مع كل نهاية إجازة صيف وعيد وانطلاقة جديدة مع رسالة الكلمة الصادقة والنقد الهادف البناء تزورني قبل العودة للكتابة مجموعة هواجس تقلق تفكيري، تصل أحياناً إلى مرحلة (الهوس) حول كيف تكون البداية التي أقدم من خلالها رؤى مختلفة تماماً عن الفترة الماضية والمواسم السابقة بصورة ترضي آمال ورغبات قارئ مهتم ومتابع لكل حرف أسطّره في هذا الهمس اليومي، ويتوافق حقيقة مع كل من وضعوا (ثقتهم) في الأنامل أو (أصابع) يد أصبحت استخدمها بعدما بات جهاز (الكمبيوتر) بكل أشكاله وأنواعه هو (البديل) الذي نسانا القلم نهائياً، سواء الكتابة به أو حتى مجرد حمله في جيوبنا وهو الذي كنت أتصور مهما وصلنا من تقدم لن استغني عنه أبداً. ـ رغم كل هذه الهواجس (المقلقة) جداً إلا أنني بمجرد قراءتي للأحداث الرياضية حينما تسترجع البعض منها ذاكرتي أجد أن عملية (التغير) في مجال الكلمة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بـ(المتغيرات) التي تحدث في كافة مجالات الحياة بما في ذلك الأنشطة الرياضية وبالذات في نشاط منظومة (كرة القدم) بكافة شخوصها وأحداثها بحكم أنها اللعبة الشعبية الأولى و(تخصص) منح كل المهتمين (خبرة) كافية للتحاور وإبداء الرأي، وإن كان تفاعلنا مع هذه (المجنونة) مبنياً على (معطيات) قابلة أن تخطو بها خطوات نحو الأفضل وقفزات مهمة يكون لها تأثيرها البالغ جداً في أن نكون ككتاب ونقاد مشاركين في (تحوّل) يتجه بالكلمة إلى منعطف (تزدهر) فيه وتزهو نحو آفاق رحبة واسعة تدل على مدى فعالية هذا التأثير كـ(مواكبة) للتغير والتطوير على اعتبار أنه كان لنا دور في إيجاده من ناحية (إيجابية) إذ ساهمنا بشكل وآخر في (صناعته) وإن لم يحدث فهل يعني ذلك أننا (كإعلام) مسؤول نتحمل جزءاً من (مشكلة) الإخفاق وما ينتج بسببه من تدني ثم تدهور وإحباط، وبالتالي يجب أن نسأل أنفسنا بصراحة متناهية هل كنا فعلاً (أمناء) في تأدية مهمتنا ورسالتنا الإعلامية أم أننا مثل البقة الباقية ممن لهم علاقة بـ(المدورة) والرياضة عموماً أولئك الذين نطالبهم بالتغير والتصحيح والتطوير؟. ـ سؤال يلحّ عليّ كثيراً بحثاً عن إجابة له، وهنا أجدني منغمساً في دوامة (الحيرة) ألفّ وأدور حول حلقة مفرغة لأعود من جديد للمربع الأول، وهواجس أشبه بـ(أحلام) يقظة، أم (كوابيس) راودتني في لحظة تجلي مع الذات، طمعاً في بلوغ مزيد من التألق والنجاح، وهو طموح مشروع للجميع وأحسب أن غيري كثيرون يفكرون مثلي، وذلك بنسب متفاوتة إلا أن هذه الإجابة وإن كانت مرضية إلى حد ما إلا أنها لم تكن (مقنعة) لي إطلاقاً خاصة بعدما تابعت في شهر رمضان وقبله كثير من البرامج التلفزيونية والإذاعية والجرايد الورقية والمواقع الإلكترونية، (كمية هائلة) من الانتقادات الحادة التي وصلت إلى أعلى مستوى من (الشفافية) والبوح المطلق الذي كشف كماً كبيراً من الحقائق المجهولة أو التي كان من الصعب جداً الحديث عنها بأي حال من الأحوال وهنا اضطرت إلى أن أتوقف توقفا إجبارياً مع سؤال آخر له أيضاً علاقة بالأحلام وما يندرج في أجواء عالمها الفسيح من أماني وطموحات إن كانت بالنسبة للشارع الرياضي قد تجاوزت سقف الحد المعقول والممكن قبول التفكير والمطالبة به أم أن سقف مساحة الحرية المرتفع والمتاح حالياً عبر وسائل الإعلام القديمة والحديثة هو من ساهم في نبش قضايا مدفونة وكشف حقائق غائبة (فضحت) المستور من (قصور) بات الكل يتحدث عنه. ـ ومن منطلق هذه (المستجدات) التي طرأت على مجتمعنا الرياضي أرى أن بمنظور (المتفائل) بأن مرحلة (التغير) قادمة لا محالة وأغلب ظني أن الرجل الأول المسؤول عن الرياضة السعودية اتضحت له الصورة كاملة من جميع الجوانب والزوايا وأصبح الآن في واجهة المسؤولية وأيّ (قصور) لم يعد هناك مجال للتغاضي عنه أو التغطية عليه فالرياضة بكل مناشطها وأجهزتها باتت وعاءً مكشوفاً مما يتطلب نقلة (نوعية) لتطوير ملموس للجميع يعيد للمؤسسة الرياضية (هيبتها) المفقودة واسترجاعها لـ(ثقة) الشارع الرياضي الذي وصل ضجيج (تضجره) لمرحلة تدعو إلى (الاستيقاظ) من سبات طال أمده، وهذا ما آمل أن يتحقق في هذا الموسم والمواسم المقبلة إذ إن أي تراجع للخلف (مرفوض) قطعياً وهذا أيضاً ما يجعلني (متفائلاً) بأن أطروحات كل من لهم علاقة بالكلمة ستأتي حتماً (مختلفة) تحتفي بالتجديد والتغير والتطوير.