|




عدنان جستنية
انفرطت السبحة وما خفي كان أعظم‎
2012-09-18

 


فرق كبير وشاسع أن تظهر للملأ وتكشف الحقائق للرأي العام في وقتها لخدمة المصلحة العامة بعدما يئست من استخدام كل وسائل الإصلاح، وأنت في موقع المسؤولية وظهورك المتأخر جداً لتستعرض عضلاتك حول ظلم تعرضت له أو أخطاء فادحة كنت شاهداً عليها، وذلك بعدما تم الاستغناء عن خدماتك إذ إن آراءك في مثل هذه الحالة تعتبر من الناحية (القانونية) أشبه بالشكوى (الكيدية)، التي يرفض قبولها بأيّ حال من الأحوال وهذا ما أراه هذه الأيام واقعاً ملموساً لبعض الشخصيات الرياضية التي كانت تعمل في عدد من اللجان، حيث بدأت تظهر في وسائل الإعلام المختلفة وتفضح كثيراً من المستخبي و(المستور).


ـ وبقدر اعتراضي هذا الأسلوب إلا أنني حقيقة ألتمس لها العذر لأنها كانت طيلة فترة عملها (مكبلة) تماماً بإجراءات إدارية (معقدة) جداً، ناهيك عن (ديكتاتورية) جعلت السلطة في يد (خصمك)، ولها نفوذ أقوى وكلمة مسموعة أكثر لدى المسؤول الأول مما ينتاب الطرف المظلوم تردد في أيّ اتخاذ خطوة نظامية (خوفاً) من عواقب وخيمة تضربه وهو على رأس العمل خاصة إن وجد رئيسه المباشر يحظى بصلاحيات مفتوحة وحصانة تجعل موقف ذلك (المحبط) ضعيفاً جداً.


ـ لهذا من وجهة نظري ليس غريباً أن رأينا هذا المشهد بكل ما فيه من تناقضات ومآس و(فضائح) بالكوم، (ويلي ما شاف يتفرج) وهي نتيجة حتمية لحالات (كبت) نفسي (انفجرت) والسبب الحقيقي الذي يمكن لنا تشخيص دوافعه هو غياب الآلية الصحيحة لتطبيق النظام على الجميع دون أي (فوارق) كما هو ظاهر لنا الآن عبر أطروحات يجب ممن يهمهم الأمر الاعتراف بأخطاء مرحلة ينبغي الاستفادة منها بعمل (إصلاحات) جذرية لا تختصر على تغير الأسماء أو اتخاذ قرارات وقتية (انفعالية).. وأغلب ظني أنه بعدما (انفرطت السبحة) لابد من قيادتنا الرياضية القيام بدراسة كل حالة في وقتها وتوجيه من يلزم بـ(التحقيق) السريع في مدى صحتها ومسبباتها، وإظهار نتائج هذه التحقيقات للرأي العام وبهذه الطريقة تضع حداً للمستفيدين من الإعلام المفتوح وحرية الرأي بأن اتهاماتهم لن تمر مرور الكرام، حيث ستجد الاهتمام والمتابعة ونفس الشيء بالنسبة للقائمين على تلك الإدارات واللجان، سيدركون أن الوضع حاليّاً تغير عن كل المراحل السابقة عبر المساءلة الفورية عن تقصير وأي حالة تظلم مع التأكيد على وضع أطر (نظامية) لكل من لديه شكوى، ووجد الأبواب (مغلقة) في وجهه من جميع النواحي في تقبل شكواه وملاحظاته والبت فيها حسب فترة زمنية يحدد موعدها.. إما ترك (الحابل على الغارب) وذلك من مبدأ أن السبحة انفرطت ولا يمكن لمّها، أو من منظور (خليهم يفضفضوا)؛ فأعتقد أن العواقب ستكون جسيمة ووخيمة لقناعتي بأن (ما خفي كان أعظم)، حيث يجب أن يكون هناك تحرك سريع: لكيلا نساعد على تشويه وطننا الجميل.. والله من وراء القصد وهو المستعان.