منذ أن كنا في سن الطفولة نسمع من يلخص حالة إعجابه بشخصية قامت بإنجاز عمل خارق في مجال معين ظهرت وبرزت فيه براعته بشكل غير عادي بوصف غريب حيث يقول: (هذا عنده جنية) ولفظ آخر قريب منه وهو (هذا في رأسه جني) طبعاً ردة الفعل عندنا إما بتصديق هذه المقولة والترويج لها أو نعتبرها وصفاً مبالغاً فيه فلا نعيره اهتمامنا، ونكتفي بالضحك وتعليقات ساخرة إلا إن تكررت الحالة عندها تجد من يدعم صحة وجود ذلك الجني او تلك الجنية، وأحسب أن فرقة النمور الاتحادية وضعتني مساء يوم الأربعاء الماضي أنا وعشاق الكرة في نفس فكر (جنوني) بدأ يؤمن بمثل هذا الكلام، وذلك عقب المستوى الرائع و(المذهل) الذي قدمه الفريق في الشوط الثاني من المباراة، حيث تحوّل كل من شاهد الشوط الأول بكل ما فيه من إحباط إلى حالة (انبهار) عقب الأهداف الأربعة التي ولجت شباك الفريق الصيني مردداً ربما بصوت مرتفع في نشوة فرح (الاتحاد ركبته جنية الآسيوية). ـ حاولت من خلال مقارنة بين مجموعة مباريات قدمها الفريق في هذا الموسم ومباراة الأربعاء أن أجد تفسيراً مقبولاً لهذا التحوّل الغريب فلم أجد أمامي إلا أن أصادق على أن الآسيوية (تعمل عمايلها) عبر علاقة خاصة من قبل الاتحاديين نحوها، وأغلب ظني أن القارئ العزيز حينما أطرح عليه في السطور المقبلة شواهد تدعم جني الآسيوية كظاهرة حقيقية موجودة في مسيرة (نادي الوطن) سوف يتفق معي في وصف أصبح الكل وبالإجماع يقول (ما لها إلا النمور). ـ أولى هذه الشواهد قائد الفريق محمد نور حينما نقارن بأدائه ومستواه في هذا اللقاء وما سبقه من لقاءات في هذا الموسم والموسم الماضي، لابد ان الدهشة إصابتنا، فهناك فرق (شاسع) حتى ضربة الجزاء التي سددها وسجل منها الهدف الثاني، كانت مختلفة عن ضربة جزاء ضاعت منه في إحدى مباريات الدوري كأن الذي سددها لاعب (غشيم)، علماً بأن اللاعب في مواجهة الفريق الصيني كان قد مر بظرف نفسي (صعب) على إثر وفاة أخيه الأكبر بكر -رحمه الله-، نفس الشيء بالنسبة لـ(الصقر) نايف هزازي متعنا في ذلك المساء بنايف المبدع وأهداف برأسه كنا في المدرج وفي بيوتنا مثلنا مثل المعلق محمد غازي نصرخ (يا سلام يا نايف هزيت قلوبنا) ولم يقتصر إبداعه على التسجيل، فحسب إنما أيضاً لاحظنا أنه (تخلص) من أنانيته، حيث ساهم في إحراز هدف (سوزا) بما يدل على أنه يستفيد من النقد الهادف ولا يتعالى عليه، ولا أنسى أن أشيد بشقيقه (برهومي) الذي كان من بين أبرز نجوم هذا اللقاء وأحد أهم مفاتيح الفوز فيه. ـ أما الشاهد الأخير فهو المدرب الإسباني (كانيدا) فهذا لوحده (حكاية) ثانية فأما أنه (داهية) أو أنها جاءت معها بـ(الصدفة) بمعنى (رمية من غير رامٍ) نتيجة لروح اللاعبين ودعم جماهير (نمبرون).. فقد حطم أعصابنا في الشوط الأول وأعصاب محبي الاتحاد في المباريات السابقة بخططه (العقيمة) ليفاجئنا بتبديل لاعب واحد أجراه مع بداية الشوط الثاني، حيث عمل هذا التغير (انقلاب) جعل من (ليبي) يحاكي نفسه ونحن نراه (يتمْتم) لا يعرف ماذا يفعل خوفاً من نتيجة ثقيلة تمسح تاريخه. ـ على كل حال لن استعجل في حكمي على المدرب الاتحادي إن كان داهية أو العكس هو الصحيح، فمواجهة الذهاب وبقية مباريات هذا الموسم هي من تقرر الحكم النهائي عليه إلا إن كانت هذه المباراة بالنسبة له (استثنائية) وذلك من منطق أن (جنية) الآسيوية (عدوى) انتقلت إليه هو أيضاً فعندها يصبح قولنا (اللهم زد وبارك).. وسامحونا. ـ حبيبي المعلق عامر عبدالله كانت له آراء (انطباعية) لم يوفق فيها إطلاقاً على المستوى التحكيمي من خلال قناعته الشخصية بأن ضربة الجزاء الاتحادية غير صحيحة وأن اللاعب أسامة المولد تعمد إيذاء اللاعب الصيني عبر عنف مقصود حتى أن اللاعب المخضرم حسين الصادق وقع في نفس الخطأ مصادقاً على رأي رفضه الحكم الدولي محمد الفودة.