لعيد الأضحى عند المسلمين معان كبيرة وبالذات من وفقهم الله عز وجل لأداء فريضة الحج وكل من حرص على الاقتداء بهادي البشرية سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بإتباع سنته في هذه الأيام المباركة التي أقسم بها سبحانه في كتابه الكريم بقوله (والفجر وليالٍ عشر) لعظمة الأجر والثواب فيها، ولكن حينما نتفاعل مع هذه المناسبة قبل وأثناء وبعد الانتهاء منها خارج معانيها القيمة نجد أننا في كل عام نستقبل هذا العيد وأوضاعنا كمسلمين لم يطرأ عليها أي تغير يدعونا إلى الابتهاج الحقيقي بفرحة عيد نراها في عيون الصغار والكبار حتى الأطفال أصبح الاحتفاء بأيامه تقليد (روتيني) ليس إلا، وحينما يحاول الإعلام البحث عن السبب فإنك تسمع إجابة مكررة مرت على أسماعنا من آبائنا وأجدادنا مرات ومرات وكأن هناك اتفاقا على تكرارها بنفس النغمة ونبرة الصوت دون حتى محاولة أي إجراء تعديل إضافي عليها ينسجم مع عصر مختلف وجيل لا يمكن مقارنته بأي حال من الأحوال بالأجيال السابقة. ـ عبارة (الناس اتغيرت والزمن اتغير) هذا هو المبرر الذي يقدم لك معلومة ليس فيها أي جديد وعندما تتمعن في تفسيراتك لها ستجد أنه منطق (طبيعي) لعبارة تستخدم فيها نوعا من تهذيب الإجابة لكي تصمت ومن ثم تواصل عملية (التطنيش) لما لا يعجبك وبالتالي تقبل بالوضع الذي أنت فيه حتى وإن حاولت مرة أخرى توجيه نفس السؤال فإنك تلقائيا وحسب ردة فعل نفسية سوف تتذكر تلك العبارة (فتطنش) السؤال على اعتبار أن الإجابة باتت محفوظة لديك ولم تعد تهمك. ـ وبما أنني وأنت تربينا على هذا السلوك وتعاملنا به مع الأبناء والأحفاد وإن اختلف الأسلوب وتعددت الوسائل المدعمة لممارسة (التطنيش) كحل لا بديل له وللقارئ الكريم متابعة كافة البرامج التي تناقش قضايا المواطن والمجتمع عامة منها على سبيل المثال برنامج (هلا) في قناة روتانا الخليجية وبرنامج (في الثامنة) في قناة الـ(mbc) رغم الطرح الجريء بما فيها من أدلة وبراهين على إهمال وتقصير وطمع وجشع اغتال فرحتنا بـ(أضحية) العيد وكذلك بـ(حلاوة) العيد فإنك تسمع بطريقة وأخرى نفس إجابة (ستي وجدك) فالمسؤول الذي يتجاوب مع مقدم البرنامج الحلول التي يقدمها ما هي إلا (كلام في كلام) لعلمه أن (الرقابة) مفقودة وأنه لا يوجد من (يحاسبه) وأن ظهوره عمل روتيني بات مطلوباً منه القيام به لكي يتعود الناس مع تكراره (التطنيش) وبعد فترة يتقبلون الوضع كما هو ليصبح حقيقة مسلم بها ومع مرور الوقت تأتي قضية (أسوأ) من سابقاتها فنترحم أنا وأنت على ذلك السوء الذي كنا في يوم من الأيام نرفضه، وحينما نوجه لومنا وغلنا ضد مسؤول ما نتذكر تلك العبارة التي تحولت في قاموس معرفتنا بالحياة إلى حكمة قيمة لنقول كلمات ليست ككل الكلمات كتبها الشاعر (مطنشاتي) على لحن نشيد يتمنى الفنان الشعبي (شعبولا) أن يغنيه.. الناس اتغيرت والزمن اتغير يما أحلى الطناش يلي ما تغير آه على الطناش يا عيني على الطناش وطناش يا طناش عيدكم طناش ايييييييه