مرحلة التطوير والتغيير كان هذا هو العنوان الرئيس المكتوب بخط عريض في الصفحة الأولى بجريدة الرياضية، عقب قرارات التكليفات والتعيينات التي أعلن عنها الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب يوم الأربعاء الماضي.. وفي مضمون الخبر المتداول في جميع وسائل الإعلام المختلفة أوضح أنه بعد ثلاثة أشهر سيتم عقد مؤتمر تحت عنوان (التغيير والتطوير)، وبين هاتين الصفتين وجدت نفسي في (حيرة) حول أين منهما (يتسبق) الآخر والأقرب صحة لمرحلة مستقبلية تكثر نحوها ونحو من وضعت فيهم (الثقة) تطلعات تأمل أن يتحقق ذلك دون اهتمام بعملية التقديم والتأخير التي أشرت إليها آنفاً. ـ رأيت في البداية أن عنوان الرئاسة العامة لرعاية الشباب هو الأقرب للصواب من عنوان جريدة الرياضية إذ إن مهمة التغير تبدأ أولاً، ثم يأتي التطوير مرادفاً فيه من الحقائق الدالة على تحول تدريجي تحقق عملي آمن خلال فعلين متلازمين كـ(توأم) لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر، إلا أنني اتجهت بعد ذلك إلى رؤية جريدة الرياضية من منظور، وجدت أن له بعداً أكثر (عمقاً) في الاستنتاج المنطقي للتطوير إن حدث ولمسناه على أرض الواقع حينذاك بمقدورنا القول إن هناك تغيراً تم مواكباً لشواهد مرئية لقفزات واضحة في مسيرة الحركة الرياضية في بلادنا. ـ وبناءً على ما تقدم فإنني أقترح على الرئيس العام لرعاية الشباب أن يوجه القائمين بعمل ترتيبات عقد المؤتمر إلى تغير عنوانه بتقديم التطوير على التغير لكيلا يفهم خطأ على المدى القريب والبعيد أن المعنى المقصود من التغير هو تغير (الأسماء)، ثم يأتي في المرتبة الثانية التطوير، وأحسب أن الأمير نواف بن فيصل يتفق معي بأنه إن لم يلاحظ الشارع الرياضي تغيراً (مقنعاً) خلال مدة زمنية محددة فإن المؤسسة الرياضية التي يتولى مهمة قيادتها ستواجه انتقادات شديدة وفي ذلك (ظلم) لكوادر إدارية وفنية ستدخل في مواجهة مع الإعلام ثم في معمعة (فقدان) الثقة يودي بها إلى إحباط يعيد رياضتنا إلى دوامة أكثر تعقيداً كما أنني أتمنى منه مواصلة (شفافيته) حول العوائق المالية إن ظلت كما هي باقية أم تم إيجاد معالجة لها بـ(حلول) عبر (تغير) في الموقف من قبل وزارة المالية أو أن المسؤولية برمتها تقع على فكر يأمل منه أن يقدم رؤية حديثة تتوازن فيها الطموحات مع ما هو متوفر من دعم (حكومي) لقطاع الرياضة والشباب بما يدعو إلى توضيح ذلك في المؤتمر عبر خطة (زمنية) محددة يقوم كل مسؤول قيادي في كافة الإدارات واللجان باستعراض أهم أهدافها وبنودها ومدة التنفيذ. ـ إن مثل هذا الوضوح المباشر سوف يساعد هؤلاء المسؤولين العمل في أجواء مريحة بعيداً عن أي (ضغوط) إعلامية تبحث عن عطاءاتهم وإنجازاتهم مع إقحامهم في (مقارنة) مع من سبقوهم في تلك المناصب القيادية، وبالتالي الانتهاء من مشروع التطوير ومن ثم البدء في مرحلة (التغير) الكفيلة بإذن الله إلى إيجاد نقلة نوعية يحتفى بها وبإنجازاتها المشرفة دوليّاً وعالميّاً. ـ في الختام أقدم التهنئة لكل من نالوا ثقة الرئيس العام لرعاية الشباب سائلاً المولى القدير أن يكلل جهودهم بالنجاح والتوفيق عبر خطوات سماتها التطوير والتغير مع تقديم خالص الشكر لجيل البناء ممن كانت لهم أيادٍ بيضاء لمرحلة شهدت أيضاً تغيراً وتطويراً لا يمكن لكائن من كان أن ينسى أو يتنكر لـ(بصمات) يرصدها التاريخ بماء من ذهب، لتبقى لهذا الجيل والأجيال المقبلة (نبراساً) وشعاعاً مضيئاً في مسيرة وتاريخ الرياضة السعودية.