتمازج مع أفق ينشد التطوير نحو مستقبل أفضل، سوف يدرك أولئك (المتعالون) المتعاطون مع كرة القدم من برج عالٍ أن المكاسب الكبيرة التي ستحققها الكرة السعودية لا تقتصر فقط على جيل منتخب يتم إعداده وتجهيزه، إنما هناك جوانب كثيرة سوف نرى تأثيرها على جيل من الشباب (يقدر) قيمة ما يقدم له وقدرته على الاستفادة تدريجياً ليصل لحجم طموح ما تأمل قيادتنا الحكيمة فيه ليصبح خير سفير للوطن في المحافل القارية والعالمية -بإذن الله وتوفيقه-. ـ هكذا يجب أن نفكر حتى نستمتع اليوم بأفضل لاعب في العالم ونجوم كبار معه.. أما (المتشائمون) فقد شاهدناهم بالأمس في فوضوية)، فكر محبط جداً خير من عبر عنه العبقري (ميسي) في إجابة (مشفرة) نشرت له هنا في الرياضية بقولة (اعتدت على الفوضى) لتمحني كلماته نشوة فرح غير طبيعية لأسطر.. ما أجمل أن تكون (متواضعاً) ليحبك الناس ولتحقق جزءاً يسير من آمالك وطموحاتك.