|




عدنان جستنية
لماذا نحتفيباليوم الوطني..؟
2012-09-22

ونحن اليوم وغداً نحتفل باليوم الوطني وبذكرى غالية جداً على كل مواطن سعودي ولد ونشأ وترعرع في تراب هذه الأرض الطاهرة لابدّ أن هناك سؤالاً قد يتبادر إلى أذهاننا وهو: هل نحتاج إلى هذا الموعد السنوي مع يوم له معانٍ كبيرة في قلوبنا لكي نجدد محبتنا وولاءنا لهذا الوطن؟.. أم أنه من المفروض أن هذه المشاعر بكل ما حمل من انتماء للأرض تبقى متأصلة راسخة في أعماقنا على مدار العام في كل يوم من أيامه دون الحاجة إلى مناسبة تشعل في قلوبنا هذه الذكرى أو إثبات نقدم فيه مراسيم احتفالية بها وبأمجاد لها قيمة تاريخية عظيمة جداً في نفوسنا بما لها من أهمية بالغة لدى جيل من (النشء) ينبغي أن يأخذ حقه من المعرفة بمعلومات إضافية عبر احتفالات تشارك فيها قطاعات حكومية وخاصة، ومن الفرح الذي يحتفظ به في صدره وذاكرته على مدى حياة عمره؟. ـ الإجابة على هذا السؤال من الممكن أن نغوص في بحر اللغة، ومن السهل جداً اختيار جمل إنشائية نعبر فيها عن آرائنا ومشاعرنا سواء كنا متفقين أو مختلفين، إلا أنه من خلال تواجدي حالياً أنا وأفراد أسرتي في (مسقط رأسي) بمدينة الطائف، وجدت من خلال (تجربة) رائعة عشت لحظاتها الجميلة أستطيع أن أصف لكم المعنى الحقيقي لما يعنيه الاحتفال بذكرى اليوم الوطني والفرق بينه وبين الأيام الأخرى فعندما قمت بجولة في أحياء مدينتي التي ولدت وقضيت فيها أحلى أيام العمر، طفولتي وجزء يسير من شبابي كنت أصول وأجول في عالم الذكريات مع كل (زقاق) لم يعد له وجود أو ظل شيء من بقاياه وشوارع فسيحة أتأملها ثناء مروري بمدرسة تحولت إلى بيت أثري عندها وفي كل الأماكن التي مررت بها بحثت عن صورتي القديمة، وصور لا حصر لها دور في رأسي عن بلادي وفروقات كنت في ذلك الوقت (أحلم) بها وأحسب أنه من المستحيل أن يأتي اليوم الذي أراها أمامي قد تحققت خاصة في فترة سنحت لي الفرصة بالعمل في مهنة الصحافة، فكنت رسول أبناء هذه المدينة أنقل تطلعاتهم للمسؤول وأمانيهم حول جامعة يجب أن تؤسس وسدود مياه لابد من أن تحظى باهتمام أفضل حفاظاً على كل قطرة منها وحدائق ينبغي أن تعيد الطائف إلى سابق عصره في منتزهات كان يتميز بها مصيف المملكة والخليج، ما أكثر تلك الأحلام والأماني التي كنت أحدث بها النفس وورق أصبح في سلة (الماضي) لتتحول اليوم إلى واقع ملموس أمام عيني، لأجدني في لحظة (الحقيقة) في حالة تجلي مع (الله) أشكره على نعمه وأفضاله بأن منى هذا البلد قيادة حكيمة ووهب أرضها الخير الكثير الذي ساهم في تطور وازدهار نلمسه في كل بقعة من بقاعها.. إن طموحاتنا طموحات الجيل الحالي والأجيال المقبلة لن تتوقف مع قناعة بأن مسيرة العطاء والإنماء والإنجازات هي الأخرى لن تتوقف بإذن الله، مواكبة لوطن كل يوم تسعى قيادته وأبناؤه إلى أن يكون في ركب الحضارة متقدماً لا يقل في مستواه على كافة الأصعدة عن دول العالم المتقدمة في شتى المجالات. ـ تعالوا نعيش تجربة أخرى، يقيني أن غالبية الشعب السعودي مر بها أثناء تواجده خارج المملكة في دول أوروبية وعربية وآسيوية وغيرها حينما تجمعه تلك الرحلات والزيارات بإخوان لنا من المسلمين والواحد منهم يحدثنا عن حجم (شوقه) للقدوم إلى مكة المكرمة وأداء العمرة والحج وزيارة مدينة الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم وقبره حينما نستمع إلى (أمنية) مستعد أن يدفع عمره وكل ما يملك في مقابل تحقيقها عندها نعرف (الفرق) بين نعمة متوفرة بين أيدينا ونعمة مفقودة عند غيرنا ومن خلال هذا الفرق حتماً لا نملك سوى الدعاء بأن يحفظ الله لنا وطناً من أفضل وأعز أوطان العالم بأسره، حباه بالحرمين الشريفين اللذين لا نحس بقيمتهما عند غيرنا من المسلمين إلا حينما نطوف ونسعى ونصلي في بقاعهما الطاهرة في أي وقت نشاء، وهذه نعمة لوحدها محسودون عليها. ـ من خلال سردي لهذه التجارب التي من المؤكد أن الغالبية العظمى من أبناء هذا الوطن مرواً بها نستطيع معرفة فوارق كثيرة لمعاني الانتماء والولاء لتراب أرض لا مثيل لها ومن بينها معنى الاحتفاء باليوم الوطني لمملكتنا الحبيبة أدام الله عزها وأمنها واستقرارها وحفظ قيادتها وزاد على أبناء شعبها من واسع فضله بنعمه التي لا تعد ولا تحصى، وصدق الله العظيم (ولئن شكرتم لأزيدكم ولئن كفرتم فإني عذابي لشديد) فاللهم اجعلنا من عبادك الحامدين الشاكرين.. (اللهم آمين).