لم يمهل زميلنا الإعلامي المخضرم عميد كلية الأعمال بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالإله ساعاتي ضيوفه الحاضرين ثانية واحدة للتفكير حول مأسوف يشاركون به من آراء أعدوها وجهزوها تتوافق وتنسجم أهدافها مع ندوة عنوانها (التطورات الحديثة للإدارة الرياضية في ظل الاحتراف الرياضي العالمي) حيث فاجأهم في بداية كلمته الترحيبية ورؤيته الخاصة كمشارك في هذه الندوة بمقدمة ضخمة في مضمونها حينما قال ان مشكلة الرياضة السعودية إدارية في المقام الأول وليست مالية كما يعتقد البعض وكان لهذا الرأي ردة فعل سريعة من الامير عبدالله بن مساعد رئيس لجنة خصخصة الأندية بعبارة (رقمية) اتفق فيها مع الساعاتي فيما ذكره قائلا فعلا مشكلة الرياضة السعودية إدارية بنسبة 70/.و 30/. شارحا الأسباب والتي لخصها في قلة الكفاءات (المتخصصة) الا انه عندما اسهب في حديثه قدم أدلة مادية حول تأثير (المال) كحركة ( استثمارية) ساهمت في رفع دخل أندية عالمية بنسب عالية جداً بما كان له أثره في زيادة رصيدها من الانجازات مما جعلها مطمعا لسوق الاستثمار الرياضي وقد ضرب عدة أمثلة لا تتسع مساحة هذا المقال لسردها كان آخرها قيمة مدرب نادي الشباب البلجيكي الجنسية (برودوم) حينما كان لاعبا في ناديه وممثلا لمنتخب بلاده في بطولة كأس العالم التي أقيمت في امريكا عام94م وهو مثال لمست انه جيد في الاستدلال به حول (فروقات)عديدة لا تخص غياب الفكر الاداري المتخصص في الإدارة الرياضية انما غياب (العقول) أيضاً القادرة على استثمار نجوميتها ولعلنا حينما نبحث عن اللاعب السعودي(سعيد العويران) الذي سجل هدفا ( أسطوريا) في شباك المنتخب البلجيكي أين هو الان ؟ مقارنة بالحارس الذي ولج فيه ذلك الهدف وقد أصبح مدربا عالميا نستطيع أن نضع أيدينا على الجرح من جميع النواحي حول فروقات كثيرة تعاني منها الكرة السعودية والرياضة عموما وهذا ما جعل هناك مجالا(واسعا) جداً بين المؤسستين الحكوميتين (الرياضية والمالية) وهي مشكلة لا اظن اننا سنجد لها(حلا) لسببين هما أن الطرف الثاني (فاقد) الثقة في طريقة الصرف المالي من قبل الطرف الأول وفقا لـ( حقائق) لابد أنها متوفرة لديه رغم محاولات الرئيس العام لرعاية الشباب الحالي والسابق لتغيير هذا الانطباع سواء بالاجتماع مع وزير المالية او بأعضاء مجلس الشورى في حين ان السبب الثاني يبدو لي ان اكبر من سلوك انطباعي يكمن في عدم ( القناعة) بالرياضة بان تحظى بدعم مادي يتوازى أو يفوق مجالات ووزارات اخرى. - ان تناول هذين السببين حسب استنتاجات واضحة أمامنا تفتقد الى المعلومة المؤكدة ومستند نبني عليها آراءنا يجعل المهتمين بتطوير الحركة الرياضية في بلادنا والباحثين عن السبل من خلال إقامة ندوات او أطروحات إعلامية يدورون في حلقة مفرغة واحسب ان (خصصة) الأندية هي الحل الأسرع والأصعب الذي أتمنى من الأمير عبدالله بن مساعد وفريق العمل الذي معه ان يحالفهم التوفيق بالانتهاء من هذا من الملف بعد(٦) اشهر من الآن كما صرح بذلك لربما نضع علاجا جزئيا للعائق المادي من خلال فكر إداري متخصص يقود أنديتنا ورياضتنا السعودية الى آفاق تضعها ضمن الدول المتقدمة عالميا في كافة مجالاتها وليس الكروية فقط. - وزارة المالية هي السبب أيضاً وليست وزارة الثقافة والاعلام هذه واحدة من مجموعة استنتاجات حول (عوائق) استجدت ولذا اقترح على المؤسستين الرياضية والإعلامية تأسيس (صندوق) تبرعات مثلما فعل اتحاد الفروسية وبالتالي يحصلان على تبرع خاص من مولاي خادم الحرمين الشريفين يكفيهما الموقف المتصلب من تلك الوزارة.