اليوم السبت تتجه أنظار كل السعوديين وجماهير الكرة بالقارة الآسيوية عموماً إلى كوريا الجنوبية لمشاهدة المواجهة المرتقبة بين فريقي أولسان الكوري والأهلي السعودي، ومتابعة الفصل الأخير من بطولةٍ يتوج بطلها بكأس القارة، ولقبٍ غالٍ جداً يصل به إلى مصاف الأندية (العالمية)، وإن كان الفريق المستضيف هو الأكثر ترشيحاً للفوز في مباراة لا تقبل القسمة على اثنين، وذلك من منظور فني بحت، بناءً على مستويات عالية جداً قدمها ونتائج كبيرة ظفر بها في أهم مواجهات أهلته لمواجهة مصيره يا (أبيض يا أسود). ـ غير أن من يتابع مشوار فريق (الراقي) وما ظهر به في التصفيات والمراحل النهائية من أداء اتسم في مجمله بتنظيم محكم في جميع خطوطه، على الرغم من نقصٍ عناصري أدى إلى غياب أبرز نجومه المؤثرين، وبالذات في خطي الدفاع والهجوم، إلا أنه استطاع تجاوز هذه المشكلة وعقبة المحطة ما قبل الأخيرة أمام (الاتحاد)، التي كادت أن تعرقل مسيرته في هذه البطولة وتقذف به خارج أسوارها لولا حكمة مدربه جاروليم، مما يجعلني أراهن بأن الأهلي برجاله سيكون نداً قوياً في المنافسة، خاصة بعدما اكتملت جميع صفوفه ولا يعاني من أي غياب سوى لاعبه الموقوف منصور الحربي. ـ لهذا فإن حظوظه بكسب اللقاء وحصد اللقب تكاد تكون إلى حد كبير متساوية مع الفريق الكوري، هذا إن وفق الجهازان الفني والإداري بتجهيز وتحضير اللاعبين (نفسيّاً) على مستوى جانبين مهمين جداً، سيكون لهما تأثير سلبي على روح اللاعبين، وهما الجانب الأول يخص الهالة الإعلامية المبالغ فيها، التي حظي بها فريق أولسان عقب الهزيمة (الثقيلة) التي لحقت بفريق يطلق عليه لقب (زعيم) الكرة السعودية الذي خسر منه في دور الثمانية بنتيجة غير متوقعة قوامها أربعة أهداف نظيفة أتخمت شباك الفريق الهلالي في مباراة الإياب والتي كانت على أرضه وبين جماهيره، حيث لابد من تخليص اللاعبين من (رعب) دقائق الثلث ساعة الأولى من بداية الشوط الأول لكيلا تهتز ثقتهم في نفسهم. ـ بينما الجانب الثاني له علاقة بحكم المباراة الأسترالي الذي اختير بديلاً عن الحكم البحريني (شكر الله)؛ فما أثير عن هذا الموضوع إعلاميّاً في الأيام القليلة الماضية أخشى أن ينعكس تأثيره على اللاعبين وعلى سلوكيات خاطئة تؤدي إلى وقوعهم في المحظور الذي يغير من مجرى المباراة بالكامل لـ(مصلحة) الفريق المستضيف، وهذا ما ينبغي على اللاعب (الخبير) سابقاً طارق كيال تحذير اللاعبين بعدم ارتكاب أي حماقات (ما لها داعٍ)، وبالذات فيكتور المعروف باعتراضاته الكثيرة على التحكيم تقلب الطاولة على رؤوسهم، حتى وإن كان الحكم ظالماً فيجب احترام قراراته. ـ يجب تخليص اللاعبين من شعور أن الحكم الأسترالي سيكون ضدهم وأن اختياره لهذه المباراة جاء متعمداً في هذا التوقيت، إنما التأكيد عليهم بالحكمة القائلة (ربَّ ضارةٍ نافعة)، وتذكيرهم بمواجهة محلية مصيرية اعترض الأهلاويون على أن يتولى مهمة قيادتها الحكم الدولي خليل جلال بسبب (أهلاويته) خوفاً من تأثيرها على قراراته، واستجابت لجنة الحكام لطلبهم وكسب الراقي المباراة؛ ولعل هذا المشهد سوف يتكرر اليوم أيضاً بفوزٍ ثمينٍ يتحقق -بإذن الله وتوفيقه- يدعو كافة الأهلاويين إلى أن (يشكروا الله) على القرار المفاجئ الذي اتخذته إدارة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وتتويج تاريخي سوف يسعد كل السعوديين. ـ الشكر لله في جميع الأحوال، وبكل اللغات واللهجات نتمناها اليوم بلهجةٍ ونكهةٍ (سعوديةٍ) لا كورية.. اللهم آمين.