|




عدنان جستنية
.. وأيضاً غوار بيننا؟!
2012-10-10

لست بذلك الذي يرفض مصادرة الرأي الآخر مهما كان مختلفاً أو مخالفاً لرأيي، وذلك من منظور أن تعددية الآراء لها من الجوانب الإيجابية التي تثري ساحة الكلمة بما يعود نفعه للمجتمع بصفة عامة إلا أنني حقيقة (أمقت) بشدة من يحاول أن (يتذاكى) بأساليب متلونة وملتوية في طريقة تعامله مع الإعلام والمتلقين له، وكأنه (يستغبيهم) من جهة، ومن جهة أخرى يريد أن (يتسلق) على أكتافهم بحثاً عن إثارة (مصطنعة) تحقق له مبتغاه من أهداف يسعى إلى بلوغها من مبدأ (الغاية تبرر الوسيلة)، ولعل المزعج أيضاً في هذا التوجه حينما تلمح سلوكاً (مهنيّا)ً فيه نوع من (ازدواجية) المعايير في طريقة الطرح والعرض من خلال تفاعل (يستفز) مشاعرك عبر مجموعة من (التناقضات) في المواقف والمبادئ تلعب على وتر (العاطفة) والمشاعر (الإنسانية) بما لا يمكن قبوله والسكوت عليه وبالتالي تجد نفسك (مجبر أخاك لا بطل) إلى (تعريته) أمام الرأي العام. ـ بالأمس القريب تابعت كلاماً لأحد مقدمي البرامج الرياضية لقناة فضائية عربية عبر عن رؤيته (الإنسانية) فيما يخص الجندي (الإسرائيلي)، حيث أبدى اعتراضه الشديد على من (احتجوا) على استضافة نادي برشلونة الإسباني له في مباراة (الكلاسيكو) التي أقيمت مساء يوم الأحد الماضي أمام فريق ريال مدريد، رافضاً بقوة من يطالب الجماهير العربية بمقاطعة النادي البرشلوني نهائياً، وذلك من منطلق قناعاته الشخصية التي يدعو من خلالها إلى عدم ربط الرياضة بالسياسة وأن ما قام به النادي الإسباني يندرج تحت إطار العمل (الإنساني)، بما يعني ضرورة دعمه حسبما ألمح إليه ذلك الزميل المنغمس جداً و(المنهك) لشوشته في الدفاع عن الجوانب الإنسانية!. ـ كان من الممكن تمرير تلك المشاعر الفياضة إحساساً بـ(إنسان) يجب أن نقدر جداً حرية من يتعامل معه بروح (إنسانية) دون أي اعتراض على رأي شخصي يمثل وجهة نظر صاحبه سواء اتفقنا أو اختلفنا معه، إلا إننا حينما نرجع بذاكرتنا إلى حدث لم يمض عليه أسبوع واحد شاهدنا كيف كان مقدم ذلك البرنامج المهتم بـ(شلاليط) يملك حسّاً رفيعاً جداً جداً من (الإنسانية) في مشهد (شكشكة)، انساق إلى عرضه دون أيّ مراعاة لمشاعر فئة تقتضي منه أن تتوفر فيه أبسط قواعد (المهنية) بالتثبت من الحالة في التوقيت الزمني لحدوثها وأهداف من سعوا إلى الإضرار بـ(سمعة) بلادهم قبل أحد منتخباتهم (المنتجة) وأن يكون على قدر من (الإنسانية) التي تمنعه رفض أي مغريات مسببة أو غير مسببة للتشهير بأحد منسوبيها في موقف رجولي يدعوه إلى تعاطف يحفزه إلى عمل (الخير)، حينذاك لو فعلاً اهتم بكل هذه الجوانب لأصبح بمقدورنا أن (نصدق) أنه صادق في رأيه ومشاعره حضارياً في فكره، حيث إن حلقة (الرقص) الشهيرة المعني بها أجهزة إدارية وفنية ولاعبين لمنتخب (الاحتياجات الخاصة) بما فيها من قصة (مطبوخة) في موعد بثها قد مضى عليها خمسة أعوام (فضحت) حجم الاهتمام بالجانب (الإنساني) ومثالية إعلامي برزت نحو نادٍ إسباني يدافع عنه من أجل جندي (إسرائيلي) أموت في هذه الإنسانية وأغني بصوت من كنا معجبين به الفنان غوار الطوشي الذي كان رمزاً للحرية والمواطن الغربي الغيور على تراب أرضه، وقد دغدغ مشاعرنا بأغنية (يامو يامو ياست الحبايب يامو) لتكشف لنا الأيام كم كنا (مخدوعين) فيه وفي إنسانية (ممثل) بارع.