|




عدنان جستنية
عشنا وشفنا
2012-09-02

حينما كنا نسمع في أواخر القرن الهجري الماضي من يقول لنا إن المكيفات سوف (تغزو) كل كل بيت في مدينة الطائف كنا نعتقد ذلك ضرباً من الخيال، ونصف قائله بـ(المخرّف) بحكم (الجوّ) الممتع الذي عرفت وتميزت به على مدى قرون سابقة وبالذات في فصل الصيف، ولم يخطر في بالنا أن العوامل المناخية من الممكن أن تعمل مثل هذه التقلبات وهناك من سيحول مصيف المملكة والخليج إلى أرض جرداء وأسفلت يقلب شمس هذه المدينة (الدافئة) إلى (نار حامية) بعدما كانت المياه الصافية العذبة تجري في حقول بساتينها المنتشرة حولها وخضرة (تسر الناظرين) وفاكهة (لا مقطوعة ولا ممنوعة) ولكن هذه هي حال الدنيا (الفانية) لا تدوم على حال و(عشنا وشفنا). - وأحسب أن هناك من سيقول لنا على مستوى (المناخ) الكروي وتقلبات أجوائه بأن فريق نادي الفتح من الممكن جداً أن يحقق بطولة الدوري لهذا الموسم عندها لا استبعد من يرد قائلاً: (ولا في الأحلام)، وينصح المتفوّه بهذا الرأي من الأفضل له (يروح البيت ينام)، في حين إن كل مؤشرات التغيير والتطوير إداريّاً وفنيّاً تعزز بأن الفريق الفتحاوي قادر على أن يقهر (المستحيل) مثله ممثل الكاتب الصحفي (عمار بوقس)، فمن رأى فيلمه تأكد له بأن الإرادة تصنع المعجزات. - وعندما نرى الفتح الآن منافساً على لقب (الكبار) وفي المركز الثاني ويلعب اليوم أمام الشباب صاحب المركز الأول حتى الجولة الأخيرة والفريق الذي حقق رقماً جيداً من البطولات، آخرها بطولة الدوري في الموسم المنصرم فإنني لا أستطيع أن أحرم هذا النادي المنظم حقه الكامل من (طموح) يسعى بالفكر (الاحترافي) إلى بلوغه، سواء في هذا الموسم أو في المواسم المقبلة، إلا أنه من حقي أن أقول: (عشنا وشفنا).. ومن يدري فقد يعملها (فتحي)، الذي يشارك الفتح في مسمى التقيا فيه ويهزم الليث في عقر داره وبين جماهيره، ليعطي للدوري (متعة) وإثارة؛ والأهم من ذلك في الرصد التاريخي (كسره) رقم الـ(34) القياسي المسجل في الألفية (الثالثة) باسم نادي الشباب وحصوله على صدارة الدوري ولو (مؤقتاً) وربما على طول.. ليه لا..؟. - على نفس السيّاق (عشنا وشفنا) النادي الأهلي يطالب بـ(تأجيل) مباراته أمام الاتحاد وإن كان عضو من أعضاء لجنة المسابقات صرح برفض الطلب، إلا أن الأيام المقبلة ستؤكد مدى (جديّة) هذه اللجنة في تطبيق الأنظمة؛ أم أن (استثناءً) سوف يحصل عليه الأهلي لأصرخ حينذاك بأعلى صوتي: (عشنا وشفنا) تناقضات كثيرة في المواقف، لكن بحجم لجنة المسابقات لا أظن.. وأعتقد إن فعلت وغيرت موقفها فسوف تدخل في القريب العاجل لموسوعة جينيس. - فوز تاريخي للأهلي في مباراة اليوم يا خوفي عليك يا علي داوود من آخر المشوار و(عشنا وشفنا) إعلامياً يرفع الراية البيضاء دنيا وفيها العجائب. - الرائد والتعاون أظن (لا جديد) في مواجهة قبل أن تحسم وأن غاب عنها محمد السراح و(عشنا وشفنا).. ديربي ليس له عنوان من بين عناوين كل الديربيات، ولكن (جبر الخواطر على الله).